الصناعة:
بدأت الصناعة على شكل محاولة للقيام ببعض التعديلات على المواد الخام؛ وذلك لتزداد قيمتها ويزيد نفعها منذ آلاف السنين، وتجسدت هذه المحاولة عندما بدأ الإنسان باستعمال الأحجار في صناعة أدواته الأولى، ومع تقدم الإنسان واكتشافاته تطورت الصناعة وتعقدت، ولكن على الرغم من هذا التطور فإن الصناعة في مفهومها لا تخرج عن أنها تحويل المواد الخام من صورة إلى أخرى بحيث تزداد قيمتها وفائدتها للإنسان، ولكي تقوم الصناعة لا بد من توافر مجموعة من العوامل تعرف باسم مقومات الصناعة.
أبرز مقومات الصناعة:
- الأيدي العاملة: التي يشترط فيها أن تكون مدربة وكافية وأحياناً يتم استيراد الأيدي العاملة الرخيصة إذا لم تتوافر هذه الأيدي محلياً.
- المواد الخام: المواد الخام هي المواد الأساسية التي تشكلها الصناعة، ومن الممكن أن تكون هذه المواد من أصل زراعي مثل القطن، قصب السكر، البنجر، وقد تكون المواد من أصل حيواني، مثل الجلود والصوف واللحوم، أو من أصل معدني، مثل الحديد والنحاس.
- رؤوس الأموال: تعتبر رؤوس الأموال من أهم مقومات الصناع، لأنها هي التي تسهل شراء الآلات والأجهزة، بناء المصانع، دفع أجور العمال وشراء الخامات، وقد تلجأ بعض الدول في أولى مراحلها الصناعية إلى رأس المال الأجنبي لكي يساعد في قيام المشروعات الصناعية.
- القوى المحركة: كانت وبقيت القوى المحركة من أهم أساسيات الصناعة، ولقد بدأ الإنسان بشكل تدريجي في استعمال القوى المحركة من المجهود العضلي له ولحيواناته في القدم إلى الآلات المختلفة في وقتنا هذا، وتتنوع القوى المحركة في الوقت الحالي ما بين فحم وبترول وكهرباء، حيث ساعدت الجغرافيا التطبيقية بجعل الإنسان يقوم باستغلال مصادر جديدة للقوى المحركة مثل الطاقة الذرية والطاقة الشمسية.
- الأسواق: تعد الأسواق من المقومات المهمة لاستمرار الصناعة؛ لأنها المناطق التي يتم صرف الإنتاج فيها، وإذا فقدت الصناعة أسواقها فإنها لا تستمر، وقد تكون السوق داخلية، أو خارجية، وتعمل دول كثيرة على حماية مصنوعاتها عن طريق فرض الضرائب على المصنوعات المثيلة التي تستورد، وتعرف هذه العملية باسم (الحماية الجمركية).
ما هي أهمية الجغرافيا التطبيقية في عالم الصناعة:
تساعد الجغرافيا في التخطيط الصناعي وتوطين الصناعات المختلفة في ضوء مقومات الصناعة، ومثالاً على ذلك بأن المواد الخام الثقيلة والتي يتكلف نقلها نققات كبيرة في تساهم توطين الصناعة بالقرب من مصادر هذه المواد الخام، وعند قيام صناعة تحتاج إلى مياه كثيرة لا بد من اختيار موقع إنشاء المصانع بالقرب من موارد مائية.
ويراعي اتجاه الرياح السائدة في تحديد مواقع الصناعة التي يتسبب دخانها في تلويث الجو، بحيث تدفع الرياح الدخان بعيداً عن التجمعات السكانية كالمدن وغيرها، وعلى سبيل المثال: إذا كانت الرياح السائدة هي الرياح الشمالية فإن مكان المصنع يكون في جنوبي المدينة، وإذا كانت الرياح السائدة هي الجنوبية فإن المصنع يكون شمالي المدينة.