أهم الحقائق عن نهر نارمادا

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهم الحقائق عن نهر نارمادا؟

نهر نارمادا والمعروف كذلك باسم ناربادا أو نيربودا، وهو نهر في وسط الهند كان دائماً طريقاً مهماً بين بحر العرب ووادي نهر الغانج (الجانج)، حيث كان يُسمَّى النهر نامادي من قبل الجغرافي اليوناني بطليموس في القرن الثاني الميلادي، كما يرتفع نهر نارمادا على ارتفاع حوالي 3500 قدم (1.080 متراً) في سلسلة جبال ميكالا في ولاية ماديا براديش الشرقية على الحدود مع ولاية تشاتيسجاره.

جغرافية النهر:

وادي نارمادا هو نتوء كتلة من طبقات من القشرة الأرضية سقطت نسبة إلى الكتل الموجودة على كلا الجانبين؛ بسبب الانتشار القديم لقشرة الأرض، حيث يوجد عيبان عاديان يُعرفان باسم صدع نارمادا الشمالي وصدع نارمادا الجنوبي بالتوازي مع مجرى النهر ويحددان الحدود بين كتلة نارمادا وكتل فيندهيا وساتبورا أو هورست التي ارتفعت نسبة إلى نارمادا غرابن، فيشمل مستجمعات المياه في نارمادا المنحدرات الشمالية لساتبوراس والمنحدر الجنوبي شديد الانحدار لفيندهياس، ولكن ليس منحدرات فيندهيان وهي الجداول التي تتدفق منها إلى نهر الغانج ويامونا، ويعتبر وادي نارمادا في غاية الأهمية لدراسات علم الحفريات في الهند، فقد تم العثور على العديد من أحافير الديناصورات في المنطقة بما في ذلك (Titanosaurus indicus) الذي تم العثور عليه في عام 1877 بواسطة (Richard Lydekker) ،(Rajasaurus narmadensis) المكتشف مؤخراً.

أهمية النهر:

يعتبر نارمادا بالنسبة للهندوس أحد الأنهار السبعة المقدسة في الهند، والأنهار الستة الآخرون هم الجانج ويامونا وغودافاري ، وساراسواتي والسندو وكافيري، حيث يُعتقد أن الغطس في أي من هذه الأنهار السبعة يغسل خطايا المرء، فوفقاً للأسطورة يتخذ نهر الغانج شكل بقرة سوداء ويأتي إلى نارمادا ليغتسل وينظف نفسه في مياهه المقدسة، كما ذكر النهر من قبل بطليموس في القرن الثاني الميلادي نامادي ومن قبل مؤلف (Periplus)، وإن رامايانا، المهابارات وبوراناس يشيرون إليها بشكل متكرر، وريفا خاند من (Vayu Purana) ،(Reva Khand of Skanda Purana) مكرسان بالكامل لقصة الميلاد وأهمية النهر ومن ثم يُطلق على نارمادا أيضاً اسم (Reva).

هناك العديد من الخرافات حول أصل نارمادا، فوفقاً لأحدهم كان اللورد شيفا مدمر الكون يتأمل بشدة لدرجة أنه بدأ يتعرق، حيث تراكم عرق شيفا في خزان وبدأ يتدفق على شكل نهر نارمادا، كما تقول أسطورة أخرى أن قطرتين من الدموع سقطتا من عيني اللورد براهما خالق الكون أسفرتا عن نهرين نارمادا وبراهمابوترا، يقال إن جميع الحصى التي تتدحرج على سريرها تأخذ شكل شعاره مع القول “Narmada Ke Kanker utte Sankar” (مقولة شائعة في الهند وحزام Bundeli في الهند)، ممَّا يعني أن أحجار حصاة نارمادا تحصل شكل مجسد من شيفا، وهذه الأحجار على شكل لينجام (كوارتز كريبتوكريتالين) وتُسمَّى (Banalinga) وتُسمَّى أيضاً (Banashivalingas) مطلوبة كثيراً للعبادة اليومية من قبل الهندوس.

وإن معبد (Brihadeeswara) في ثانجافور وتاميل نادو الذي شيده (Rajaraja Chola) لديه واحد من أكبر (Banalingas)، والتقى آدي شانكارا بمعلمه جوفيندا بهاغافاتبادا على ضفاف نهر نارمادا، كما يقال أيضاً أن نارمادا كانت تعمل مع سونبهادرا، وهو نهر آخر يتدفق على هضبة تشوتا ناجبور، ووفقاً لـ (Puranas) يُطلق على (Narmada) أيضاً اسم (Reva) من حركتها القافزة (من الجذر “rev”) من خلال قاعها الصخري، وتشهد أهمية نهر نارمادا على أنه مقدس من خلال حقيقة أن الحجاج يؤدون فريضة الحج في باريكراما أو الطواف حول النهر، وإن نارمادا باريكراما كما يطلق عليها تعتبر عملاً جدير بالتقدير يمكن للحاج القيام به.

يسير العديد من السادة والحجاج سيراً على الأقدام من بحر العرب في بهاروش في ولاية غوجارات على طول النهر إلى المصدر في جبال ميكال (تلال أماركانتاك) في ماديا براديش والعودة على طول الضفة المقابلة للنهر، حيث أنها مسيرة 2600 كيلومتر (1600 ميل)، فتستغرق الرحلة الروحية عادة 3 سنوات و 3 أشهر و 13 يوماً ويُشترط على الحجاج عدم عبور النهر في أي وقت، والمدن المهمة في الوادي هي (Jabalpur ،Barwani ،Hoshangabad ،Harda ،Narmada ،Nagar ،Omkareshwar Dewas ،Nemavar ،Kity ،Pipri ،Mandla ،Maheshwar) في (Madhya Pradesh) ،(Rajpipla و Bharuch) في ولاية غوجارات، وبعض الأماكن ذات الأهمية التاريخية هي (Joga Ka Quilla ،Chhatri of Baji Rao Peshwa ،Bhimbetka)، ومن بين الشلالات (Dugdhdhara) وشلالات (Dhardi ،Bheraghat ،Dhuandhara ،Kapiladhara ،Sahastradhara).

حقائق وادي النهر:

في التاريخ الهندي يقال إن إمبراطور الكانادا من سلالة كالوكيا بولاكيشين الثاني قد هزم الإمبراطور هارشافاردانا من كانوج على ضفاف نارمادا، حيث يشتهر الوادي بساري ماهيشواري الرائع المنسوج يدوياً، حيث أنه مريح في الطقس الدافئ والبارد ومتأنق وخفيف الوزن وهذه الساري لديها متابعة مخصصة ومختارة بين النساء الهنديات.

غابات النهر:

توجد أفضل غابات خشب الساج والأخشاب الصلبة في الهند في حوض نهر نارمادا وهي أقدم بكثير من تلك الموجودة في جبال الهيمالايا، حيث أن وادي نهر نارمادا السفلي والمرتفعات المحيطة التي تغطي مساحة 169900 كيلومتر مربع (65598.8 ميل مربع) تتكون من غابات جافة متساقطة الأوراق، فتقع المنطقة البيئية بين غابات رطبة إلى الشمال الشرقي والجنوب الشرقي والجنوب الغربي، والتي تتلقى كميات أكبر من الأمطار من الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية والغابات والأراضي الشجرية الأكثر جفافاً في ديكان إلى الجنوب ومالوا وجوجارات إلى الغرب والشمال الغربي، والغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة عبارة عن غابة من ثلاث طبقات.

المنطقة البيئية هي موطن لـ 76 نوعاً من الثدييات و 276 نوعاً من الطيور ولا يوجد أي منها مستوطن، وإن حوالي 30 ٪ من المنطقة البيئية مغطاة بنباتات سليمة نسبياً، حيث تضم المنطقة البيئية بعض الكتل الكبيرة من الموائل في سلاسل (Vindhya) ،(Satpura)، فيقع حوالي 5 ٪ من المنطقة البيئية داخل المناطق المحمية بما في ذلك متنزهات (Bandhavgarh Panna ،Sanjay) الوطنية، وبعض المتنزهات الوطنية الهامة ومحميات الحياة البرية في الوادي هي: حديقة (Kanha) الوطنية الواقعة في الروافد العليا لنارمادا على بعد حوالي 18 كم (11.2 ميل) من ماندلا، تضم العديد من الحيوانات البرية بما في ذلك النمر، ويتدفق اثنان من روافد نارمادا وهما هالون وبنجر عبر هذه الحديقة، وإنها واحدة من أفضل المتنزهات الوطنية في آسيا والتي وصفها روديارد كيبلينج بوضوح في كتابه الشهير (The Jungle Book).

يقع منتزه ساتبورا الوطني الذي تم إنشاؤه في عام 1981 في منطقة هوشانغ آباد في ولاية ماديا براديش، حيث أن اسمها مشتق من نطاقات تلال ساتبورا (تلال ماهاديو) وتغطي مساحة 524 كيلومتر مربع (202.3 ميل مربع) جنباً إلى جنب مع محميات بوري وبانتشماري المجاورة، حيث توفر 1.427 كيلومتر مربع (551.0 ميل مربع) من النظام البيئي الفريد من نوعه في المرتفعات الهندية، وتعد حديقة ساتبورا الوطنية جزءاً من نظام بيئي فريد من نوعه، فهي غنية جداً بالتنوع البيولوجي، وتتكون الحيوانات من النمر، السامبار، الشيتال، (bhedki) ،(nilgai)، الظباء ذات الأربعة قرون، شينكارا، الجور، الخنزير البري، الكلب البري، الدب الكسلان، الثعلب الأسود، الثعلب، النيص، السنجاب الطائر، غزال الفأر، السنجاب العملاق الهندي هناك مجموعة متنوعة من الطيور، حيث أن طيور أبو قرن والطاووس هي الطيور الشائعة، كما تتكون نباتات الحديقة الوطنية بشكل أساسي من السال وخشب الساج والتندو والأونلا والماهوا والبايل والخيزران ومجموعة متنوعة من الأعشاب والنباتات الطبية.

كما أن مناطق الغابات خارج المناطق المحمية غنية جداً بالتنوع الزهري والحيواني، ومنتزه (Mandla Plant Fossils) الوطني، (Dindori National fossils park) تقع (Ghughuya) في منطقة (Dindori) في (Madhya Pradesh) في الهند، حيث تحتوي هذه الحديقة الوطنية على نباتات في شكل أحفوري كانت موجودة في الهند في أي مكان منذ ما بين 40 مليون و 150 مليون سنة منتشرة في سبع قرى في مقاطعة ماندلا (غوغوا، أوماريا، ديوراخورد، بارباسبور، تشانتي هيلز، تشارجون وديوري كوهاني)، فإن الحديقة الوطنية (Mandla Plant Fossils) هي منطقة تمتد على 274100 متر مربع (2950387.8 قدم مربع)، فقد تم العثور على هذه الحفريات في ثلاث قرى أخرى في المنطقة أيضاً لكنها تقع خارج الحديقة الوطنية.

إحدى النظريات هي أن المنطقة التي توجد فيها الحفريات أي وادي نارمادا بالقرب من ماندلا كانت في الواقع غمراً عميقاً للبحر في شبه جزيرة الهند حتى عصر ما بعد الكمبري الثالث منذ حوالي 40 مليون سنة، وهذا يعني أن نارمادا كان نهراً قصيراً جداً ينتهي في البحر الداخلي فوق ماندلا، وأن انحسار البحر تسبب في اضطرابات جيولوجية، ممَّا خلق الوادي المتصدع الحالي الذي يتدفق من خلاله نهر نارمادا ونهر تابتي في رحلتهم الحالية إلى البحر العربي، وكل هذا مع ذلك هو تكهنات وتخمين؛ لأنه لم يتم تطوير الاهتمام بأحفوريات ماندلا إلا مؤخراً ولا تزال الدراسات العلمية التفصيلية مطلوبة.

تغطي محمية باشمارهي للمحيط الحيوي جزءاً من ثلاث مناطق مدنية وهي هوشانج آباد وبيتول وتشيندوارا في ماديا براديش، حيث تبلغ المساحة الإجمالية 4926.28 كيلومتر مربع أي (1902.0 ميل مربع)، وهي تغلف ثلاث وحدات للحفاظ على الحياة البرية وهي محمية بوري (518.00 كيلومتر مربع) ومنتزه ساتبورا الوطني (524.37 كيلومتر مربع (202.5 ميل مربع)) ومحمية باشمارهي (461.37 كيلومتر مربع (178.1 ميل مربع))، وتضم حديقة ساتبورا الوطنية المنطقة الأساسية والمساحة المتبقية البالغة 4،501.91 كيلومتر مربع (1،738.2 ميل مربع)) المحيطة بالمنطقة الأساسية بمثابة منطقة عازلة.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: