ما هي الأقاليم المعتدلة الباردة القارية (نوع شرق أوروبا)؟
إذا ذهبنا في اليابس بعيداً عن السواحل الغربية أو تخطينا الحواجز الجبلية التي يكون امتدادها على هذه السواحل، حيث أننا نلاحظ بشكل تدريجي إلى نوع قاري من المناخ لا تكاد المؤثرات البحرية تصل إليه سواء كان من الشرق أو من الغرب، فهو يتمثل في مساحات كبيرة وواسعة من أواسط أوراسيا وأمريكا الشمالية، أمَّا في نصف الكرة الجنوبي فإنه لا يحدث في أماكن محدودة من جنوب أمريكا الجنوبية، فمن أهمها إقليم هضبة بتاجونيا، حيث أن هذا النوع من المناخ يختلف عن النوع البحري حيث تم وصفه بعدة وجوه وهي:
- انخفاض حجم الرطوبة في الهواء.
- قلة الأمطار نسبياً وهطول معظمها في نصف السنة الصيفي.
- ارتفاع مدى الحرارة الفصلي.
- قُصر الفصلين الانتقاليين (الربيع والخريف) بشكل يجعل القدرة إلى تقسيم العام إلى فصلين إثنين وهما فصل الصيف وفصل الشتاء، فمثلاً نجد أن المعدل الحراري في شهر يوليو لمدينة وارسو يزيد تقريباً 6 درجات مئوية عن معدل شهر أبريل، وكما ينقص معدل شهر نوفمبر تقريباً 5 درجات مئوية عن معدل شهر أكتوبر، وبعبارة أخرى بأن الانتقال يكون بشكل مفاجئ تقريباً بين الظروف المناخية لنصف السنة الصيفي والظروف المناخية لنصفها الشتوي.
وعندما ننظر إلى المعدلات الحرارية في بعض من المحطات التي يحدث فيها النوع القاري من المناخ المعتدل البارد مثل كل من (وارسو، فينا، كييف)، فإن هذه المعدلات تقل في بعض أشهر الشتاء إلى ما دون درجة التجمد، كما ترتفع في بعض أشهر الصيف لأكثر من 21 درجة مئوية، فالتطرف في درجات الحرارة في الواقع لا يكون من صفات الأقاليم المعتدلة الحقيقية، لذلك فإن تسميتنا لهذا النوع من المناخ يوجد فيه الكثير من التجاوز.
كما أن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة خلال فصل الشتاء في بعض الأجزاء الداخلية لليابس يحدث بسببه تجمد المياه في بعض الأنهار لمدة يختلف طولها من مكان إلى آخر ولكنها تزداد طولاً كلما دخلنا في اليابس باتجاه الشرق بشكل عام، فبينما تتجمد مياه نهر الرين الموجود عند مدينة كولونيا تقريباً ثلاثة أو أربعة أسابيع يكون خلالها النهر لا يصلح للملاحة فإن مياه الجزء الأدنى من نهر الدانوب تتجمد لفترة يكون طولها ما بين خمسة أسابيع أو ستة أسابيع من كل عام.