نبذة عن مدينة بغداد:
هي عاصمة العراق وواحدة من أكبر المدن في العالم العربي، وبالمقارنة مع عدد سكانها الكبير لديها مساحة صغيرة فقط 673 كيلومترات مربعة (260 ميل مربع). تقع على طول نهر دجلة، بالقرب من أنقاض مدينة بابل الأكادية والعاصمة الإيرانية القديمة قطسيفون، وقد تأسست في القرن الثامن وأصبحت عاصمة الخلافة العباسية.
في غضون وقت قصير، تطورت بغداد إلى مركز ثقافي وتجاري وفكري مهم للعالم الإسلامي. هذا بالإضافة إلى إسكان العديد من المؤسسات الأكاديمية الرئيسية بما في ذلك بيت الحكمة بالإضافة إلى استضافة بيئة متعددة الأعراق والأديان، حيث اكتسبت المدينة سمعة عالمية باعتبارها “مركز التعلم”.
ما لا تعرفه عن المتحف الوطني البغدادي:
المتحف الوطني العراقي متحف الآثار الواقع في بغداد العراق، حيث يعرض الفن والتحف العراقية التي تعود إلى حضارة العصر الحجري للهلال الخصيب إلى العصور الوسطى.
بعد الحرب العالمية الأولى بدأ علماء الآثار من أوروبا والولايات المتحدة بالقيام العديد من الحفريات في جميع أنحاء العراق، ولمنع تلك المكتشفات من مغادرة العراق بدأ جيرترود بيل عميل المخابرات البريطانية وعالم الآثار ومدير الآثار في العراق في عام 1922 في جمع القطع الأثرية في مبنى حكومي في بغداد.
نقلت الحكومة العراقية المجموعة إلى مبنى جديد في عام 1926 وأنشأت متحف بغداد للآثار وكان بيل مديرًا له. في عام 1966، تم نقل المجموعة مرة أخرى إلى مبنى من طابقين تبلغ مساحته 484375 قدمًا مربعًا (45000 متر مربع) في حي العليا في بغداد في منطقة الكرخ على الجانب الشرقي من نهر دجلة. بهذه الخطوة تم تغيير اسم المتحف إلى المتحف الوطني العراقي.
تم نهب حوالي 3000 قطعة من المتحف في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. وقد أثار هذا جهدًا دوليًا من قبل مسؤولي إنفاذ القانون وعلماء الآثار لفهرسة واسترداد العناصر المفقودة. وفي فبراير 2009 أعيد افتتاح المتحف بعد إغلاقه لنحو ست سنوات؛ في ذلك الوقت كان من المقدر أنه تم استرداد حوالي ربع العناصر المسروقة فقط.
كما تحتوي مجموعات متحف العراق الوطني على أعمال فنية ومصنوعات يدوية، تعود في تاريخها إلى أهم الحضارات التي تعاقبت على أرض العراق؛ كالسومرية والبابلية والأكادية والآشورية والكلدانية القديمة. يحتوي المتحف أيضًا على صالات عرض مخصصة لمجموعات من الفن والتحف العربية الإسلامية قبل الإسلام.
ومن بين مجموعاتها العديدة الجديرة بالملاحظة، تعتبر مجموعة نمرود الذهبية – التي تتميز بمجوهرات ذهبية وشخصيات من الأحجار الكريمة تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد – ومجموعة المنحوتات الحجرية والألواح المسمارية من أوروك استثنائية، حيث تعود كنوز أوروك إلى ما بين 3500 و3000 قبل الميلاد.
إلى جانب ذلك فقد تعرضت الحكومة الأمريكية لانتقادات لأنها لم تفعل شيئًا لحماية المتحف بعد احتلال بغداد، وفي العديد من مؤتمرات إعادة إعمار العراق قدم مشروع متحف بغداد عروضاً لمجتمع إعادة الإعمار يدعو إلى الحفاظ على التراث الثقافي العراقي في مشاريع إعادة البناء.
في السابع والعشرين من شهر أغسطس/ آب لعام 2006 للميلاد، فر مدير المتحف العراقي الدكتور دوني يوخنا من البلاد إلى سوريا؛ وذلك بسبب التهديدات بالقتل والتي تلقاها هو وأفراد أسرته من الجماعات الإرهابية التي كانت تغتال جميع المفكرين والعلماء العراقيين المتبقين.
حدث الافتتاح الأخير للمتحف في الثالث والعشرين من شهر شباط لعام 2009، وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء العراقي المالكي، والذي كان يهدف إلى إثبات أن الأمور تعود إلى طبيعتها، هذا وقد احتج العديد من مسؤولي الآثار على هذا الافتتاح، بحجة أن الظروف لم تكن آمنة بما يكفي لتعريض المتحف للخطر؛ حيث طُردت مديرة المتحف بسبب إبداء اعتراضاتها.
هذا وقد يحتوي المتحف على عدد من التماثيل والتي تم إزاحة الثقيلة جدًا منها بحيث لا يمكن تحريكها من قواعدها، كما تعرض أكتافها التي يبلغ عمرها 3000 و4000 عام إلى مسحوق خطير، مما جعل البعض يفقد عيونهم أو جانب واحد من وجوههم، كما تحطمت الصناديق الزجاجية وسقطت محتوياتها أو ألقيت على الأرض.
إلى جانب ذلك فقد كانت واحدة من أكثر الأعمال الفنية كنوزًا في المتحف هي إناء الوركاء، مع المنحوتات التي يعود تاريخها إلى خمسة آلاف عام والتي تُظهر أنه حتى ذلك الحين كان سكان بلاد ما بين النهرين القدامى يزرعون القمح والفواكه، كما أنهم عرفوا بنسج القماش وصناعة الفخار.