لقد تعاقبت على مدينة “حلب” العديد من الأمم والممالك، حيث إن كل واحدة منها عملت على طبع المدينة بلونها المميّز والخاص، وذلك من خلال وجود الآثار العمرانية والتاريخية التي تركتها.
ما لا تعرفه عن المطبخ العجمي:
يقع “المطبخ العجمي” في الشارع الواقع بين كل من الجامع الأموي وقلعة حلب، وذلك في بداية الخمسينات من القرن المنصرم، كما أنه يُشير إلى بقايا قصر قديم، يعود تاريخه إلى النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي.
تم ترميم هذا المتحف في القرن الخامس عشر، حيث إنه يمتاز بواجهته الفخمة والعريقة، كما أنه مليء بالزخرفة وبمتدليات مدخله، هذا وقد تم هدم جزء من الواجهة؛ وذلك أثناء فتح شارع “خان الوزير” الممتد بين الجامع الأموي والقلعة، ثم أعيد ترميمها مرة أخرى واجهته وتم تركيب باب حجري للواجهة يعود إلى القرن الثامن عشر، وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي تم ترميم هذا المطبخ حيث إنه أصبح أحد المصادر المهمة والتي تهتم بالتقاليد الشعبية، وبعد نقل المتحف إلى بيت “أجقباش” ، حيث تعرّض المطبخ العجمي للإهمال وحالياً هو معروض من قبل وزارة السياحة للاستثمار السياحي.
ما لا تعرفه
:
“المطبخ العجمي” تاريخياً هو مبنى قديم، حيث كانت ترتكز وظيفته بشكلٍ رئيسي على المناسبات المختلفة، حيث تم استخدامه ملحقاً ومستودعاً للمتحف الوطني، كما أنه بقي ولفتراتٍ طويلة يُستخدم كمشغل مخصص لصناعة وصقل الأقمشة.
كما أن البناء الرئيسي للمطبخ يتكون من دهليز طويل مقبب ومتعرج وهو عبارة عن قاعة كبيرة موجّهة حسب محور شمالي- جنوبي، كما أن أبعاده حوالي تسعة أمتار ونصف تعلوها قبة كبيرة، أما في الجنوب فيحتوي على إيوان ضخم وفي الشمال إيوان صغير وفي الشرق والغرب صالتان ذات قباب تنفتحان على الفناء المركزي ويُدخل إلى الصالتين الجانبيتين عن طريق باب كبير على جانبيه فتحتان صغيرتان تعلوهما طاقات أصغر وتعلوهما طاقات ذات أقواس.
إلى جانب ذلك فقد يسمح بالمرور من الإيوان إلى الغرف الموجودة في المطبخ العجمي، حيث تشكل تلك الغرف جزء من البناء الأساسي، أما القبة الغربية فهي تظهر على الأقل بشكلين مختلفين، كما تم تحويل السقف إلى بنائه المزدوج في الزوايا؛ وذلك ليبرز الأقواس الحاملة بنظام المتدليات، وقد بُنيت دون شك في فترة حكم نائب “حلب” المملوكي “خاير بك” خلال العقود الأولى للحكم العثماني.