المعالم الأثرية الشهيرة في مقدونيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مقدونيا:

مقدونيا منطقة تاريخية تمتد على أجزاء من شمال اليونان وشبه جزيرة البلقان، كما كانت مملكة مقدونيا القديمة مفترق طرق بين حضارات البحر الأبيض المتوسط ​​والبلقان، وأصبحت مقدونيا لفترة وجيزة أكبر إمبراطورية في العالم تحت حكم الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، ومنذ تشكيل جمهورية مقدونيا في عام 1991 تنازع المقدونيون واليونانيون حول أي بلد يمكن أن يدعي أن تاريخ مقدونيا القديمة هو تاريخه.

مقدونيا التاريخية أو الجغرافية مقسمة بين جمهورية مقدونيا الشمالية (38٪)، مقدونيا اليونانية (51٪) ومقدونيا البلغارية (11٪). بالنسبة لشعبها، فإن تاريخهم مصدر فخر كبير ولكنه أيضاً عبء ثقيل. كما شهدت تجربة ما بعد يوغوسلافيا ضغوطاً وجودية من الجيران الذين يتحدون باستمرار الهوية المقدونية.

وفقاً للأساطير اليونانية أخذت مقدونيا اسمها من مقدونا، الذي كان يُعتبر بطريركاً للشعب المقدوني، ويقول البعض أنه كان ابن زيوس وثياس، كما يعتقد هيرودوت أن المقدونيين هم من نسل تيمينيدون من أرغوس الذين غادروا واستقروا في شمال اليونان، لكن المؤرخين يدركون أيضاً أن الإغريق انتقلوا من شمال أوروبا إلى الجنوب حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

ماذا تعرف عن المعالم الأثرية في مقدونيا؟

جسر الحجر:

عبوراً بنهر فاردار يعتبر الجسر الحجري المعروف أيضاً باسم جسر دوسان هو من أبرز رموز مدينة سكوبي مقدونيا، الذي يبلغ طول هذا النصب التذكاري الجميل في مقدونيا 214 متراً من الكتل الحجرية، وقد شيد البناء في القرن الخامس عشر خلال فترة حكم السلطان محمد الثاني، كما يقع الجسر في الساحة المركزية التي تغطي ضفتي نهر فاردار ويقسم سكوبي إلى قسمين مختلفين الضفة اليسرى لأوروبا الغربية ومنطقة الضفة اليمنى الشرقية للمدينة. عبور الجسر يشبه المشي عبر الزمان والمكان وسيمنحننا توليفة من النكهات الشرقية والأوروبية للعاصمة.

مستوطنة ما قبل التاريخ في تومبا مادزاري:

مقدونيا بلد كان يسكنه شعب ما قبل التاريخ في العصر الحجري الحديث. إذا أشرنا إلى المؤرخ يقولون إن هذا المجتمع كان مجتمعاً زراعياً، كما كشفت الحفريات التي أجريت في القرن الماضي عن العديد من المقالات والأثار المثيرة للاهتمام المرتبطة بهذا المجتمع، وتم بناء قرية نموذجية يمكن رؤيتها في شمال شرق مدينة سكوبي، ويقول المؤرخون أن هذا الموقع التاريخي في مقدونيا يمكن أن يعود تاريخه إلى ما بين 6000 إلى 4300 قبل الميلاد، ووفقاً للمؤرخين كانت السمة الأكثر لفتاً للنظر في هذا المجتمع هي عبادة الإلهة الأم.

مدينة هيراكليا:

يجب زيارة أنقاض هيراكليا بالقرب من مدينة بيتولا في جمهورية مقدونيا، إذا كنا نريد رؤية الأثار المرتبطة بالمملكة اليونانية المقدونية. كما تأسست هيراكليا في القرن الرابع قبل الميلاد من قبل الملك فيليب الثاني من مملكة مقدونيا، وتم إنشاء هذا المعلم التاريخي في مقدونيا باسم هيراكليس أو هرقل، أما في القرن الثاني قبل الميلاد تعرضت لاحتلال الإمبراطورية الرومانية وتم إجراء بعض التغييرات في إدارة المدينة من قبل الرومان، والآن يمكن للسائح رؤية بقايا رائعة من المباني والأعمدة والحمامات والسيرك والفسيفساء المذهلة التي تلفت الأنظار على الفور.

قلعة إيزار:

على تل صخري تقع عليه قلعة إيزار. هذا النصب التذكاري الشهير في مقدونيا ليس مألوفاً عندما تم بناء القلعة بالضبط، ولكن من المعروف أنه يعود إلى العصور الوسطى؛ لأنه يحتوي على جميع خصائص فن العصور الوسطى. على جوانب إيزار الأربعة تم بناء الكنائس من أجل حماية القلعة، أما في عام 1332 تم بناء كنيسة مخصصة للقديس رئيس الملائكة ميخائيل، وفي وقت لاحق في عام 1337 تم بناء كنيسة مخصصة للقديس فاسيلي، وفي عام 1341 تم بناء الكنيسة الثالثة المخصصة للقديس نيكولا.

بعد عدة سنوات تم بناء الكنيسة الرابعة، وهي اليوم محفوظة في شكلها الأصلي. كما تعرضت القلعة خلال فترة وجودها لعدة احتلالات، لكن الإدارة التركية تركت عليها أثاراً كبيرة، حيث تم تدمير إيزار خلال تلك الفترة، وعلى الرغم من ارتفاع القلعة 19 متراً اليوم، إلا أنها لا تزال في الغالب في حالة خراب مع القليل جداً من الأجزاء المحفوظة من المبنى بأكمله، وعلى الرغم من أن القلعة مدمرة إلا أنها لا تزال تزورها من قبل السكان المحليين والمسافرين الذين يتعلمون الكثير عن تاريخ هذا المكان، وفي نفس الوقت يتمتعون بمناظر رائعة للمدينة.

المسرح القديم:

يقع المسرح القديم في مدينة أوهريد القديمة بين التلالين جورني سراج و ديبوج، وهو مبنى تاريخي شهير يروي الكثير عن تاريخ مقدونيا الغني، هذا النصب الثقافي في مقدونيا هو مثال على المباني التي تنتمي إلى الفترة الهلنستية، في الواقع إنه البناء الوحيد في مقدونيا الذي نشأ من هذه الفترة وتم بناؤه عام 200 قبل الميلاد، أما في وقت لاحق خلال العصر الروماني تم استخدام المسرح في معارك المصارعين وكان مكاناً يتم فيه إعدام المسيحيين من قبل الرومان، وبسبب هذا سرعان ما أصبح المسرح مكروهاً من قبل السكان المحليين الذين دمروه لاحقاً. أما اليوم فقط الأجزاء السفلية للجلوس والمكان الذي لا يزال فيه المسرح موجوداً.

متحف مقدونيا:

يعد متحف مقدونيا أحد أقدم المتاحف والمعالم الأثرية والأكثر زيارة في مقدونيا، وهو أيضاً الأكبر منذ ضم ثلاثة متاحف سابقة معاً لتشكيل متحف جديد، كما يتميز بالمجموعات الأثرية والتاريخية والأثنولوجية والفنية مع التاريخ العظيم للبلاد، بينما يستمتع بمجموعة واسعة من المعارض مع ما يقارب من 66000 عنصر. من العصر الحجري الحديث مروراً بالعصر الهيليني حتى العصرين البيزنطي والتركي.

محطة القطار القديمة:

تأسست في عام 1949 محطة القطار القديمة هذه التي دمرها زلزال مميت في 27 يوليو 1963 وتحولت إلى متحف، حيث تستضيف الآن معارض دائمة تمثل تاريخ المدينة، ويتم اكتشاف عمر العاصمة من خلال النظر إلى قطع من المستوطنات التي يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد.

أنقاض ستوبي:

كانت ستوبي مدينة مزدهرة في مقدونيا، ويقول معظم المؤرخين إنها كانت مأهولة وتطورت قبل تلك الحقبة رغم أنها ازدهرت في ظل الاحتلال الروماني، ثم كان هذا النصب الهام في مقدونيا جزءاً من الحكم الفارسي وأصبح مستعمرة رومانية في عام 69 بعد الميلاد في عهد الإمبراطور فيسباسيان، كما استمرت في الازدهار حتى القرن السادس، أما الآن يمكن للسائحين رؤية بقايا السكان الرومان والأعمدة والحمامات والمسرح والفنون في أشكال الفسيفساء المذهلة، وبعض أماكن العبادة المرتبطة بالتراث المسيحي. وتقع أطلال ستوبي في وسط مقدونيا.

جسر قناة سكوبي:

تعد قناة سكوبي واحدة من أكبر ثلاث قنوات مائية وأفضلها، والجسر الذي تم الحفاظ عليه ذو الأثار القديمة في مقدونيا، هناك العديد من الافتراضات حول تاريخ بنائه ويقال أنه تم بناؤه إما خلال الإمبراطورية الرومانية أو الإمبراطورية البيزنطية أو حتى الإمبراطورية العثمانية، ولا يمكن لأحد أن يخبر بدقة عن عمر هذا الهيكل.

قلعة ماركو:

هي أحد المباني التاريخية التي تنتمي إلى العصور الوسطى للبلاد بعد زيارة بعض المعالم الأثرية في مقدونيا، ويوجد في مقدونيا أيضاً العديد من القلاع المثيرة للاهتمام مثل الدول الأوروبية الأخرى، حيث تم إنشاء هذا النصب التذكاري الشهير في مقدونيا من قبل الأمير ماركو في العصور الوسطى على تل يبلغ ارتفاعه حوالي 180 متراً، وكانت جدران هذه القلعة سميكة ومبنية من قذائف الهاون الجيرية وهذا هو تخصص هذه القلعة، أما الآن الأطلال المحفوظة بدقة تقدم لمحة عن مجد العصور الوسطى ويقول المؤرخون إنه على الرغم من أن هذه القلعة بنيت في العصور الوسطى فقد كانت هذه البقعة مأهولة حتى قبل ذلك وحتى في العصر الروماني.


شارك المقالة: