المناطق الممطرة صيفا في الوطن العربي

اقرأ في هذا المقال


ما هي المناطق الممطرة صيفا في الوطن العربي؟

من أهم الأماكن الغربية التي يحدث فيها المطر الصيفي هي جنوب السودان ووسطه والصومال واليمن، حيث أن لكل دولة يوجد لها ظروف جغرافية خاصة تعمل على تحديد نوع الأمطار وكمياتها وكيفية توزيعها الإقليمي والفصلي، وتوجد في السودان بالذات أكبر الأماكن الماطرة صيفاً في الوطن العربي، ويستثنى من ذلك أطرافها الشمالية التي تكون مجاورة للبحر الأحمر.
والتي يهطل أغلب أمطارها خلال فصل الشتاء نتيجة لبعض المنخفضات الشتوية التي تذهب باتجاه الجنوب على طول البحر الأحمر، فإن الأمطار في باقي الأقاليم السودانية تهطل في نصف العام الصيفي، إلا أن طول الفصل الممطر يكون في الجنوب أطول بكثير منه في الشمال، فبينما يكون طوله ما بين 10 و11 شهراً على حدود البلاد الجنوبية فإنه يقل كلما ذهبنا شمالاً حتى يصل إلى شهرين فقط في الخرطوم ثم يزداد تناقصه حتى ينتهي في الصحراء.
حيث يكون هذا التناقص مرتبط بحركة الجبهة الاستوائية مع حركة الشمس الظاهرة وتناقص وقت تعامدها كلما قمنا بالابتعاد عن خط الاستواء، ومع تناقص طول الفصل الممطر تتناقص أيضاً كمية المطر كلما ذهبنا شمالاً؛ بسبب قصر فصل هطولها وبسبب تناقص سُمك طبقة الهواء البحري الذي يأتي من الجنوب وتناقص فرص تَكون السحب تبعاً لذلك.
ولكن بينما يكون تناقص طول الفصل الممطر بشكل منتظم فإن تناقص كمية هطول المطر لا تكون بنفس الانتظام؛ لأنها لا تكون متوقفه على حركة الشمس بل تتوقف أيضاً على طبيعة سطح الأرض واتجاه الرياح الماطرة بالنسبة للمنحدرات الجبلية، ولهذا فإن أمطار الأماكن التي تكون واقعة في حضن هضبة الحبشة في شرق السودان تزيد على أمطار السهول التي تقع على نفس العروض في وسط البلاد وغربها.
لأن وجود حافة هضبة الحبشة أمام الرياح الجنوبية الغربية الرطبة يُسبب في زيادة الأمطار عليها وعلى الأراضي السودانية التي تجاورها، كما هو مُبين من انحراف خطوط المطر المتساوي باتجاه الشمال على هذه الأراضي وبنفس الطريقة، فإن وجود الأماكن الجبلية المرتفعة في منطقة منابع بحر الغزال في جنوب غرب البلاد، ووجود جبال إيما تونج في أقصى الجنوب الشرقي قد تسبب في زيادة أمطار هذه الأماكن زيادة واضحة عن أمطار سهول بحر الجبل وبحر الزراف التي تقع في ظل المطر.
أمَّا الصومال فله ظروف خاصة التي تسببت في قلة أمطاره بدرجة تسببت إلى انتشار المظاهر الصحراوية في الجزء الأكبر منه على الرغم من موقعه الاستوائي أو شبه الاستوائي ومن طول سواحله التي تُشرف على المحيط الهندي وخليج عدن، فمن النادر أن تزداد الأمطار في أي قسم من أقسامه عن 45 سم، بل أنها تنقص في نطاقات شاسعة منه عن 20 سم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب من أهمها ما يلي:

  • وقوعه داخل منطقة ظل المطر بالنسبة للهضبة الاستوائية وهضبة الحبشة الموجودتان إلى الغرب منه.
  • جفاف الرياح الموسمية الشتوية التي تأتي عليه من جهة آسيا، فحتى بعد مرور بعض هذه الرياح على البحر العربي فإنها تحدث على القرن الأفريقي بقاع الساحل تقريباً، كما أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تحدث خلال فصل الصيف، تكون هي أيضاً موازية للساحل.
  • قلة سُمك الهواء المداري البحري الذي يصل إلى المكان من المحيط الهندي لدرجة أنها لا تسمح لحركة التصعيد التي تحدث فيه بتكوين سحب من النوع الكثيف الذي يكفي لهطول أمطار كثيرة.
  • تعرض الإقليم لتيارات هوائية عالية ساخنة التي تأتي من الهضاب الداخلية؛ إذ إن وجود هذه التيارات في أعلى الجو لا يعمل على تكثف بخار الماء الذي تقوم بحمله التيارات الهوائية المرتفعة.
    ويستثنى من ذلك السواحل التي تطل على خليج عدن والتي تهطل أغلب أمطارها القليلة خلال فصل الشتاء، فإن موسم الأمطار في معظم الصومال هو نصف السنة الصيفي، وينطبق هذا بشكل خاص على الأقسام الوسطى من البلاد، فإذا قمنا بالاتجاه جنوباً نجد أن هذا الموسم يزداد طولاً، كما تزداد كمية الأمطار كلما اقتربنا من خط الاستواء حيث أن موسم المطر يمتد ليحدث في العام كله.
    ولكن الكميات التي تهطل تكون أقل بكثير من المعدلات المعروفة في المناخ الاستوائي العادي، حيث لا يزيد المعدل السنوي في الغالب على 45 سم فقط، أمَّا السواحل التي تُطل على خليج عدن فإن أمطارها القليلة يمكن أن تأتي في أي شهر من شهور العام، إلا أن أشهر فصل الشتاء هي من أكثر الأشهر تعرضاً لها، حيث أن السبب هو نفس سبب أمطار كل من عدن وجيبوتي وإريتريا وشمال شرقي السودان، وهو وصول تأثير بعض المنخفضات الجوية التي تنحرف من جهة البحر المتوسط وتتقدم إلى الجنوب على طول البحر الأحمر.

شارك المقالة: