ما هي بحيرة فوستوك؟
إن هذه البحيرة تعرف باللغة الروسية (Восток озеро) ومعناها بحيرة الشرق، كما تعد أكبر البحيرات شبه الجليدية، وذلك من بين أكثر من 150 بحيرة معروفة من نفس النوع، وقاموا بحفرها العلماء الروس، حيث أن الجليد الذي يغطي هذه البحيرة يوفر سجلاً مناخياً للعصور السحيقة (paleoclimatic) المستمر من 400,000 عام، على الرغم من أنه قد تكون مياه البحيرة نفسها معزولة لمدة 15 إلى 25 مليون عام.
وهي بحيرة تحت ثلج متجمع فوقها بسماكة 3600 متر، حيث أن مياهها بقيت كما كانت منذ 20 مليون سنة، كما أن البحيرة تقع في منطقة من القطب الجنوبي ويكون ارتفاعها 3500 متر عن سطح البحر، وتم اكتشافها في عام 1996 عن طريق رصد من أقمار اصطناعية ومجسات استشعار ورادارات بالمسح الاسترجاعي للضوء.
وقد تمت معارضة مشروع حفر من قبل بعض الجماعات التي تدافع عن البيئة والعلماء الذين قالوا بأن الحفر بالمياه الساخنة سيلحق ضرراً أقل على البيئة من الطريقة التي حرف الروس فتحة الاستكشاف الخاصة بهم، ولكن الروس أوضحوا أن الحفر بالمياه الساخنة يحتاج إلى مزيد من الطاقة يفوق ما يمكنهم توليده في معسكرهم البعيد.
إن العلماء الموجودين في المجلس الوطني للبحوث في الولايات المتحدة قالوا أنه يجب أن نفترض وجود حياة ميكروبية في بحيرة فوستوك بعد مدة طويلة من العزلة، وأن أي شكل من أشكال الحياة داخل بحيرة مثل هذه يطلب منا حماية مشددة من التلوث، والرواسب الموجودة داخل أرضية البحر تعطي مؤشرات عن المناخ على المدى الطويل، ومن المتوقع أن تسهم النظائر المشعة في المياه بمساعدة الجيولوجيين على تحديد كيف ومتى تشكلت البحيرات تحت الجليدية مثل بحيرة فوستوك.
سوف تكون هناك حاجة لبعض الإجراءات من أجل إزالة التلوث، حيث يتم توثيقها بدقة من أجل تحديد مصداقية البيانات العلمية التي تم الحصول عليها، فإن تقنية الحفر الأصلية التي استخدمها الروس تنطوي على استخدام الفريون والكيروسين لتليين البئر ومنعها من الانهيار وتجميد أكثر وقد استخدمت 60 طناً من هذه المواد الكيميائية حتى الآن على الجليد فوق بحيرة فوستوك.
إن الدول الأخرى وبالأخص الولايات المتحدة وبريطانيا، قد فشلت في اقناع الروس بعدم ثقب البحيرة حتى تصبح التكنولوجيات النظيفة مثل الحفر بالمياه الساخنة متاحة، وعلى الرغم من أن الروس يدعون أن لديهم تحسن في عملياتهم، فإنهم يستمرون في استخدام نفس البئر التي سبق أن تم حفرها مع الكيروسين.