برج الشنانة

اقرأ في هذا المقال


برج الشنانة:

ليس بغريب على بلد الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور  هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها برج الشنانة، أو مرقب الشنانة. معلم أثري يقع في منطقة الشنانة بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية ويبعد عن محافظة الرس حوالي “7 كيلومترات” من الجهة الجنوبية الغربية.
شيد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري لغرض الاستطلاع والمراقبة، وثبت أنه بني بعد عام “1200 هـ” وقيل أن أصل البناء كان عام “1208” ضمن حصن الشنانة. (حصن التشريب). تم تجديد البناء حوالي عام “1233 هـ” وأعيد ترميمه من قبل سلطة الآثار عام “1399 هـ”. يبلغ ارتفاعه حوالي “27 مترًا”، يتخذ البرج شكلًا مخروطيًا، وقاعدته مستديرة، محيطها حوالي 21 مترًا.

تاريخ برج الشنانة:


هو الصرح الأثري الذي يحكي قصة البطولة التي أظهرها أهل الرس وقوة نصيبهم في مواجهة العدوان وكان شاهداً على شجاعتهم وتضحية أرواحهم في الدفاع عن بلدتهم، بأملهم في حياة مريحة، فقد كانت شاهداً على العديد من المعارك التي دارت حولها في جميع مراحل الدولة السعودية من الأول إلى عهد الملك عبد العزيز. المرقب جزء من مبنى قلعة الشنانة (قلعة المنيع) والقلعة مستطيلة الشكل وهي عبارة عن كابينة من أربع حجرات في الركن الجنوبي الغربي لتلك القلعة الممتدة على شعيب الشنانة من الجهة الغربية.
من الشعيب وهذه القلعة تابعة لآل خليفة الشرفة وهي قصر جدهم خليفة بن مانع المشرفي. جدارها الضخم وضريحها لا يزالان حتى يومنا هذا شاهقين مجد شعب شنانة. أيد أهل الرس الملك عبد العزيز وانتصروا على عبد العزيز بن راشد الذي حارب إقامة دولة الحقيقة والإيمان والعدالة. بناها رجل من البكيرية اسمه (فريح) بمساعدة ونفقة رجال من آل الخليفة وبعض العوائل التي كانت مجاورة لهم في بلدة الشنانة ، وتم بناؤها خلال العام. “1211 هـ” وقيل “1208” وهذا هو الراجح – بعد سنة مونس والجفاف الذي حل بتلك السنين. (اختلف المؤرخون في تحديد سنة بنائها، فقد سبق أن ذكر فهد الرشيد في كتابه الرس بين ماضيه وحاضره: بُني مرصد الرس عام 1232 هـ، وبعد ذلك بعام شيد برج الشنانة.) الحكم السعودي أنه بني عام 1250 هـ).

ذكر ابن عيسى في تاريخه وحين تحدث عن تأسيس الدولة النجدية ما قال: (في سنة مائتين وألف اشترى خليفة بن مانع البريدي المشرف الوهيبي التميمي بلد الشنانة من آل غيلان من شمر، فانتقل إليها هو وأولاده من الراس وأقاموا فيها وعصرها). إلا من قبل الخليفة وأنت فقط تعرفهم. وقد بني ليكون حصنا لهم وقت الحرب، حيث تم تحصين الشنانة أيضا بالقرب من بلدة الرس، وفي البرج كان هناك سلالم تؤدي إلى القمة.
وتعرض البرج لقصف مدفعي. القصف في إحدى الحروب التي دارت حولها، ولعوامل الانجراف وبعض الأيدي الضالة دور ثان في تخريبها وتدميرها. بقي معظمها الآن حوالي (30) مترا بعد أن قيل ارتفاعها “45 مترا”. قامت دائرة الآثار بوزارة التربية والتعليم بترميم البرج عام “1399 هـ”، ثم أعاد ترميمه في السنوات الأخيرة.

قال عنها الكاتب الرشيد (الرس ص 125): (ويذكر أن فهد السليمان بن خليفة قضى في بنائه وبناها جماعة من الناس منهم محمد بن سالم بن دويان). والصحيح أن هذا ترميم للأمير فهد السليمان الخليفة المرقب والقلعة بالكامل، والبرج مضى عليه أكثر من قرنين ولفترة طويلة يتحدى عوامل الانجراف والانتهاكات البشرية، وتبقى جهود وزارة التربية والتعليم ممتنة في مجال الاثار والمتاحف ممثلة بالوكالة المساعدة للآثار والمتاحف للعمل على ترميم برج الشنانة وكذلك تسيجه. وذلك بعد أن تم تسليمها إليها ليشرف عليها رجال الخليفة من خلال المدير القديم لمدرسة الشنانة. والآن انتقل الإشراف عليها إلى هيئة السياحة.
يعتقد الباحثون أن إنشاء برج الشنانة يعود إلى عام “1111 هـ” ويقال إنه بني في عهد الأمير الراس علي بن إبراهيم بن سليمان بن شرخ عام “1233 هـ”. وفي هذا العام تم بناء البرج. دارت إحدى المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز في “28 رجب 1322 هـ” حول البرج الذي اعتبره المؤرخون الخط الفاصل للمعارك الحربية بين الملك عبد العزيز وابن راشد.

تخطيط برج الشنانة:


برج الشنانة مبني من الطين الممزوج بالقش. تم اتباع “برج الشنانة” في بنائه “طريقة عرق الطين”، واقامت على فكرة جميلة وغريبة وضع طبقة من الطين المخلوط، وتركها ليجف ثم وضع طبقة أخرى، والاستمرار حتى اكتمال البناء. في كل طابق فتحة لدخول الهواء ولمراقبة الحي الواحد، وفي نهاية كل طابق تستخدم نقوش قديمة لتزيين المبنى من الخارج والداخل. كما تتكون من عشرة طوابق. النزول والصعود من طابق إلى آخر، وتم ترميمه عام “1400 هـ”، ثم رمم مرة أخرى عام “1422 هـ”، وتم وضع مزار بجدار حجري يحتوي على غرف لاستقبال الزوار.


شارك المقالة: