بماذا تشتهر مقدونيا الشمالية

اقرأ في هذا المقال


بالقليل من دول البلقان وقليلاً من البحر الأبيض المتوسط ​​تم تشكيل مقدونيا الشمالية من قبل الإمبراطوريات التي احتلتها، حيث من المتوقع مشاهدة الجمال الطبيعي والآثار الرائعة والثقافة المحلية المفعمة بالحيوية والمضياف.

المشي عبر العصور في سكوبي:

عاصمة مقدونيا الشمالية عبارة عن مزيج غريب من القديم والجديد، حيث تحرس قلعة كالي المدينة منذ القرن السادس الميلادي وهي مبنية جزئيًا من حجارة من مدينة رومانية قريبة دمرها زلزال عام 518 ميلادي، فقد كان تمثال الإسكندر الأكبر الضخم منتشرًا في ساحة مقدونيا منذ أن تم كشف النقاب عنه في عام 2011، كما أنّ التجول في الشوارع من السهل إيجاد مفاجأة في كل زاوية.

لا يزال البازار القديم على الضفة الشرقية لنهر فاردار كما هو منذ أوج العصور الوسطى، حيث متاهة من الشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى كما يبيع الباعة المتجولون بضاعتهم، وتقدم ساحة مقدونيا ضجة في عظمة الإسكندر بخط من المباني الباروكية والكلاسيكية الجديدة، ويطل على المدينة بأكملها ويقع صليب الألفية البالغ ارتفاعه 217 قدمًا فوق جبل فودنو.

تنزه إلى قمة جبل ليوبوتين:

تشكّل جبال شار (Šar) التي تلوح في الأفق على طول الحافة الشمالية الغربية لشمال مقدونيا حاجزًا طبيعيًا مع الجيران الشماليين للبلاد، فهي موطن للمناظر الطبيعية البكر والحياة البرية الوفيرة وبعض أفضل مسارات المشي لمسافات طويلة (والأقل استخدامًا) في أوروبا، وأحد أفضلها وأشهرها هو التنزه إلى قمة جبل ليوبوتين وهو قمة على شكل هرم يبلغ ارتفاعها 8196 قدمًا فوق مستوى سطح البحر ويستغرق صعودها خمس ساعات.

في الشتاء يكسو الجليد، وفي الربيع يتم تغطيته بالسجاد في الزهور البرية، ومن أهم الحيوانات التي تتجول في منحدراته هما الوشق والماعز البري والنسور والصقور تطير فوقه، وفي الجزء العلوي يبدو الأمر وكأن مقدونيا بأكملها وكوسوفو أمامك.

المسجد الملون في تيتوفو:

يعد أشهر مسجد في مقدونيا الشمالية وهو المسجد الملون سارينا زاميجا في تيتوفو أحد ألمع المعالم التي ستشاهدها في مقدونيا الشمالية، حيث بُني في القرن الخامس عشر وسُوي بالأرض في القرن السابع عشر وأعيد بناؤه في القرن التاسع عشر، ولم يُترك أي لون في ذوق الفنان غير مستخدم في تصميمه الداخلي المذهل، ويقع المسجد على الجانب الجنوبي من نهر بينا ويعطي لمحة فقط عن الروعة بداخله، حيث فقط عدد قليل من المستطيلات ذات الألوان الزاهية التي تؤطر النوافذ الشبكية وهذا كل شيء، وفي الداخل كل شبر من الجدران والشرفات مغطاة بلوحات جدارية براقة مطلية بأنماط زهرية وهندسية وأرابيسك.

قوارب الكاياك:

يعد التجديف بالكاياك عبر وادي ماتكا المذهل من أشهر المعالم البارزة في أي زيارة إلى مقدونيا الشمالية، فمن مستوى المياه تبدو المنحدرات الوعرة أكثر فرضًا، ويتغير مزاجهم على مدار اليوم، حيث تمر الشمس على وجوههم والظلال تتراقص عبر الحجر، ويقع الوادي على بعد أقل من 10 أميال من وسط مدينة سكوبي، وزوارق الكاياك هم الأشخاص الوحيدون الذين يُسمح لهم باستخدام المراكب المائية.

المزيج اللذيذ في الأطعمة:

سكان مقدونيا الشمالية يحبون طعامهم وهم مصممون على ذلك أيضًا، فهم مشهورون بمزيج لذيذ من المأكولات التركية والمتوسطية والبلقانية فكل وجبة هي وليمة مع الضيف الخاص، البوريك أو الفطيرة المالحة هو غذاء أساسي، فهذا الطبق الدافئ والعجين المحشو بالسبانخ أو الجبن في كل مكان، أمّا أجفار والفلفل الأحمر وصلصة الثوم موجودة في كل مكان مثل شوبسكا وهي سلطة من الطماطم والبصل والخيار والفلفل الأخضر مغطاة بجبن الغنم المنعش.

منتزه مافروفو الوطني:

مافروفو هي أشهر وأكبر حديقة وطنية في شمال مقدونيا ويمكن القول إنّها أجملها، فمشهد من الوديان وغابات الصنوبر والحقول الكارستية والشلالات، كما إنّه المكان المثالي لكسر الرحلات بين بحيرة أوهريد وسكوبي، وفي الشتاء فهي موطن لأفضل منحدرات التزلج في البلاد، وداخل حدود المنتزه هناك الأديرة وصانعي الجبن والقرى الجميلة مثل جانو وجاليتشنيك المشهورة بمهرجان الزفاف القروي التقليدي وهو أحد أكثر المهرجانات الصيفية غرابة في البلاد، كما أنّ هناك أيضًا حياة برية بما في ذلك الدببة والوشق والذئاب والغزلان و 123 نوعًا من الطيور والعديد منها مستوطن في الغابات المتدحرجة والمرتفعات هنا.

بحيرة أوهريد:

لا يوجد مكان يشبه بحيرة أوهريد تمامًا، فهناك ظل أزرق خادع وتحيط به الطبيعة وتنتشر فيه الأديرة القديمة، كما إنّه القلب الروحي لشمال مقدونيا، وهذا هو السبب في أنّها واحدة من أكثر الجواهر قيمة في البلاد، فالبحيرة نفسها هي شيء من الجمال الأخاذ، وتمتد إلى أبعد ما يمكن للعين أن تراه، حيث تتألق وتتلألأ وهي واحدة من أقدم البحيرات في العالم والتي يعود تاريخها إلى أكثر من مليون عام.

وهناك في بحيرة أوهريد واحدة من أقدم المستوطنات في أوروبا، فهي مكان مكتظ بالعشرات من الكنائس والأديرة التاريخية بما في ذلك كنيسة القديس يوحنا في كانيو، كما إنّه يطفو بشكل رائع على حافة البحيرة، والقديس بانتيليمون وهو أقدم دير سلاف في العالم ويتميز بأعمال حجرية معقدة تم ترميمها بدقة، وعلى طول البحيرة على بعد 20 ميلاً من أوهريد ستجد القديس نعوم أحد أقدم وأغنى الأديرة في مقدونيا الشمالية.

هيراكليا مقدونيا القديمة:

تشتهر هيراكليا بالفسيفساء المذهلة والمدرج القديم والحمامات وهي أفضل الآثار المحفوظة من زمن الإمبراطورية المقدونية القديمة، وتقع الأنقاض جنوب بيتولا مباشرة على المنحدرات أسفل قرية بوكوفو، ويوجد متحف صغير به عدد قليل من القطع الأثرية ولكن من المجزي أكثر أن يتجول المرء بين الأنقاض واكتشاف كنوزها مثل الكنيسة الأسقفية والحمامات الرومانية عن طريق الصدفة.

عادة اجتماع القهوة:

منذ أيام الإمبراطورية العثمانية لعبت القهوة دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية لشمال مقدونيا وحتى الدين، حيث تشتهر مقدونيا الشمالية بأنّه يعد الاجتماع لتناول القهوة جزءًا من الحياة اليومية، حيث يوفر فرصة للقاء الأصدقاء ومشاركة النميمة وتبادل الأخبار، كما تم دمجها في العديد من الاحتفالات التقليدية مثل حفلات الزفاف والتعميد، ويُعتقد أنّ هناك أكثر من 5000 مؤسسة قهوة في شمال مقدونيا من المقاهي التقليدية في البلقان والكافينا (نوع من المقاهي خاص بالمناطق) إلى منافذ أكثر حداثة على الطراز الغربي.

المراصد الفلكية القديمة:

وفقًا لوكالة ناسا فإنّ كوكينو هو رابع أقدم مرصد فلكي في العالم، وأكبر ثلاثة منهم هم:

1- أبو سمبل في مصر.

2- ستونهنج في بريطانيا العظمى.

3- أنغكور وات في كمبوديا.

وتقع كوكينو على بعد حوالي 30 كم من مدينة كومانوفو وحوالي 6 كم من الحدود الصربية.

استقلال بلا دم:

واحدة من الحقائق المفضلة والمشهورة عن مقدونيا وأشهرها هي أنّ مقدونيا هي الدولة الوحيدة التي حصلت على استقلالها من يوغوسلافيا دون إراقة قطرة دم واحدة، وبقيت في سلام تام في خضم حروب يوغوسلافيا في أوائل التسعينيات وحصلت على استقلالها عن يوغوسلافيا في عام 1991.


شارك المقالة: