“Toshogu Shrine” وهو عبارةً عن نصبٍ تذكاري رائع لتوكوغاوا إياسو، مؤسس توكوغاوا شوغونيت الذي حكم اليابان لأكثر من 250 عاماً حتى عام 1868، حيث تم توسيع الضريح إلى مجمعٍ مذهل يجذب الكثير من الزوار.
تاريخ ضريح توشوغو
يعود تاريخ ضريح توشوغو إلى عام 1868م، حيث تم تكريم إياسو في توشوغو باعتباره الإله توشو دايجونجن، “الإله العظيم للشرق الساطع خفيفة”، وفي البداية كان ضريحاً بسيطاً نسبياً، ثم تم توسيعه إلى مجمعٍ مذهل خلال النصف الأول من القرن السابع عشر.
عانى اللورد توكوغاوا إياسو (1542-1616) من العديد من المصاعب في شبابه قبل أن يصبح أول توكوغاوا شوغون في عام 1603، حيث تقاعد باسم شوغون في عام 1605، وقضى بقية أيامه في سومبو، مدينة شيزوكا الحالية، وتوفي في السابع عشر من إبريل عام 1616 عن عمرٍ يناهز 75 عاماً، وقبل وفاته، أمر إياسو خدمته بدفن رفاته في كنوزان، وقام خليفته “Ieyasu”، بتنفيذ تعليمات إياسو وأمر ببناء ضريح لتكريس توكوغاوا إياسو.
تم اختيار نجاراً رئيسياً يدعى ناكاي ماساكيو لبناء الضريح، وبدأ البناء في مايو من عام وفاة إياسو واكتمل الضريح في غضون عام وسبعة أشهر، حيث تم بناء الضريح باستخدام أفضل الحرفيين في ذلك الوقت وأصبح نموذجاً لأضرحة توشوغو الأخرى في جميع أنحاء اليابان، بما في ذلك ضريح نيكو توشوغو، كما تشمل الأمثلة الأخرى على صنعة ناكاي ماساكيو هذه الهياكل التاريخية الهامة مثل قلعة ناغويا، وفي معبد كيوتو نيناجي وقلعة نيجو، ويعتبر ضريح كنوزان توشوغو تحفةً فنية من سنوات ناكاي ماساكيو اللاَحقة وتم تصنيفها ككنزٍ وطني في عام 2010.
المعالم الأثرية في ضريح توشوغو
يتكون مجمع الضريح المزين ببذخ من أكثر من عشرة مباني تقع في غابة جميلة، حيث تم استخدام عدداً لا يحصى من المنحوتات الخشبية وكميات كبيرة من أوراق الذهب لتزيين المباني بطريقة لم تشهد في أي مكان آخر في اليابان، حيث تم التأكيد على البساطة تقليدياً في هندسة الضريح، وقد يلاحظ الزوار أن ضريح توشوغو يحتوي على عناصر الشنتو والبوذية، حيث كان من الشائع أن تحتوي أماكن العبادة على عناصر من كلا الديانتين حتى عصر ميجي عندما تم فصل الشنتو عمداً عن البوذية، وفي جميع أنحاء البلاد، تمت إزالة العناصر البوذية من الأضرحة والعكس صحيح، ولكن في توشوغو، اختلطت الديانتان لدرجة أن الفصل لم يتم بشكلٍ كامل.
ومن بين العديد من المباني في ضريح توشوغو، تشمل المباني البارزة على وجه الخصوص باغودة من خمسة طوابق أمام بوابة المدخل الرئيسية، حيث يتدلى العمود الرئيسي للباجودا على ارتفاع عشرة سنتيمترات فوق سطح الأرض، وهي ميزة مثيرة للاهتمام تم تثبيتها لمكافحة إطالة وانكماش الخشب بمرور الوقت، حيث يتم فتح الجزء الداخلي من الباغودا بشكل دوري فقط للزوار مقابل رسوم منفصلة.
تبدأ المساحة المدفوعة عند بوابة الدخول سيصادف الزوار أولاً مجموعة من المستودعات المبنية بشكل تفاخر، ومن بين العديد من المنحوتات الخشبية الملونة والمتقنة التي تزين المخازن، وأشهرها تلك المنحوتات “لا ترى شراً ولا تتكلم شراً ولا تسمع أي شر” والقرود وفيلة “Sozonozo” (“الأفيال المتخيلة”) التي تم نحتها بواسطة فنان لم يسبق له أن رأى الأفيال.
ووراء المخازن تقف بوابة يوميمون الشهيرة، والتي تعتبر أكثر الهياكل المزخرفة في اليابان، حيث تضفي جواً كبيراً وفخماً بزخارفها المعقدة وميزاتها المعمارية، أما الطريق إلى يسار يوميمون يؤدي إلى قاعة هونجيلو التي تتميز ب “التنين الباكي”، وهي لوحة كبيرة لتنين على سقف القاعة، وقد سميت بهذا الاسم لأنه يمكن سماع صوت رنين ساطع عندما تصفق قطعتان من الخشب مباشرة تحت رأسها بسبب صوتيات القاعة، وكثيراً ما يقوم الكاهن بتصفيق الخشب للزوار.
وما وراء يوميمون هو مبنى الضريح الرئيسي، والذي يتكون من قاعة الصلاة (هايدن) المتصلة بالصالة الرئيسية (هوندين) خلفها، حيث تم تخصيص القاعات لأرواح إياسو وإثنين من الشخصيات التاريخية الأكثر نفوذاً في اليابان؛ تويوتومي هيديوشي وميناموتو يوريتومو، ويُسمح للزوار بدخول المبنى الزخرفي الغني ولكن لا يُسمح بالتقاط الصور.
وعلى يمين مبنى الضريح الرئيسي توجد بوابة ساكاشيتامون، التي يحمل رافدها النحت الشهير لـ “Nemurineko” (قطة نائمة)، حيث يمثل ساكاشيتامون بداية رحلة طويلة من السلالم التي تقود صعوداً عبر الغابة إلى ضريح توكوغاوا إياسو، ويستغرق الصعود حوالي خمس دقائق، وبعد ذلك سيلتقي الزائرون بالضريح.