قصر شونبرون:
قصر شونبرون من المعالم الأثرية والتاريخية والهندسية ذات أهمية كبيرة في البلاد وهو القصر الإمبراطوري، حيث أنه القصر الصيفي القديم لعائلة القيصر الملكية النمساوية، كما أنه من أجمل قصور أوروبا حيث كانت عائلة القيصر تمضي أيام السنة في الغرف الضخمة داخل القصر الذي يحتوي على ١٤٤١ غرفة يستطيع الزائر التجول في ٤٥ غرفة منها، ويتألف القصر من خمس أقسام رئيسية هي المبنى الرئيسي للقصر والحدائق الملحقة به والفناء الداخلي وحدائق النباتات وحديقة الحيوان.
أين يقع قصر شونبرون؟
قصر شونبرون الذي يعتبر من أجمل المعالم وأشهرها لأنه يوجد فيه الكثير من التحف الفنية الفريدة والقطع الأثرية الرائعة يقع في النمسا في العاصمة فيينا بمنطقة هاينزينغ.
تاريخ قصر شونبرون:
يعتبر القصر من المعالم الأثرية والثقافية الأكثر أهمية في النمسا، ومنذ الستينات اتخذ كواحد من أشهر المعالم السياحية في فيينا وأجملها. في سنة 1569 اشترى الإمبراطور الروماني المقدس ماكسيميليان الثاني قطعة أرض واقعة على سهل فيضي خصب من عند مالكها السابق الذي بنى فيها قصراً صغيراً وسماه كاتربرغ، وفي القرن الموالي تم إعطاء القصر للإمبراطورة الرومانية المقدسة إليونورا غونزاغا بعد موت زوجها فرديناند الثاني، وخلال أوائل القرن الثامن عشر أصبح القصر على شكله الحالي حيث اهتمت به الإمبراطورة ماريا تيريزا التي تحصلت عليه كهدية لزواجها.
تم إنهاء بناء القصر في عام 1743 في زمن الإمبراطورة ماريا تريزا وأصبح بشكله الحالي وفي عام 1743. حيث أنه أصبح مماثل للفن الروكوكو خلال القرن 18 ولغاية الحرب العالمية الأولى المقر الصيفي للقياصرة النمساويين. وكان في رعاية عدة مئات من العاملين في البلاط الملكي، و تقام به المقابلات الرسمية والحفلات الخاصة بالعائلة الحاكمة هابسبورغ. وأثناء الإمبراطورية النمساوية المجرية سمى القصر قصر الاستمتاع.
تبدأ زيارة قصر شونبرون بالطابق الرئيسي أو ما يسمى البيانو نوبيلي عند الدرج الأزرق الشهير الذي يؤدي إلى الغرف الإمبراطورية التي تضم غرف نوم الإمبراطور فرانتز جوزيف وغرف نوم الإمبراطورة إليزابيت المتواجدة في الجناح الغربي والتي صممت وزينت على طراز القرن التاسع عشر، أما في الجناح المركزي فتتواجد الغرف الإمبراطورية الخاصة بماريا تيريزا وفرانز الأول ستيفان وكذلك غرف فرانز كارل والد الإمبراطور فرانز جوزيف. حيث أنه يقع القصر على مساحة قدرها 160 هكتار ويعتبر طبقا لليونسكو موقع تراث عالمي منذ عام 1996.
قصر الشونبرون هذا القصر الذي يحمل تاريخ عريق عبر القرون المختلفة إذ أصبح عبارة عن تحفة فنية ومعمارية التي تم صياغتها على يد أشهر معماري وهو ايرلخ لتستمر عبر الأزمنة بالجمال والعراقة الشامخة. قصر شونبرون الذي يعني نبع الجميع يعتبر أحد معالم فيينا الخالدة وواحدا من أهم معالمها على الأطلاق ويرى النمساويون ويشاطرهم بذلك العديد من زوار هذا الصرح التاريخي والمعماري أن القصر يعد من أجمل وأهم قصور الأباطرة النمساويين التي عرفت بجمالها ورونقها المعماري الفريد.
وإلى جانب أن قصر شونبرون يعتبر مزارا للنمساويين والسياح الأجانب نتيجة لاحتوائه على جوانب ممن الفن المعماري الراقي فإن قاعاته ودهاليزه واروقته تختزل طريقا عريقا لمراحل من عصر النهضة الأوروبية. وتكمن الأهمية التاريخية لهذا القصر الصيفي لأسرة هابسبورغ الحاكمة في النمسا باعتباره إلى جانب هوفبورغ الشتوي مركز اتخاذ القرارات الرئيسية ليس على نطاق النمسا فقط، بل على النطاق الأوروبي نظرا لأن فيينا كانت آنذاك ترسم الى حد كبير الدبلوماسية الأوروبية.
عند زيارتك للقصر سوف تستمتع بالتجول بالقصر والتأمل بالزخارف والنقوش الرائعة على الجدران التي تحاكي التاريخ عبر الزمان، بالإضافة إلى الحدائق الغناء التي يطل عليها القصر حتى توجد أجمل النباتات الملونة، هناك أيضا متاهة شونبرون وهي من أكثر الأماكن تشويقاً، كما توجد نافورة نبتون، وهي من أهم ملامح القصر، حيث تتميز بتصميمها الفريد.
أشهر غرف القصر:
قصر شونبرون كان تحدي للهيمنة الفرنسية في ذلك الوقت حيث أنه يوجد فيه ساحات رقص يتنافس فيها حكام أوروبا ضد نابليون عند بدء فعاليات مؤتمر فيينا الشهير 1814. كما يوجد فيه الغرف الأساسية المهمة الجديرة بالزيارة غرفة الرسم الخاصة بالإمبراطورة ماريا تريزا واطفالها الستة عشر، وكذلك غرفة المرايا التي أحيا فيها الموسيقار العبقري موزارت حفلا موسيقيا وهو لم يتجاوز ال 16 من عمره.
كما أن الموسيقار الخالد بتهوفن ألف جزءًا كبيرًا من مقطوعته الموسيقية (فيدليو) في قصر الشونبرون، وفي قاعة الاستقبال المسماة بالصالون الصيني الأزرق وقع الامبراطور كارل آخر أباطرة النمسا وثيقة تخليه عن العرش، وبذلك انتقلت ملكية قصر الشونبرون مع بقية ممتلكات أسرة هابسبورغ إلى الجمهورية النمساوية. من جانب آخر، اشتهر الشونبرون بكونه بيتا سكنته أسرة قوامها 16 طفلا، هم أبناء وبنات ماريا تريزا، وتوفي آخر سكان الشونبرون، الإمبراطور فرانس جوزف، ابن الإمبراطورة ماريا تريزا وفاة طبيعية، داخل غرفة نومه بالشونبرون، القصر الذي ولد وعاش فيه 1830 – 1916.
حدائق قصر شونبرون:
يتميز قصر شونبرون بالعديد من الحدائق الجميلة المنحوتة التي كانت تسمى (ذا غرايت بارتير) وهي من أهم معالم القصر وأجمل الأماكن فيه ومن أهمها:
1- جناح غلورييت:
جناح غلورييت هو التاج الذي يميز القصر الذي تم تصميمه على الطراز الباروكي من قبل المصصم الفنان فيشر فون حيث يقع فوق التلة المطلة على القصر وحدائقه، ليتم تشيده سنة 1775، وخلال الحرب العالمية الثانية دمرت أجزاء مهمة من الجناح غير أنها رممت بعد ذلك، ويضم جناح غلورييت اليوم مقهى وشرفة مراقبة تمكن الزوار من الإستمتاع بمناظر بانورامية على القصر والحدائق وكذلك على العاصمة فيينا.
2- الحدائق الفرنسية:
الحدائق الفرنسية التي تتميز بمتاهتها الجميلة والتي تم تصميمها عام 1695 على يد المهندس جون ترييه حيث تأخذ مساحة أساسية من حدائق قصر شونبرون، التي تجذب الزوار وخاصة الأطفال الذين يستمتعون باللعب فيها ومحاولة إيجاد منفذ أومخرج بأسرع وقت.
3- حديقة شونبرون للحيوانات:
حديقة شونبرون للحيوانات هي من أقدم الحدائق في العالم التي تعمل على الحفاظ على الحيوانات الفريدة، كما أنها من أهم المعالم الموجودة في القصر وتم تصميمها عام 1752، كما أنها يطلق عليها اسم حديقة فيينا للحيوانات.
4- مشتل البرتقال:
مشتل البرتقال من الأماكن الجميلة في حديقة القصر تم تصميمه عام 1755 وهو من عادة الأوربيين منذ القرن السابع عشر حيث تنتشر منه رائحة الحميضيات الرائعة.
5- دار النخيل:
دار النخيل من أجمل الحدائق الموجودة في القصر وتحتوي على أكثر من 4500 نوع من النباتات المختلفة من جميع أنحاء العالم وتتميز بالدران المبنية من الزجاج والحديد والفن الفريد. وقد افتتحت هذه الحديقة للعموم سنة 1882 لتصبح بعد ذلك من أهم المعارض المهتمة بالنباتات في العالم حيث تتوفر على شجرة زيتون من إسبانيا تعتبر واحدة من أقدم الأشجار ويصل عمرها إلى أكثر من 350 سنة.
6- الأثار الرومانية:
قصر شونبرون يضم العديد من الأثار وهذة الحديقة من أهم وأجمل الأماكن الموجودة في القصر، تم تصميمها عام 1778 على يد يوهان فرديناند وكانت تسمى بآثار قرطاج حتى تتشابه مع الأثار الرومانية الموجودة في قرطاج وقد كان الأوروبيون في بداية القرن الثامن عشر يحبون تزيين حدائقهم بتماثيل تشابه تماثيل العهد الروماني.