التوزيع الجغرافي للتساقط في فصلي الصيف والشتاء:
يتم دراسة التوزيع الجغرافي للتساقط في فصلي الصيف والشتاء، حيث أنه من الطبيعي أن يغزر تساقط الأمطار في فصل الصيف؛ وذلك لأن ارتفاع درجة الحرارة ويشجع على زيادة التبخر ورفع الهواء إلى الأعلى. ولكن الصورة ليست دائماً هكذا، فالضغط الجوي الحركي عامل حاسم في تقرير كمية تساقط الأمطار. فإن المناطق التي تخضع للضغط العالي صيفاً هي مناطق جافة، بينما المناطق التي تخضع للضغط الواطئ تكون غزيرة التساقط. وكما يستمر تأثير التيارات البحرية، حيث نجد أيضاً بأن شرق القارات أغزر تساقطاً للأمطارمن غرب القارات. كما تنعدم الأمطار في هذا الفصل داخل الصحاري المدارية وخاصة في أجزائها الوسطى والشمالية التي يسيطر عليها الضغط العالي.
كما أن الأمطار تنعدم في حوض البحر المتوسط وأقصى جنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وغرب كل من أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. كما تنعدم الأمطار في الحافات الجنوبية لصحاري العروض الوسطى، في حين تغزر الأمطار في جنوب شرق أسيا والجزر الأندنوسية وشبه القارة الهندية، التي تتعرَّض للرياح الموسمية في هذا الفصل وفي مدغشقر. كما تغزر الأمطار في أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية. وتسقط أمطار معتدلة في أوروبا وشرق أمريكا الشمالية والساحل الغربي لكندا.
كما أن تحرّك أنطقه الضغط بين الفصول، تؤدي إلى حرمان مناطق من تساقط الأمطار في الصيف ومناطق أخرى في فصل الشتاء. ولذلك تنعدم الأمطار في هذا الفصل في الحافات الجنوبية للصحاري المدارية وما يجاورها من الحافات الشمالية للمناطق الاستوائية. كما ينعدم تساقط الأمطارفي سواحل غرب القارات المدارية. وينعدم أيضاً التساقط في صحاري العروض الوسطى خاصة الأجزاء الوسطى والشمالية منها، كما ينعدم التساقط في جنوب آسيا وأجزاء أخرى صغيرة.
كما يغزر التساقط في كل من جنوب أفريقيا جنوب خط الاستواء، وفي الجزر الأندنوسية وشمال استراليا ومدغشقر وفي حوض الأمزون والساحل الغربي لكندا. ويعتدل التساقط أيضاً في شرق أمريكا الشمالية وفي أوربا وحوض البحر المتوسط وأقصى جنوب أمريكا الجنوبية وأقصى جنوب استراليا وشرقها والمنطقة التي تحيط بحوض الأمزون. وإن تحرّك نطاق الرياح الموسمية في هذا الفصل إلى الجنوب حرم مناطق كبيرة من آسيا من الأمطار.