التغيرات البيئية:
تؤدي أنشطة الإنسان المتنوعة إلى العديد من الآثار والتغيرات البيئية، التي تُحدث اضطراباً في النظام البيئي أو النظام الجيومورفولوجي بعينه، على الرغم من انتهاء بعضها بالآثار الإجابية. ومن ضمن هذه التغيرات ما يلي:
- التغيرات السلبية: لقد أضاف الإنسان إلى قائمة الموارد الطبيعية التي يستخرجها من باطن الأرض تلك الموارد السطحية المتمثلة بالغطاء النباتي، الحيواني، التُربة، المياه السطحية الجارية مثل الأنهار. وقد سمعت الجماعات البشرية في كثير من الحالات إلى الحصول على الحد الأقصى من هذه الموارد تلبية لاحتياجاتها اليومية المتزايدة، بغض النظر عمّا ينجم عن سوء الاستغلال من آثار تدميرية تؤدي في النهاية إلى اضطراب شامل في الأنظمة البيئية، بما في ذلك أشكال الأرض والعمليات الجيومورفولوجية.
- إزالة الغطاء النباتي: يتأثر الغطاء النباتي بالنمط الثقافي والاقتصادي السائد لدى الجماعات البشرية، ففي حالة الزراعة البدائية لجأ الإنسان إلى تنظيف بُقع كثيرة من الأشجار؛ حتى يتسنى له توفير أراض زراعية صالحة ولو بصورة مؤقتة، كما هو الحال بالنسبة لبعض المناطق الاستوائية. ففي غينا الجديدة وإقليم بابوا عرى السكان المحليون الأرض من أشجارها بواسطة الحرق؛ بقصد دفع حيوانات الصيد تجاه الأراضي العشبية المكشوفة حتى بسهل صيدها، في نفس الوقت يحصلون على أراضي تسهل زراعتها.
ولم تتوقف عمليات حرق الغابات بدخول الزراعة التجارية إلى تلك البلاد، بل تم تصعيدها لتوفير المساحات اللازمة لبناء المزارع التجارية الواسعة؛ ممّا أدى في النهاية إلى تغير نوعية الغطاء النباتي الطبيعي من الأشجار العملاقة إلى الأعشاب القصيرة.
ولقد تم حرق الغطاء النباتي في حالة أخرى بداعي الإهمال، ففي سنة 1952 تم حرق 180 مليون قدم من الأخشاب في الولايات المتحدة بفعل 188000 حادثة حرق اتت على 14 مليون فدان من الأراضي الغابية.
وعلى الرغم من ذلك فإن أقصى ما تعرض له الغطاء النباتي من تدمير، إنما نتج عن حرفة الرعي عندما أدخل الإنسان أعداد هائلة من حيوانات الرعي إلى مناطق كانت تنعم بغطاء نباتي كثيف، كما حدث في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، حين أصبح كثير من المهاجرين يقومون بحرفة رعي الماشية خاصة في العقدين الاخيرين من القرن الماضي. كما تحوَّلت أحراج غابات مناطق أخرى في العالم، كالهند في آسيا وزامبيا في أفريقيا إلى مراع ترتع فيها الفيله.