حركات نشوء الجبال المصاحبة لعمليات الغوص على امتداد حواف القارات:
تتضمَّن عمليات بناء الجبال على امتداد حواف القارات تقارب لوح محيطي، ولوح آخر تحتوي حافته على مواد مستمدة من القارة. وإن هذا النوع من التقارب يؤدي إلى تراكيب تشبه أقواس الجزر البركانية التي في طور التكوين. ولكن تكون مركب مخلوط القوس البركاني هو جزء من العملية المؤدية إلى خلق نظام جبلي، مثل جبال الأنديز. ومن المعتقد بأنه تحدث أول مراحل تطور المركب الجبلي قبل نشوء نطاق الغوص.
وكما تبقى حافة القارة خلال تلك الفترة دون نشاط، وهذا يعني أنها ليست حدّاً نهائياً للوح ولكنها جزء من نفس اللوح ككتلة من القشرة المحيطية المجاورة. ومن الأمثلة القائمة حالياً منطقة الشواطئ الشرقية لأمريكا الشمالية. وفي هذا الموقع كما هو في مواقع أخرى هادئة تحيط بالمحيط الأطلسي تتراكم الرسوبيات على الرف القاري، مكوّنة طبقات سميكة (قعيرة قارية) من الحجر الرملي والحجر الجيري والحجر الطيني.
وبعيداً عن الرف القاري تعمل تيارات العكر (قوام كثيف من الطين والماء)، تعمل على تراكم رسوبيات المياه العميقة (القعيرة المحيطية) على المنحدر والمرتفع القاري. وفيما بعد تصبح الحافة القارية نشطة وتتكون منطقة الغوص وتبدأ عمليات التشكل، حيث أن سبب هذه الحادثة غير معروف. وقد اقترح بعض العلماء أنه عندما يصبح سُمك الرسوبيات كافياً تنشطر القشرة المحيطة الغائصة من الكتلة القارية وتبدأ عملية الغوص.
ولكن هذا الافتراض لا يتفق والحقيقة التي تؤكد أن معظم مناطق الغوص تقع إلى البحر من الرسوبيات الأكثر سُمكاً. والمكان المناسب لفحص حافة قارية نشطة هو الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية حيث يغوص لوح النازكا تحت لوح أمريكا الجنوبية على امتداد خندق شيلي والبيرو. وربما ظهرت منطقة الغوص هذه مصاحبة لانشطار القارة العملاقة بانجيا.
وعندما انفصلت قارة أمريكا الجنوبية عن أفريقيا وانتقلت غرباً، انثنت القشرة المحيطية بمحاذاة الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية ودفعت تحت القشرة القارية، لكن القشرة المحيطية لا تنصاع دون إحداث أثر في اللوح الذي يعوها.
وفي حالة أمريكا الجنوبية هذه فقد تشكل لوح النازكا رسوبيات القعيرة القارية المتاخمة لحافة القارة منتجة الجزء المطوي والمتصدع لمركب النظام الجبلي والذي يعرف الآن بجبال الأنديز الشرقية.