ما هي نظرية الانجراف القاري؟

اقرأ في هذا المقال


نظرية الانجراف القاري:

لم تتعرَّض نظرية واغنر إلى الكثير من النقد حتى سنة 1924 عندما ترجم كتابه إلى الإنجليزية. ومنذ ذلك الوقت حتى وفاته سنة 1930 تعرَّضت نظريته حول انجراف القارات إلى الكثير من النقد اللاذع، فقد كتب العالم الأمريكي شامبرلن عنها، فيقول: إن فرضية واغنر غير مشدودة الوثاق بصورة عامة فقد تجاوزت حدود اللياقة في حق كوكبنا، فهي إمَّا سائبة القيد أو مُحكمة بحقائق تزيد في بشاعتها عن جميع النظريات المنافسة لها. ويكمن سر فتنتها في أنها لا تحكمها العديد من القواعد أو اللوائح المقيدة، وقد عبّر أيضاً بأن سكوت الرئيس السابق لجمعية الفلاسفة الأمريكيين عنه الرأي السائد في بلاده نحو فكرة الانجراف القاري في كلمات أقل، حين وصفها بقوه أنها هراء ملعون وقد كانت أحد العقبات أمام فرضية واغنر هو فشله في تقديم ميكانيكة لعملية الانجراف القاري.
فقد اقترح واغنر احتمالين كمصدر لطاقة الانجراف؛ أحدهما ظاهرة المد والجزر تحت تأثير القمر والتي اعتقد واغنر أنها من القوة بحيث تستطيع تحريك القارات باتجاه الشرق، وقد جادل هنا هارولت جفرا الفيزيائي الشهير بقوله أن نتائج ظاهرة المد والجزر إذا ما كانت بالقوة اللازمة لتحريك القارات، فهي تعمل على إيقاف حركة دوران الأرض في بحر سنين قليلة.
وقد قال واغنر كذلك أن القارات الضخمة قد انشطرن خلال القشرة المحيطية، لكنه لا يوجد دليل بأن قاع المحيط كان من الضعف بحيث يسمح بمرور القارات دون تأثرها بوضوح أثناء ذلك. وحتى مرور 1929 كان النقد منصباً على أفكار واغنر من أوساط المجتمع العلمي.
وبالرغم من ذلك قام واغنر بكتابة طبعته الرابعة والأخيرة، محافظاً على مفهوم نظريته ومضيفاً لها الأدلة المساندة. وفي سنة 1930 قام واغنر برحلته الثالثة والأخيرة لولاية جرينلاند الجليدية. وبالرغم من اهتمامه الأساسي كان منصباً على دراسة مناخ الشتاء القارص بالجزيرة المغطاة بالجليد، لكنه أراد أيضاً أن يختبر نظريته حول الانجراف القارّي، فقد رأى واغنر أن بإمكانه تحديد مواقع معينة يمكن قياس التغير بها على مدى سنوات. وهنا يمكنه إثبات انجراف جرينلاند غرباً نسبة إلى أوروبا. وفي شهر نوفمبر من سنة 1930 هلك واغنر مع مرافق له أثناء عودته من محطة تجارب وسط جرينلاند، غير أن فكرته حول انجراف القارات بقيت ولم تنتهي.


شارك المقالة: