نبذة عن بيروت:
هي العاصمة وأكبر مدن لبنان. اعتبارًا من عام 2014، بلغ عدد سكان بيروت الكبرى 2.2 مليون نسمة، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة في منطقة الشام والثالث عشر في العالم العربي. تقع المدينة على شبه جزيرة في منتصف ساحل البحر الأبيض المتوسط في لبنان. كانت بيروت مأهولة بالسكان منذ أكثر من 5000 عام، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن في العالم. تم العثور على أول ذكر تاريخي لبيروت في رسائل العمارنة من المملكة المصرية الجديدة، والتي تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
ما لا تعرفه عن متحف بيروت الوطني:
هو المتحف الرئيسي للآثار في لبنان. بدأت عملية بنائه بعد الحرب العالمية الأولى، وافتتح المتحف رسميًا في عام 1942. يضم المتحف مجموعات يبلغ مجموعها حوالي 100000 قطعة، معظمها آثار واكتشافات من العصور الوسطى من الحفريات التي قامت بها المديرية العامة للآثار. تم عرض حوالي 1300 قطعة أثرية تتراوح في التاريخ من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور المملوكية في العصور الوسطى.
خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وقف المتحف على خط المواجهة الذي يفصل بين الفصائل المتحاربة. تعرض مبنى المتحف المتجدد ومجموعته لأضرار جسيمة في الحرب، ولكن تم إنقاذ معظم القطع الأثرية من خلال تدابير وقائية في اللحظة الأخيرة.
اليوم وبعد عملية تجديد كبيرة استعاد المتحف الوطني في بيروت مكانته السابقة، لا سيما كمجمع رئيسي للقطع الأثرية الفينيقية القديمة.
في عام 1919، عُرضت مجموعة صغيرة من القطع الأثرية القديمة التي جمعها ريمون ويل؛ الضابط الفرنسي المتمركز في لبنان في متحف مؤقت في مبنى (Kaiserswerth Deaconesses) في شارع جورج بيكو، بيروت. وفي هذه الأثناء، بدأ أحد رواد مصلحة الآثار والفنون الجميلة في تجميع قطع من المنطقة حول بيروت.
كما تم توسيع المجموعة الأولية بسرعة تحت إشراف مديري الآثار المتعاقبين مع إضافة مكتشفات من الحفريات التي قادها الدكتور جورج كونتينو في صيدا وإرنست رينان في صيدا وصور وجبيل. كما أن تبرعات المجموعات الخاصة تضمنت تلك الخاصة بمجموعة عملات هنري سيريغ الجنرال ويغان في عام 1925 وجورج ألفريد فورد، مدير مدرسة الإرسالية الأمريكية في صيدا، بعد وفاته في عام 1930.
في عام 1923 تم تحديد لجنة أصدقاء المتحف برئاسة بشارة الخوري؛ وهو رئيس الوزراء ووزير التعليم والفنون الجميلة آنذاك؛ والتي كانت تعنى بجمع الأموال لبناء متحف وطني. حيث كانت اللجنة تتكون من كل من: الفريد سرسق، ماريوس هانيموغلو، ألبير بسول، عمر الداعوق، كامل إده، علي جنبلاط، هنري فرعون، جورج فايسي، أسعد يونس، حسن مخزومي، جوزيف فرحي، جورج كروم، جان دبس، وفيق بيضون وجاك تابت.
بناء متحف بيروت الوطني:
بدأت عملية البناء في عام 1930 على قطعة أرض تبرعت بها البلدية بالقرب من ميدان سباق الخيل في بيروت، حتى تم الانتهاء من بنائه في عام 1937، ولكن بسبب الوضع السياسي في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية فقد تم تأجيل افتتاحه والذي كان من المقرر أن يكون في عام 1938، حيث تم افتتاح متحف بيروت الوطني أخيرًا في 27 مايو 1942 من قبل الرئيس ألفرد نقاش.
ومع قيام الحرب اللبنانية، انقسمت بيروت إلى منطقتين متعارضتين، حيث كان المتحف الوطني والمديرية العامة للآثار يقعان على خط التماس المعروف باسم “زقاق المتحف” الذي يفصل الميليشيات والجيوش المتحاربة، وبعد أن ساءت الأوضاع في الطرف الملاصق للمتحف، مما جعله يتعرض للقصف، وتحول إلى ثكنة للمقاتلين، مما جعل المتحف يصبح نقطة تفتيش رئيسية تسيطر عليها ميليشيات لبنانية مختلفة، أو الجيوش السورية أو الإسرائيلية، التي فتحت وأغلقت الطريق في ظل هدنات قصيرة العمر.
ونتيجة لذلك فقد قررت السلطات إغلاق المتحف، حيث بدأ مير موريس شهاب وزوجته إجراءات الحماية الأولى داخل المتحف، وخلال تبادل إطلاق النار ولحظات الهدنة. كما تمت إزالة القطع الأثرية الصغيرة الضعيفة من واجهات العرض الخاصة بها وإخفائها في غرف التخزين في الطابق السفلي، والتي تم بعد ذلك إغلاقها بالجدران، مما منع أي وصول إلى الطوابق السفلية.
في الطابق الأرضي، تم تغطية الفسيفساء التي تم تركيبها في الأرضية بطبقة من الخرسانة. كما تمت حماية التماثيل والتوابيت عن طريق استخدام أكياس الرمل، وبعد أن بدأت الأوضاع تسوء أكثر في عام 1982، كانت القطع الأثرية الثقيلة مغطاة بالخشب والخرسانة.
وعندما انتهت الحرب وبعد أن تم إعلان وقف إطلاق النار النهائي في عام 1991، كان المتحف والمديرية العامة للآثار في حالة شبه دمار. كما أن مياه الأمطار كانت قد أغرقت المتحف وغمرته بالكامل، واتسمت الواجهة الخارجية بشكل سيء بالرصاص والحفر الناتجة عن القذائف. قام رجال الميليشيا الذين احتلوا المبنى بتغطية الجدران الداخلية بالكتابات على الجدران. حيث كانت حالة بقايا المتحف أيضًا خطيرة للغاية: فقد تُركت الأشياء الصغيرة في المخازن لأكثر من خمسة عشر عامًا في بيئة غير ملائمة تمامًا.
ونظراً لأن البناء كان قد أقيم على منسوب مرتفع للمياه، فقد زادت نسبة الرطوبة بشكلٍ كبير مما أدى إلى تجمع المياه داخل مخازنه، كما أن القطع الأثرية فيه كانت قد تُركت في أغلفة الطوارئ الخاصة بها دون أي تهوية، مما أدى إلى ظهور آثار تآكل من الأملاح على الحواف السفلية للنصب الحجرية. وتعرض الجناح المجاور للمديرية العامة للآثار للدمار جراء القذائف التي أشعلت حريقًا ودمرت وثائق مثل الخرائط والصور والسجلات، بالإضافة إلى 45 صندوقًا تحتوي على قطع أثرية. كما فقدت كل معدات المختبر.
وخلال الحرب، تم نهب بعض العناصر وهي معروضة الآن في المتاحف التركية، بينما تم بيع البعض الآخر بالمزاد العلني. ومن المفارقات أن هذه الأشياء قد سُرقت من المتاجر الخارجية، خاصة في جبيل وصيدا، حيث تم الاحتفاظ بها لتجنب التلف والنهب.
مباني متحف بيروت الوطني:
كما تعرضت مجموعة الطابق السفلي والتي تحتوي على الفن الجنائزي والممارسات التي تبدأ بمقالات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر العثماني. حيث تشمل المجموعة البارزة 31 تابوتًا فينيقيًا مجسمًا من مجموعة فورد، لوحة جدارية تصور مريم والدة يسوع مؤرخة في عام ج. 240 م، والتي يُعتقد أنها واحدة من أقدم تمثيلات مريم المكتشفة في العالم.
إلى جانب ذلك ففي الطابق الأرضي، يتم عرض 83 قطعة كبيرة، من بينها توابيت وتماثيل فسيفساء ونقوش بارزة. في حين يعرض الطابق العلوي 1243 قطعة أثرية صغيرة ومتوسطة الحجم مرتبة حسب الترتيب الزمني والموضوع في واجهات العرض الحديثة ذات الإضاءة الخافتة والنظارات المكبرة التي تؤكد على الجانب الجمالي للقطع الأثرية.
كما تحتوي المجموعة على قطع أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من مجتمعات الصيادين والجامعين المبكرة، وذلك بدءًا من العصر الحجري القديم السفلي إلى العصر الحجري الحديث، وعادةً ما تكون رؤوس الحربة والصوان والسنانير والفخار. تم العثور عليها في الكهوف والملاجئ الصخرية في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية. كما تم مسح حوالي خمسمائة موقع من عصور ما قبل التاريخ في لبنان ككل، وحوالي خمسين موقعًا في بيروت نفسها.
