مدينة أوغاريت في سوريا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Ugarit ancient city” وتعتبر إحدى أقدم المدن التي تقع شمال سوريا، حيث كانت في القدم مركزاً تجارياً مهماً بين مصر والدول الأخرى في العصر البرونزي، في آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين وعاصمةً للملكة السريانية الكنعانية.

تاريخ مدينة أوغاريت

يعود تاريخ مدينة أوغاريت الأثرية إلى العصر الحجري الحديث حوالي 6500 قبل الميلاد، ونمت لتصبح مدينة كبيرة في أوائل الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث أن مدينة أوغاريت مذكورةً في الوثائق المسمارية المكتشفة في ماري على نهر الفرات والتي تعود إلى العصر البرونزي الوسيط (2000 – 1600 قبل الميلاد).

كان ذلك في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف المدينة على بعد حوالي نصف ميل من شاطئ البحر الأبيض المتوسط لأول مرة بواسطة محراث أحد الفلاحين في خليج البياض، وعلى الرغم من أن اسم المدينة كان معروفاً من المصادر المصرية والحثية، إلا أن موقعها وتاريخها كانا لغزاً حتى الاكتشاف العرضي في عام 1928، لمقبرةٍ قديمة في قرية رأس شمرا العربية الصغيرة.

ومن خلال بعثةٍ فرنسية تحت إشراف كلود، بدأت أعمال التنقيب في عام 1928م، وأعقب ذلك سلسلة من الحفريات حتى عام 1939، وتم إجراء أعمال محدودة في عام 1948، ولكن العمل على نطاق واسع لم يستأنف حتى عام 1950م.

وكانت أوغاريت مدينةً مزدهرة، تصطف شوارعها بمنازلٍ من طابقين يسيطر عليها الأكروبوليس على الجانب الشمالي الشرقي من التل، مع معبدين مخصصين للآلهة بعل وداغان، وقصراً كبيراً مبني من الحجارة الدقيقة ويتكون من العديد من الساحات والقاعات ذات الأعمدة وبوابة الدخول ذات الأعمدة، كما تم اكتشاف مئات الألواح المسمارية هناك والتي تغطي تقريباً جميع جوانب حياة أوغاريت من القرن الرابع عشر إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

بدأت أوغاريت في ترسيخ نفسها كمركزٍ رئيسي للتجارة، والعديد من الملاحم الأوغاريتية تشهد على وصول شبه الرحل من بلاد ما بين النهرين المعروفين باسم الأموريين في هذا الوقت، بينما لم تكن أوغاريت قوة عسكرية أو سياسية كبيرة، إلا أنها كانت مركزاً اقتصاديا مهماً يعمل كجسر بين مصر وآسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين.

حيث جعل بناء أنواع مختلفة من السفن والقوارب والأنشطة الصناعية الأخرى من أوغاريت، سوقاً معروفاً للعالم القديم، حيث تم تسجيل الحياة خلال هذه الحقبة والسنوات اللاحقة، وثروة المدينة وتأثيرها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي حوالي عام 1350 قبل الميلاد، سقطت مدينة أوغاريت إلى جانب الكثير من سوريا حتى الجنوب على يد الحثيين وأصبحت تحت سيطرتهم.

السياحة في مدينة أوغاريت

تعتبر مدينة أوغاري إحدى أهم المواقع الأثرية والسياحية في سوريا، والتي تقع على بعد 16 كيلو متراً شمال اللاذقية، حيث تقدم المدينة العديد من الآثار السياحية أهمها؛ اللوح الذي نقشت عليه الأبجدية الأوغاريتية التي تعتبر الأبجدية الأولى في العالم، ومحفورةً على جهازٍ لوحي بحجم الإصبع.

كما تم اكتشاف قصر أوغاريت الملكي الذي يعتبر إحدى أهم البقايا الأثرية فيها، حيث وصفع بعض العلماء والمؤرخين بأنه أجمل قصر في العالم القديم، والذي يتكون من أكثر من 90 غرفة للتجول وستة أفنية مع حدائق صغيرة من أشجار الفاكهة، ومسبحاً مزيناً مبني من أحجار جذابة وفرن للخبز الوثائق المكتوبة على ألواح من الطين، كما اشتمل القصر على عددٍ من القاعات المزخرفة وغرف حفظ المحفوظات والخزينة، بالإضافة إلى غرف نوم وورش عمل لأصحاب الحرف اليدوية المهرة.

واليوم، بينما يعاين المرء هذا القصر من فوق الأطلال الضخمة، يصعب إلى حد ما تحديد تصميمه المربك، مثل جميع المباني الأخرى في الموقع، فقط أكوام من الحجر عالية الخصر تحدد الغرف والشوارع الضيقة والمباني، يمكن الاستمتاع بمشاهدتها بواسطة المرشدين السياحيين والتعرف على بقايا هذا القصر التاريخي.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: