مع نهاية الحرب العالمية الأولى والحكم العثماني، أعلن الأمير عبد الله بن الحسين إنشاء شرق الأردن عام 1921 في السلط، وكانت المدينة أول عاصمة للدولة الفتية، بعد أن أصبحت عمان أخيرًا عاصمة الأردن انتهت أيام السلط الذهبية، ونتيجة لذلك لم تشهد أبدًا دفعة تحديثية، وبالتالي يمكنها الحفاظ على جزء كبير من نسيجها التاريخي.
تمت إعادة تقييم التراث المعماري للسلط مع أكثر من 600 مبنى تاريخي، العديد من هذه المباني بأسقف مقببة، وساحات داخلية ونوافذ مميزة طويلة ومقوسة وعناصر زخرفية رائعة، نفذت وتستمر حتى اليوم أيضا بالتعاون مع المؤسسات الأجنبية.
تعتبر منازل السلط المبنية من الحجر الرملي مثالاً على أجما أنواع العمارة، حيث تعتبر هذه المنازل الجميلة المصنوعة من الحجر الرملي مع أسقفها المقببة النموذجية، وساحاتها الداخلية ونوافذها المقوسة الطويلة المميزة هي تشابه حقيقي للهندسة المعمارية الجميلة المستوردة من مدينة نابلس في فلسطين، وهي بالتأكيد تستحق الزيارة.
اقتصاد مدينة السلط:
تعتبر مدينة السلط موقعاً زراعياً قديماً، ومركزاً إدارياً في منطقة غرب وسط الأردن، موقع مدينة السلط الواقع على الطريق السريع الأساسي القديم الوصل من مدينة عمان إلى مدينة القدس، ومن هذا الموقع حصلت مدينة السلط على أهميتها، حيث أصبحت طريقاً تجارياً وحلقة الوصل بين الشرق والغرب، فأولى العديد من الحكام اهتماماً بالمدينة.
تشتهر مدينة السلط بتربتها الخصبة، مما هيئها لزراعة الفاكهة والمحاصيل النباتية، وخاصة الزيتون، العنب والخوخ، وتعتبر المدينة ذات طابع الزراعي، وتتميز المدينة أيضاً بطابعها السياحي، حيث تحتوي مدينة السلط على العديد من المواقع السياحة والتراثية والدينية.
بالإضافة إلى الزراعة والسياحة، تعرف مدينة السلط بنشاطها التجاري المتعدد، حيث تحتوي المدينة على عدد متنوع من المؤسسات التجارية، والمصانع المتنوعة من مصانع الأدوية والمواد الغذائية المختلفة.
تاريخ مدينة السلط:
كانت هذه المدينة التاريخية القديمة، على بعد حوالي 30 دقيقة من عمان، العاصمة الإدارية للأردن في عهد العثمانيين، ازدهر الملح بسبب شبكاته التجارية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولكن عندما تم اختيار عمان كعاصمة جديدة للأردن، بدأت السلط في التدهور.
تعتبر مدينة السلط واحدة من أقدم مدن الأردن التي ليس معروفًا حقًا متى كانت مأهولة بالسكان بالضبط، لكن يُعتقد أنها بنيت على مجموعة من ثلاثة تلال من قبل المقدونيين في عهد الإسكندر الأكبر.
وقد أسسها العثمانيون كقاعدة إدارية إقليمية وشجعوا الاستيطان من أجزاء أخرى من الإمبراطورية، مع ازدهار مكانة المدينة وصل التجار الأثرياء إلى المدينة وبنوا منازلهم، مما أعطى السلط الطابع الساحر الفريد الذي يتمتع به اليوم.
المواقع الأثرية في مدينة السلط:
تحتوي مدينة السلط على الكثير من المواقع الأثرية المعروفة التي تعود إلى العصور المختلفة، ومن أبرز هذه المواقع:
- المتحف الأثري: يقع في مدينة السلط وهو أقدم متحف في الأردن، ويعبر عن تاريخ السلط ويوجد به العديد من الأقسام ومنها: قسم الآثار القديمة والمجوهرات والملابس والأواني المنزلية العتيقة، وقسم يحتوي على عمل نقدية قديمة ترجع إلى عدة عصور وحضارات.
- متحف السلط التاريخي: تم بناء المنزل في أواخر عام 1892 من قبل عائلة أبو جابر، في عام 2010 تم تحويله إلى متحف يعرض تاريخ المدينة، يعد المبنى من أفضل الأمثلة على العمارة العثمانية التي اشتهرت بها السلط.
- مدرسة السلط الثانوية للبنبن.
- صرح الجندي التركي المجهول.
- الكثير من المقامات الدينية منها مقام نبي الله يوشع بن نون.
- المقبرة الرومانية الملكية في وادي شعيب.
- كنيسة دورميتيون العذراء مريم الأرثوذكسية.
- الكنيسة اللاتينية التي صممها مهندس معماري إيطالي.