مدينة الفجيج في المغرب

اقرأ في هذا المقال


مدينة الفجيج هي واحدة من المدن التي تقع في دولة المغرب في قارة إفريقيا، وتقع المدينة في الجهة الشرقية من المغرب، وتقع المدينة على واحدة تحيط بها الأراضي الجزائرية من الجهات الثلاثة، حيث تشتهر المدينة التاريخية في كل مكان لأنها لا تزال تحتفظ بآثار بنائها القديمة وتتكون من سبعة قصور، هذه الخاصية القيصرية التي تميزت بها فجيج، حيث تم تصنيفها من بين المدن التي حافظت على تراثها التاريخي في مجال الإنشاءات القديمة، مع العلم أن هذه الإنشاءات نادرة هذه الأيام في البلدات التي بها.

نبذة عن مدينة الفجيج:

فجيج هي مدينة في شرق المغرب بالقرب من جبال الأطلس على الحدود مع الجزائر، تم بناء المدينة حول واحة من أشجار النخيل تسمى (Tazdayt) وتعني “شجرة النخيل” في اللغة البربرية، وتحيط بها بيئة جبلية وعرة، تتكون فجيج من سبع مجتمعات مختلفة، وهي: الودداي، العمار، اللميز، السليمان، النّج، العدي، وإزناين، تتكون المجتمعات عادة من مجموعة من المنازل المحصنة.

سابقًا كان هناك العديد من القصور في المدينة، لكن اليوم لا يزال هناك سبعة قصور فقط بما في ذلك قصر حمام فوكاني، قصر حمام تحطاني، قصر العبيدات، قصر لاميز، قصر لودغير، وقصر أولاد سليمان، الذين تجمعوا فعليًا في نفس المنطقة وأخيراً قصر زناجا الذي يقع في منطقة فجيج السفلى، حيث يتم الاحتفال بحق الإنشاءات الترابية لجنوب المغرب، لأنهم يمثلون عائلة معينة من العمارة ما قبل الصحراء، وهي مشتركة في جميع بلدان المغرب الكبير وموريتانيا وليبيا، تمتد منازل فجيج من خلال بناء غرف فوق الأزقة وهي مبنية بشكل أساسي بالتربة، على الرغم من استخدام جذوع النخيل (تيزدين) ورؤوس الأوراق (تيكاشبا، تراتا) في بناء الأسقف، مع الحفاظ على الطراز المعماري الترابي للمغرب.

كما أن نظام الري في فجيج مثير للاهتمام ثقافياً، يتم استغلال مصادر المياه بتقنية تعرف باسم “الفجارة” أو “فوجاجوير”، وهي أنواع من قنوات الصرف أو جريان المياه، الفجارة هو نظام ري قديم نموذجي في الصحراء الكبرى، ويتألف من: السيجو، الموزعين، الخروباس، حصص المياه، السحريج (الأحواض الضخمة)، كما توجد منحوتات صخرية اكتشفت في القرن التاسع عشر في المنطقة الحدودية مع الجزائر ويعود تاريخها إلى آلاف السنين، يدعي علماء الآثار أن البقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث.

تُظهر هذه الواحة وقصورها ومنازلها وبساتين النخيل ونظام الفجارة بشكل قاطع عينة فريدة من التفاعل بين الإنسان والطبيعة، وتشكل مشهدًا حيويًا مستمرًا يتضح من أنظمة زراعية وري خاصة في منطقة قاحلة، لذلك بالنظر إلى هذه المنطقة على أنها نتيجة “للأعمال المشتركة بين الطبيعة والإنسان”، تظهر بشكل قاطع عينة فريدة من التفاعل بين الإنسان والطبيعة، مما يؤلف مشهدًا طبيعيًا مستمرًا يتضح من خلال أنظمة زراعية وري خاصة في منطقة قاحلة.

تاريخ مدينة الفجيج:

المنحوتات الصخرية المكتشفة في القرن التاسع عشر بالمنطقة الحدودية مع الجزائر تعود لآلاف السنين، يدعي علماء الآثار أن البقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث، (بين 10000 و 2300 قبل المسيح) تتميز هذه الفترة بالتغيير في نمط حياة الرجل فهو يتخلى عن مطاردة الزراعة واستخدام الحيوانات، تعزز الظروف البيئية الطبيعية وفجيج وتسليط الضوء على النهج الذي يوضح أن هذه الواحة ليست مجرد بوابة بل هي أيضًا مكان للعيش فيه.

بين 429 سنة عندما غزا الفاندال شمال أفريقيا و636 عندما وقعت معركة اليرموك كان من المؤكد أن الديانة السائدة كانت المسيحية في فجيج، بعد هزيمة البيزنطيين عام 645 خلال معركة اليرموك نشر المسلمون الإسلام في شمال إفريقيا، يضاف إلى ذلك أن الحجاج المسيحيين فجيج تأثروا بالدين الجديد وهو الإسلام، حيث كان الحج إلى القدس، وتعد فترة فجر الإسلام في فجيج.

القرن الخامس الهجري /الحادي عشر سكن المدينة بنو هلال الصنهاجي مما أثر على العلاقات بين القصور ويسبب النزاعات، وفي القرن السادس الهجري كانت تخضع المنطقة لسلطة سلالة الموحدي يعقوب المنصور الموحدي، وفي عام 956 هـ /1549 ميلادي كان السلطان محمد السعدي الشيخ يصطاد نبلاء فجيج ليضع المدينة تحت حكمه، تم إطلاق سراح هؤلاء النبلاء بعد تدخل وسطاء بالقرب من السلطان.

عام 1782 ميلادي يعد من أعنف النزاعات بين نهايات القصور، حيث كانت مصادر المياه بشكل عام سبب النزاعات، في هذا العام يختفي قصر الجوابر إلى الأبد، وفي عام 1299 هـ /1881 م حاول الفرنسيون دون جدوى سحق المقاومة فجيج التي دعمت المقاومة الجزائرية ضد الفرنسيين، ودارت هذه المعركة في زناجا عوضًا عن أوسيايماني، مما أشعل فتيل الانتصار الذي فقد 30 شهيدًا و 18 جريحًا ، مقابل 129 قتيلًا و 50 جريحًا في المعسكر الفرنسي.

1 أغسطس 1946 ميلادي أمر الملك محمد الخامس ببناء المدرسة التي سيكون لها دور تدريبي في إدارة مركز النهضة، أشرف على هذا العقار الحاج محمد بن فريج، وفي 2 مارس 1956 ميلادي استقلال المغرب في أكتوبر عام 1963 حدثت بين الجزائر والمغرب رمال حرب حديثة، حيث كانت الجزائر ترفض إعطاء المغرب لأراضيها المشمولة في أراضي الاحتلال الفرنسي، بعد هذه الأزمة فقد أهالي فجيج مساحات كبيرة من أراضيهم وأشجار النخيل.

مناطق الجذب السياحي في مدينة الفجيج:

قصر الحمام الفوقاني:

تحتوي على زاوية قديمة لسيدي بو عمامة (1840 – 1908) الذي يعد من مواليد القصر، حيث كان رمزًا لانتفاضة سكان جنوب وهران في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، يقع إلى الجنوب من القصر خلف باب صغير ينزل درج إلى الينابيع الساخنة عند 33 درجة التي يطلق عليها اسم القصر.

قصر زناجا:

يقع في طريق يتجاوز قصر الودغير من الغرب ويؤدي إلى ينابيع حارة ومالحة وبستان نخيل للوصول إلى قصر زناجا، الأبعد ولكنه أكبر قصور واحة فجيج، يعتبر إدخال الخرسانة في التجديدات أو الإنشاءات الجديدة مهمة بسيطة في هذا المكان النموذجي للقصور ويزيل بلا شك السحر من الطابع التقليدي للمكان.

الشريان الرئيسي شارع الحسن الثاني يضم محطة حافلات فجيج ومكتب البريد وفروع البنوك فضلاً عن المقاهي التقليدية والمطاعم الصغيرة التي لا مفر منها.

توجد التجارة الحرفية في القصور مثل السجاد، الجلابة، البرنس هي ما يميز المكان، في الجوار يمكن القيام بالعديد من مسارات المشي لا سيما مع الهجوم على العديد من الينابيع الساخنة لوادي وادي زوسفانا التي توفر إطلالات بانورامية رائعة على الصحراء القريبة، الزيادات المفاجئة في سلسلة جبال جروز تشارك في جمال الموقع.

بستان النخيل بفجيج:

تعد واحة فجيج الغنية بحوالي 150000 نخلة من أجمل واحات المغرب، تنبع المياه من حوالي عشرين ينبوعًا ويتم نقل المياه عن طريق الأخاديد أو السغو أو عن طريق القنوات الجوفية الخطارات، ويعيش معظم سكان الواحة من استغلال أشجار الفاكهة والرمان والزيتون والتين والكروم وكذلك من زراعة الحبوب والخضروات والبرسيم، لكن الأهم يبقى نخيل التمر، في فصل الخريف تعتبر فترة حصاد التمور هي النشاط الرئيسي.


شارك المقالة: