اقرأ في هذا المقال
مدينة بايا ماري هي واحدة من المدن التي تقع في دولة رومانيا في قارة أوروبا، تعتبر المدينة واحدة من أكثر المدن الخلابة في رومانيا وتقع على طول نهر ساسار عند سفوح جبال الكاربات الشمالية، ويبلغ عدد سكان مدينة بايا ماري مقر مقاطعة مارامورس الجميلة حوالي 115000 نسمة وهي المدينة الأكثر تمركزاً بالسكان في الجزء الشمالي من رومانيا.
مدينة بايا ماري
مدينة بايا ماري هي أكبر مدينة في منطقة مراموريش، وتقع المدينة في منخفض بايا ماري على المسار الأوسط لنهر ساسار عند سفح جبال جوتا، وتقع أهم مراكز التعدين في مقاطعة ماراموريو في المناطق المحيطة بمدينة بايا ماري، وتشتهر المنطقة ليس فقط بثرواتها الجوفية ولكن أيضًا بالمناطق المحيطة التي تضفي جمالًا خاصًا على المكان، وظهرت مدينة بايا ماري على خريطة المستوطنات الحضرية نتيجة استغلال الخامات غير الحديدية، وتسجل ذاكرة المجتمع أن أول بطاقة هوية للمدينة وثيقة 29 من شهر مايو من عام 1329 ميلادي، والتي بموجبها قدم الملك كارول روبرت (1301-1342) ميلادي للجنة كوراردوس مقاطعة بايا ماري وبايا سبري الغابة الواقعة بين المستوطنتين، ومن أجل أن تكون هذه المنطقة مأهولة بالسكان.
بينما كان الناس يسكنون المنطقة منذ آلاف السنين ورد ذكر مدينة بايا ماري في وثيقة لأول مرة في عام 1329 ميلادي تحت اسم ريفولوس دوميناروم ، وهي كلمة لاتينية تعني “نهر السيدات”، و(Legend) أن الاسم يأتي من زوجات عمال المناجم المحليين الذين اعتادوا غسل الخام الذي يستخرجه أزواجهن في مياه نهر ساسار، وكانت المنطقة مركزًا رئيسيًا لتعدين الذهب وبدءًا من القرن الخامس عشر مُنحت المدينة لعائلة إيانكو من هونيدوارا حاكم ترانسيلفانيا الذي قام بتحصينها لحمايتها من الغزاة، واليوم مدينة بايا ماري هي مركز ثقافي مهم وموطن للمتاحف والمسارح والمكتبات ونقطة ساخنة للتعليم العالي في المنطقة.
جغرافية مدينة بايا ماري
تقع مدينة بايا ماري في جبال الكاربات الشرقية في ترانسيلفانيا في شمال غرب رومانيا على بعد 50 كم من الحدود مع أوكرانيا، وتعتبر واحدة من أكثر المدن الخلابة في رومانيا وتجذب العديد من السياح، ويبلغ عدد سكان المدينة نحو 120،000-220،000 في منطقتها الحضرية وهي عاصمة مقاطعة (Maramureș)، وتضم المنطقة الحضرية بالمدينة أيضًا خمس مدن مجاورة و 12 قرية، وحوالي 12 ٪ من السكان في المدينة هم من أصل مجري.
تم استخراج الذهب والفضة والنحاس في مدينة بايا ماري منذ حوالي 2000 عام ويرتبط تاريخ المدينة بالتعدين، وجلبت ازدهارًا إلى المدينة من العصور الوسطى عندما تم بناء كاتدرائية القديس ستيفن، وفي القرن الثامن عشر عندما كانت جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، وتم تنفيذ التعدين على نطاق صناعي في ظل الحكم الشيوعي في القرن العشرين، ولكن بعد ثورة عام 1989 ميلادي شهدت الصناعة تدهوراً حاداً تاركة المنطقة مليئة بالمواقع الصناعية المهجورة، ولا يزال العديد من هؤلاء ينتظرون إعادة تطويرهم.
اقتصاد مدينة بايا ماري
تعد مدينة بايا ماري أحد أهم مراكز التعدين في رومانيا وله تاريخ يمتد لأكثر من 2000 عام من استخراج الذهب والفضة والمعادن غير الحديدية الأخرى، ولا تزال المدينة تحتفظ ببعض ماضيها في العصور الوسطى حول ساحة البلدة الرئيسية، ويعود أقدم منزل في مدينة بايا ماري القديمة المعروف أيضًا باسم (Casa Elisabeta) إلى أربعينيات القرن الرابع عشر بقايا وحيدة من مجمع قلعة قديم أمر به إيوان دي هونيدوارا في ترانسيلفانيا لزوجته إليزابيتا، ويعد (Casa Ioan de Hunedoara) اليوم مكانًا لعرض الفنون البصرية.
تنوع اقتصاد المدينة بسرعة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والخدمات وتجارة التجزئة، ولديها أكبر مركز تسوق في دائرة نصف قطرها 100 كيلومتر، بالإضافة إلى أكبر مصنع لتصنيع الأرائك في أوروبا الشرقية (Italsofa)، والسياحة قطاع مهم يسهله مطار المدينة الدولي، وإلى جانب المركز التاريخي للمدينة وثقافتها وتقاليدها تحظى المناظر الطبيعية الجبلية الرائعة بشعبية كبيرة بين الزوار، ويسهل الوصول إلى المنتزهات الطبيعية مثل حديقة جبال رودني الوطنية وهي محمية طبيعية مليئة بالتنوع الغني للنباتات والحيوانات والتي منحتها اليونسكو مكانة المحيط الحيوي.
المعالم السياحية مدينة بايا ماري
متحف بايا ماري
متحف الفن الواقع في مبنى تاريخي يعود تاريخه إلى عام 1784 ميلادي يحمل كنزًا من الفن يصور الحياة في مارامورس من أواخر القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، وتتميز مجموعة اللوحات بأعمال لفنانين محليين بالإضافة إلى الفن الروماني والأوروبي المعاصر.
متحف بايا ماري للتاريخ والآثار
يقع المتحف في مبنى باروكي أنيق من القرن الثامن عشر، ويضم ثلاثة أقسام رئيسية؛ وهي مجموعة غنية من العناصر التي توضح حضارة القرون الوسطى في منطقة بايا ماري من العملات المعدنية والفخار والأسلحة والأدوات والملابس، والمعارض التي تشهد على تاريخ التعدين الطويل في المنطقة وخاصة تعدين الذهب، وعالم الساعات يحتوي أكثر من 300 ساعة وساعة وأثاث عتيق وأشياء زخرفية معروضة في هذا القسم من المتحف.
مدرسة الرسم
واحدة من مناطق الجذب الثقافية الفريدة في المدينة هي مدرسة بايا ماري الشهيرة للرسم التي أسسها هولوسي سيمون عام في 1896 ميلادي وهي واحدة من المدارس القليلة في أوروبا التي تعمل باستمرار منذ تأسيسها.
Stephen’s Tower
أحد معالم مدينة بايا ماري هو (Turnul lui Stefan) برج ستيفن الذي يعلو بشكل مهيب فوق المركز التاريخي للمدينة، ويصل ارتفاع البرج إلى 45 مترًا وقد تم بناؤه بين عامي 1446 و1468 ميلادي تحت قيادة إيانكو من هونيدوارا وكان بمثابة برج الجرس في كاتدرائية سانت ستيفن التي دمرت لاحقًا في حريق.
حصن الجزارين
من المباني المهمة الأخرى التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي بقيت حتى يومنا هذا هي باستيونول ماكلاريلور (حصن الجزارين) وتقع بالقرب من بياتا إيزفواريلور (سوق إزفواريلور) بالقرب من المركز التاريخي، حيث تم بناء المعقل في القرنين الرابع عشر والخامس عشر وتم منحه في إدارة نقابة الجزارين التي كان عليها واجب تدبيرها عندما تعرضت المدينة للهجوم، والمعقل هو البرج الوحيد الباقي من السبعة الذين شُيدوا في الأصل للدفاع عن المدينة.
مركز بايا ماري التاريخي
كان مركز بايا ماري التاريخي (المعروف محليًا باسم المركز القديم) هو المكان الذي أقيم فيه المعرض الأسبوعي في المدينة، حيث يستضيف المركز التاريخي حوالي عشرين من أقدم المباني في مدينة بايا ماري التي بنيت بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر وهي بلا منازع أجمل جزء في المدينة، وأقدم مبنى في المركز التاريخي هو (Elisabeth House) الذي بناه إيانكو من هونيدوارا في عام 1446 ميلادي لزوجته إليزابيث.
المعالم التاريخية الأخرى
هي دير مينوريت السابق الذي تم تشييده في عام 1734 ميلادي والمبنى الذي كانت تعمل فيه مدرسة سكولا ريفولينا أول مدرسة للتعليم العالي في المدينة بين عام 1547 ميلادي وعام 1755 ميلادي.
المباني القديمة الأخرى المثيرة للاهتمام
ومن الجدير بالذكر أيضًا منزل (Lendvay Marton) مسقط رأس الممثل الذي أعطى اسمه ونزل النسر الأسود وكنيسة القديس أنطون التي تم بناؤها في عام 1402 ميلادي بأمر الفرنسيسكان وكنيسة الثالوث المقدس التي بناها اليسوعيون في عام 1766 ميلادي، وجميعها صروح ذات أهمية تاريخية ومعمارية.