مدينة برغش في إسبانيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة برغش

مدينة برغش هي واحدة من المدن التي تقع في مملكة إسبانيا في قارة أوروبا، حيث تقع مدينة في شمال إسبانيا والعاصمة التاريخية قشتالة، وهي تقع أيضاً عند منبع روافد نهر أرلانزون على حافة الهضبة المركزية الأيبيرية، حيث يصل عدد سكان المدينة إلى نحو ما يقارب 180.000 نسمة في المدينة الفعلية و20.000 نسمة في منطقة العاصمة، وتعتبر المدينة عاصمة مقاطعة برغش في منطقة قشتالة وليون المتمتعة بالحكم الذاتي، حيث تم إصدار قوانين برغش التي حكمت أولاً سلوك الإسبان تجاه السكان الأصليين للأمريكتين هنا في عام 1512 ميلادي.

لها العديد من المعالم التاريخية ذات الأهمية الخاصة مثل كاتدرائية برغش (التي أعلنتها اليونسكو كموقع تراث عالمي في عام 1984 ميلادي) ودير لاس هويلغاس ريليس وكارتوجا ميرافلوريس، لا تزال المدينة تحتوي على كمية كبير من الكنائس والقصور والمباني الأخرى التي تعود إلى العصور الوسطى، حيث يحيط بالمدينة فوينتيس بلانكاس ومتنزهات باسيو دي لا إيسلا.

النبيل القشتالي والزعيم العسكري والدبلوماسي (El Cid Campeador) هو شخصية تاريخية مهمة في المدينة حيث ولد على بعد بضعة أميال شمال برغش وترعرع وتعلم هنا، حيث تشكل المدينة مفترق الطرق الرئيسي لشمال إسبانيا على طول كامينو دي سانتياغو الذي يمتد بالتوازي مع نهر أرلانزون.

لديها المدينة نظام نقل متطور يشكل عقدة الاتصال الرئيسية في شمال إسبانيا، في عام 2008 ميلادي بدأ مطار برغش الدولي في تقديم رحلات تجارية، علاوة على ذلك من المقرر أن تبدأ قطارات AVE عالية السرعة في الخدمة في عام 2015 ميلادي، من ثن تم افتتاح متحف التطور البشري في عام 2010 ميلادي، وهو فريد من نوعه في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع أن يصبح أحد أكثر 10 متاحف زيارة في إسبانيا، حيث يضم المتحف الأوروبيين الأوائل الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ 800000 عام، وتم اختيار مدينة برغش كعاصمة لفنون الطهو الإسبانية في عام 2013 ميلادي.

أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها في مدينة برغش ما يلي:

زيارة كاتدرائية برغش

تتميز هذه الكاتدرائية بأناقة وتناغم هندستها المعمارية، وهي الوحيدة في إسبانيا التي حصلت على تصنيف اليونسكو للتراث العالمي لمبنى الكاتدرائية وحده، وعلى الرغم من أن الكاتدرائية يغلب عليها الطابع القوطي إلا أنها تعرض أيضًا أنماطًا فنية أخرى نظرًا لأنها بنيت على مدى فترة تمتد من 1221 ميلادي إلى 1795 ميلادي، واجهتها الرئيسية هي (Puerta del Perdón) مع نافذة وردية مميزة بنجمة ومعرض لتماثيل ملوك قشتالة، على كلا الجانبين توجد أبراجها التي يبلغ ارتفاعها 84 مترًا والتي تتوجها أبراج رائعة من القرن الخامس عشر مع آثار أعمال حجرية مفتوحة.

ومع ذلك، يمكن العثور على أجمل مجموعة من المنحوتات على واجهة (Puerta del Sarmental) مع صورة (Pantocrator) محاطًا بالرسل والمبشرين، في الداخل تجدر الإشارة بشكل خاص إلى قبة الصحن الرئيسي التي تعلوها قبو مدجن جميل، تحتها تقع بقايا رودريغو دياز دي فيفار المعروف باسم “إل سيد كامبيدور” وزوجته دونا خيمينا، في الجوار ستجد (Escalera Dorada) الجميل (الدرج الذهبي) من تصميم (Diego de Siloé) الذي بني في القرن السادس عشر ومستوحى من عصر النهضة الإيطالية.

يوجد في الأجنحة الجانبية للكاتدرائية 19 مصلى مع تبرز مصليات (Condestable) و(Santa Tecla) بشكل خاص، هناك أيضًا أعمال فنية قيّمة يمكن الاستمتاع بها وهي مجموعة فريدة من نوعها تشمل لوحات المذبح واللوحات وأكشاك الجوقة والمقابر والمنحوتات من بين أشياء أخرى.

دير لاس هولغاس

دير (Santa María la Real de Las Huelgas) هو دير سيسترسي تأسس في نهاية القرن الثاني عشر، تم إدراجه كممتلكات إسبانية ذات أهمية ثقافية، ويضم متحفًا مخصصًا لمنسوجات العصور الوسطى والعديد من المقابر الملكية ومخطوطة موسيقية فريدة من القرن الرابع عشر، قم بجولة مصحوبة بمرشدين للحصول على جميع التفاصيل التاريخية المثيرة للاهتمام أثناء الاستمتاع بالأجواء الهادئة والخالدة.

الميدان الرئيسي

بلازا مايور هي نقطة الالتقاء الأكثر شعبية في برغش، تقريبًا على شكل مسدس ويغطي حوالي 6000 متر مربع، بلازا مايور محاط بالمتاجر والبارات والمطاعم، تجعل الشرفات الخاصة بهم أماكن رائعة لمشاهدة الناس، بينما تحتسي قهوة الصباح براحة، يجعل الموقع المركزي لبلازا مايور في مدينة بورغوس القديمة نقطة انطلاق مناسبة لاستكشاف الحي التاريخي.

مركز برغش التاريخي

مركز برغش التاريخي عبارة عن متاهة للمشاة من ممرات متعرجة مرصوفة بالحصى تتخللها مربعات، تصطف المتاجر الصغيرة وخيارات رائعة من بارات ومطاعم التاباس، وهي مليئة بالأماكن التاريخية ذات الأهمية مثل كاسا ديل كوردون وباسيو ديل إسبولون وكنيسة سان نيكولاس على سبيل المثال لا الحصر، الشوارع نظيفة والجو الإسباني المريح يجعل المدينة القديمة ممتعة حقًا للتجول.

متحف التطور البشري

يقع متحف التطور البشري (المعروف محليًا باسم Museo de la Evolución Humana) في مبنى حديث يطل على نهر Arlanzón من ضفته الجنوبية، كلما تقدمت إلى الطوابق العليا من المتحف تمضي قدمًا عبر الزمن متابعًا التقدم الذي حققته البشرية، خذ الدليل الصوتي في مكتب التذاكر وتعلم الكثير عن أسلافنا من (Homo antecessor) إلى (Homo sapiens).

بيت كوينتانيلا

يعد (Casa Quintanilla) المكان المناسب للذهاب إليه إذا كنت ترغب في تذوق الوجبات الخفيفة المحلية، تأسست منذ عام 1880 ميلادي في (Calle Paloma) على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من (Plaza Mayor) ستشعر وكأنك قد سافرت إلى الوراء في الوقت المناسب بمجرد دخولك إلى المتجر، تتوفر هنا بودنغ برغش الأسود مورسيلا وجبن برغش الطازج الشهير، ولكنك ستجد أيضًا مجموعة واسعة من النبيذ والزيوت واللحوم المجففة المنتجة محليًا، لا تفوت شوكولاتة كوينتانيلا إذا كنت من عشاق الحلويات.

تاريخ مدينة برغش

مدينة برغش واحدة من المدن الإسبانية الغنية بالفن والعمارة في العصور الوسطى، حيث تقدم مدينة برغش الشمالية لمحة عن إسبانيا القديمة، لكن العاصمة التاريخية قشتالة تتطلع أيضًا إلى المستقبل بمتاحفها الحديثة ومشهد الطهي الشهير والبنية التحتية الحائزة على جوائز.

كانت منطقة برغش في شمال غرب إسبانيا منطقة مستوطنات قبائل سيلتيبيريا المختلفة قبل وصول الرومان، في جميع أنحاء باكس رومانا كان هذا موقعًا لعدد قليل من القرى المتناثرة وبعد سقوط الإمبراطورية أسست قبائل القوط الغربيين الذين جعلوا إسبانيا موطنهم أول مدينة فعلية في القرن التاسع.

في الواقع يشير اسم برغش إلى القرى ويحتفظ اليوم ببعض من الهندسة المعمارية في العصور الوسطى المبكرة بما في ذلك أجزاء من أسوار المدينة القديمة، منذ القرن العاشر كانت المدينة مقر الأسقف الكاثوليكي وفي القرن الحادي عشر أصبحت برغش عاصمة مملكة قشتالة، وكانت تُعرف أحيانًا باسم (Caput Castellae).

لعبت دورًا في سياسات المنطقة على مدى مئات السنين التالية بما في ذلك الحروب مع المغاربة والصراعات بين قوى ليون ونافار وبين قشتالة وأراغون، أصبحت المدينة جزءًا من إسبانيا الموحدة في أعقاب “الاسترداد” وكانت موقعًا لمعركة خلال حروب شبه الجزيرة بين البريطانيين والفرنسيين، في الآونة الأخيرة تم استخدام مدينة برغش كقاعدة لعمليات القوات القومية للجنرال فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينيات.


شارك المقالة: