مدينة بنوم بنه في كمبوديا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Phnom Penh City” وهي عاصمة كمبوديا والمدينة الرئيسية فيها، حيث تتميز المدينة بسحرها الخاص وهدوئها الإقليمي مع القصور الاستعمارية الفرنسية والشوارع التي تصطف على جانبيها الأشجار وسط العمارة الأغنورية الضخمة، كما تحتوي على أكبر مجمع ديني في العالم.

تاريخ مدينة بنوم بنه

أخذت المدينة اسمها من وات بنوم داون بنه المعروفة حالياً ب “وات بنوم أو معبد هيل”، والتي تم بناؤها عام 1373م؛ لإيواء خمسة تماثيل لبوذا على تلة من صنع الإنسان يبلغ ارتفاعها 27 متراً، وكانت هذه التماثيل الخمسة تطفو أسفل نهر ميكونغ في شجرة كوكي وأنقذتهم أرملة قديمة ثرية تدعى داون بنه (الجدة بنه)، وأقامتهم على هذا التل بالذات للعبادة، وكانت بنوم بنه تُعرف سابقاً باسم “Krong Chaktomuk” والتي تعني “مدينة الوجوه الأربعة”، حيث يشير هذا الاسم إلى التقاء، حيث تعبر أنهار ميكونغ وباساك وتونلي ساب لتشكيل علامة “X” حيث تقع العاصمة.

خلال أول احتلال ملكي لبنوم بنه في منتصف القرن الخامس عشر، وضع الملك بوهيا يات أسس المدينة، وأنشأ العديد من الوديان ووضع المدينة على طول الخنادق أو الأنهار التي تقارب مساحة وتخطيط وسط بنوم بنه الحديث، حيث يوجد بناء وات أونالوم على ضفة النهر بالقرب من القصر الملكي، والذي قد يعود إلى فترة ما قبل الملك بوهيا يات، مما يجعله أقدم مؤسسة بوذية معروفة في المدينة.

اكتسبت فرنسا السيطرة الاستعمارية على جزءٍ كبير من البر الرئيسي لجنوب شرق آسيا، بداية من ستينيات القرن التاسع عشر، حيث استولت أولاً على أجزاء من كوشين الصين (جنوب فيتنام) ثم كمبوديا وبقية فيتنام ولاوس، واندمجت أخيراً في عام 1887 في اتحاد محميات يسمى الهند الصينية الفرنسية، حيث دخلت كمبوديا إلى المجال الفرنسي لأول مرة في عام 1863، وسعياً للمساعدة في صد سيام وفيتنام، وتحت ضغط من فرنسا، وقع الملك الكمبودي نورودوم اتفاقية حماية مع فرنسا في أغسطس 1863، وبتشجيعٍ من فرنسا، تم نقل مقر الحكومة رسمياً من أودونغ إلى بنوم بنه عام 1866، عندها فقط بدأت المدينة تأخذ مظهر بنوم بنه الحديث.

كان أول مبنى حجري حديث تم بناؤه هو القصر الملكي، وأفتتح في عام 1870، وبعد ذلك بوقتٍ قصير تم تشييد أول مبانٍ حجرية “على طراز المتاجر الصينية”، وظهرت في البداية على طول ضفاف النهر بالقرب من القصر تصميم المتجر الموجود في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا وفي كل مكان في بنوم بنه، حيث يتميز بصفوفٍ من شقة عميقة وضيقة تتكون من واجهة أعمال مشتركة في الطابق الأرضي وإقامة في الطابق العلوي.

وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر، تجمعت المباني الاستعمارية المبكرة بالقرب من وات بنوم، لكن معظم بقية المدينة كانت مكان مستنقعات من المباني الخشبية والخيزران، وفي عام 1880، اجتاحت الحرائق بشكلٍ دوري أجزاء من المدينة، وتوجها بالنار العظيم في مايو 1894، بعد ذلك أصبح الطوب والأسمنت هو المعيار للمباني الجديدة، حيث شهدت تسعينيات القرن التاسع عشر زيادةً في عدد السكان وتطورٍ سريع، بما في ذلك تجفيف الأراضي الرطبة وإنشاء القنوات والجسور وتوسيع شارع جراند على طول النهر، وإضافة العديد من المباني مثل؛ مكتب البريد ومبنى الخزانة التي لا تزال موجودة حتى اليوم، وامتدت المدينة من الحي الفرنسي حول وات بنوم جنوباً إلى جادة سيهانوك، ومعظمها محصور على بعد بضع مئات من الأمتار من النهر.

السياحة في مدينة بنوم بنه

تعتبر مدينة بنوم بنه إحدى المدن الرئيسية والسياحية في كمبوديا، حيث تقدم العديد من المعالم الثقافية والتاريخية؛ بما في ذلك القصر الملكي والمعبد الفضي والمتحف الوطني، كما تحتوي على مجموعة متنوعة من الخدمات بما في ذلك الفنادق ذات الخمس نجوم وبيوت الضيافة ذات الميزانية المحدودة ومأكولاتٍ عالمية فاخرة، ومحلات المعكرونة على الرصيف وحانات الحي والمراقص الدولية، وتعتبر مدينة بتوم بنه مثل الوجهات السياحية الأخرى في المدن الآسيوية، في خضم تغيرٍ سريع، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، نما عدد المطاعم والفنادق بشكلٍ كبير.

وفي العام الماضي كانت هناك زيادةً كبيرة في عدد الزوار، حيث تم فتح ثلاثة معابر حدودية برية منذ عام 1998م، وهناك الآن رحلات جوية مباشرة يومية من عدة مدن آسيوية، حتى السفر داخل البلاد أصبح أسهل مع تحسن ظروف الطريق تدريجياً، والعديد من شركات الطيران تطير على الطرق المحلية، وخدمة الحافلات المنتظمة إلى المدن الكبرى مثل؛ سيهانوك فيل وكامبونغ شام، حيث أصبحت كمبوديا أسهل للزيارة كل يوم.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: