مدينة بوخارست في رومانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة بوخارست:

مدينة بوخارست هذه المدينة التاريخية التراثية والأثرية الرائعة وهي من أكبر مدن رومانيا وعاصمتها، كما يطلق على بوخارست بأنها مدينة ألف ليلة وليلة، حيث تقع مدينة بوخارست في رومانيا تسمى باريس الصغيرة، ويعود ذلك لوجود قوس النصر فيها، وهي العاصمة الغنية بالتاريخ ويجتمع فيها التاريخ القديم مع الحداثة المعاصرة وتختلط الأساطير مع الحقائق، ممّا يجعلها إحدى أهم وجهات السياحة في أوروبا، وهي العاصمة الغنية بالتاريخ الذي يندمج مع هويتها الحديثة، حيث تكشف المدينة عن هندسة معمارية مذهلة ورائعة حيث المباني البيزنطية والكنائس التي تعود إلى القرن الثامن عشر، إضافة إلى قصر الفن الحديث والحدائق المترامية الأطراف والمتاحف المذهلة.

أين تقع مدينة بوخارست؟

مدينة بوخارست الغنية بالمعالم التاريخية والكنائس العتيقة والقصور والمباني العريقة تقع في رومانيا، كما أنه توجد على ضفاف نهر دامبوفيتا في جنوب شرق السهل الروماني، حيث أنها تشمل الأطراف الشمالية منها سلسلة من البحيرات، إذ تقع في وسطها بحيرة اصطناعية صغيرة يطلق عليها اسم سيسميجيو وتتخذ شكلًا دائريًا ويحيط بهذه البحيرة العديد من الحدائق الجميلة ذات التاريخ العظيم، وتتميز المدينة بمناخها القاري الرطب، كما أنها أكبر مدينة في رومانيا إذ تبلغ مساحتها جوالي 228 كيلو متر مربع، وهي سادس أكبر مدينة في الإتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان.

تاريخ مدينة بوخارست:

مدينة بوخارست التي تضم العديد من المعالم التاريخية التي تعود إلى القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، كشفت الحفريات الأثرية عن وجود أدلة على مستوطنات، يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث إذ كان أول ظهور لها في عام 1459م عندما سُجلت في وثيقة موقعة من قبل فلاد الثالث حاكم والاشيان الذي بنى حصنًا فيها بهدف مقاومة الأتراك الذين كانوا يهددون وجود ولاية والاشيان، وقد تطورت بوخارست بسرعة لتصبح المركز الاقتصادي في والاشيان عندما وقعت تحت السيادة العثمانية وقد أصبحت العاصمة في عام 1659م ،كما بُنيت العديد من الشوارع فيها خلال عهد الأمير قسطنطين برانكوفينو خلال الفترة الممتدة بين عامي 1688م و1714م.

كما أنها سيطرت عليها الفاناريوت في عام 1716م وهم اليونانيون الذين أقاموا في حي فانار في القسطنطينية، إذ لم تعد السلطة في أيدي الأمراء الأصليين، كانت بوخارست مركزًا للإنتفاضة الشعبية بقيادة البطل القومي لوالشيان تيودور فلاديميرسكو في عام 1821م والذي أنهى حكم الفاناريوت، وفي عامي 1848م و1859م أدت الإضطرابات التي حدثت في المدينة إلى توحيد مولدافيا والاشيان، وفي عام 1862م أُعلنت بوخارست كعاصمة للدولة الرومانية، وقد عززت بوخارست مكانتها كأهم مدينة في رومانيا بعد الحرب العالمية الأولى، كما حدث فيها المزيد من التطور بعد الحرب العالمية الثانية، كما بدأ فيها تطور قطاعي الأعمال والصناعة في عام 1948م والذي أدى إلى إقامة العديد من المشاريع واسعة النطاق.

أهم المعالم الأثرية في مدينة بوخارست:

1- البلدة القديمة:

البلدة القديمة التي توجد في مدينة بوخارست يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر التي صمدت أمام الحروب والأحداث الكثيرة، حيث كانت البلدة القديمة مكان إقامة الأمراء الرومانيين على مر العصور وهي واحدة من أقدم المستوطنات في بوخارست ومركز التجارة ومفترق الطرق للمسافرين، وقد تمّ ترميم الكثير من أجزائها وتجديدها ولا سيما المباني التاريخية لكنها لا تزال تحتفظ بطرازها الروماني القديم.

المدينة القديمة في بوخارست تتميز بالعديد من المعالم الأثرية من حيث شوارعها الرائعة ورؤية الفن المعماري والاستمتاع بالتاريخ القديم، كما يمكنك الذهاب لرؤية الزخارف الرائعة والهندسة المعمارية الموجودة في الكنائس القديمة، ولا بدّ من شرب فنجان شاي أو قهوة في أحد المقاهي القديمة التي تعبق فيها رائحة التاريخ والأصالة، ولا ننسى طبعاً زيارة الميدان قرب كنيسة البلاط القديم في البلدة وهو الميدان الذي يضم القصر وصالات الاستقبال والحدائق الشهيرة الممتدة على مساحة كبيرة، فقد تم ترميمها وجعلها منطقة مُغلقة، ولمحبي التسوق يمكن شراء العديد من التذكارات المميزة اليدوية الصنع.

2- قصر فيكتوريا:

قصر فيكتوريا يوجد في مدينة بوخارست الذي يتميز بالبناء الفريد حيث يعود تاريخه إلى عام 1937 وهو من أهم المعالم في بوخارست كما أنه يقع في ساحة النصر، تم بناءه تحت إشراف المهندس المعماري دوبليو ماركو الشهير، القصر بات اليوم مقراً لرئيس وزراء رومانيا وحكومته، علماً أنه تضرر كثيراً خلال الحرب العالمية الثانية وأُعيد ترميمه وأصبح في العام 1990 مقر الحكومة الأولى في رومانيا بعد الشيوعية، كما أنه تم إعلان القصر معلماً تاريخياً عام 2004.

3- قصر البرلمان الروماني:

قصر البرلمان الروماني الذي يوجد في مدينة بوخارست الذي يعتبر من أثقل المباني في العالم بسبب احتواءه على مليون طن من الرخام، قصر البرلمان أو كما يطلق عليه الرومانيون قصر الشعب هو ثاني أكبر مبنى إداري في العالم بعد البنتاغون. يضم المبنى أكثر من 3000 غرفة تمتدّ على مساحة 330،000 متر مربع، وقد تم تشييده من الرخام الصلب علماً أنه تم تدمير جزء كبير من المدينة لبنائه، سجّل هذا القصر أرقاماً قياسية في موسوعة غينيس فهو أغلى مبنى في العالم إذ بلغت تكلفة بنائه نحو ملياري جنيه استرليني، كما يمكنك القيام بجولة سياحية داخل قصر البرلمان لزيارة الغرف الأساسية في المبنى، إضافة إلى القاعات الشاسعة الرائعة كما يمكنك زيارة الشرفة الشهيرة للقصر التي تُتيح مشاهدة مدينة بوخاريست من الأعلى.

4- المتحف الوطني للفنون:

المتحف الوطني للفنون الموجود في مدينة بوخارست الذ يعود تاريخ بناءه إلى عام 1948 الذي يحتوي على فنون العصور الوسطى والحديثة ومجموعة كبيرة من الفن الروماني والفن الأوروبي ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس عشر، حيث تحتوي القاعات المختلفة على أكثر من ألف تحفة فنية بينها لوحات الفنانين الأكثر شهرة في البلاد، يُذكر أن المتحف يحتوي على مجموعات فنية نادرة تم التبرّع بها مع بداية عام 1927 من عائلات نبيلة في بوخارست ويضم المتحف العديد من أعمال الرسامين الرومانيين المشهورين، إضافة إلى قطع مميزة من السجاد التركي والمطرزات.

5- قوس النصر:

قوس النصر يوجد في مدينة بوخارست الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1921، حيث أنه عند بناءه كان يتكون من الخشب ولكن عملوا على ترميمه وتجديدة عام 1936 وأصبح مصنوع من الغرانيت، كما أنه يرمز إلى الانتصار في الحرب العالمية الأولى من قبل القوات الرومانية، حيث تم تصميمه على يد المهندس المعماري بتري انطونيسكو خلال فترة حكم الملك فرديناند الأول والملكة ماريا، الهدف من بناء قوس النصر في رومانيا كان تشييد معلم شبيه بقوس النصر الموجود في العاصمة الفرنسية باريس؛ ولهذا السبب يطلق البعض على بوخارست اسم باريس الشرق، يذكر أن ارتفاع قوس النصر يبلغ 27 متراً.

6- قلعة بران أو قلعة داركولا:

قلعة بران أو قلعة داركولا في مدينة بوخارست التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حيث توجد على تلة محيطة بالأشجار الرائعة والغابات الجميلة، كما أنها تقع هذه القلعة في مقاطعة براشوفا وقد نسجت حولها العديد من الأساطير وتم تصوير الفيلم السينمائي الشهير (لقاء مع مصاص الدماء) فيها، حيث يدور الغموض في هذه القلعة بسبب الكونت فلاد الذي كان يحكم البلاد في العصور الوسطى وكانت القلعة مقر حكمه كان الكونت فلاد معروفاً بدمويته حتى أن الكاتب الإيرلندي برام استوكر كتب عنه روايته الشهيرة دراكولا، ولهذا فإن القلعة تجذب العديد من السيّاح سنوياً ليتعرفوا أكثر على تاريخها.

قلعة داركولا تكشف منطقة بران وطبيعتها الخلابة من خلال مشهد بانورامي جميل، حيث تحكي هذه القلعة عن تاريخ رومانيا في العصور الوسطى، كما أنها تضم العديد من القطع الأثرية التي تعود للعصور القديمة وعدداً من الأثاث والأسلحة والدروع والأشياء الأخرى، لا بدّ أيضاً من زيارة المتحف المفتوح الكائن على قمة القلعة، وهو متحف يحتوي على مجموعة بيوت على الطراز المحلي الريفي الروماني مُجهزة بالكامل بالأثاث ومتطلبات المنزل، الرائع في قلعة دراكولا أنها تسمح لزوارها بالبقاء داخل القلعة لمدة يوم واحد، ولا شك في أن هذه المغامرة تستحق التجربة لا سيما لناحية المكوث وسط التاريخ وغموضه والطبيعة الساحرة وجمالها.

7- المسرح الروماني:

المسرح الروماني يوجد في مدينة بوخارست الذي يعود تاريخه إلى عام 1888 ومن أهم المعالم الرومانية وهو عبارة عن قاعة للحفلات، كما أنه في عام 2007 تم وضعه في قائمة التراث الأوروبي، صمم المسرح المهندس المعماري الفرنسي ألبير جاليرون بنمط كلاسيكي جديد وأضاف إليه بعض اللمسات الرومانسية، ويذكر أن المبنى يضم حديقة صغيرة وتمثالاً للشاعر الروماني ميهلي إيمينيسو وهو مسرح مزخرف يضم قبة كبيرة ويقام فيه مهرجان جورج إينسكو الموسيقي الدولي السنوي، ويعتبر رمزاً للثقافة الرومانية يطغى عليه النمط الكلاسيكي الجديد،مع بعض اللمسات الأكثر رومانسية.

8- كنيسة ستافرو يوليوس:

كنيسة ستافرو يوليوس في مدينة بوخارست التي يعود تاريخه إلى عام 1724م، وهو من أجمل المعالم في بوخارست الرومانية التي تجذب العديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهي كنيسة جميلة ورائعة في بوخارست، حيث تمتاز بتصاميم هندستها المعمارية الرائعة التي تتميز بطراز برينكوفينيس المميز وكذلك مدخلها ذات المنحوتات الرائعة ويصطف على جانبيه الأعمدة الرائعة التي تُعد معلمًا فريدًا من نوعه، كما تضم العديد من اللوحات الجدارية والمنحوتات الحجرية والخشبية المُبهرة التي تُعد مزيجًا من العناصر الرومانية والبيزنطية، فهي محاطة بساحة وحديقة كبيرة مليئة بعدد من القبور يرجع تاريخها للقرن الثامن عشر.

9- المحكمة الأميرية القديمة:

المحكمة الأميرية القديمة في مدينة بوخارست التي تقع في وسط المدينة، وهي من أقدم المحاكم، حيث أنها كانت مكان فخم للأمراء، كما أن الأمير ميرسيا سيونابول عمل على تجديدها وترميمها عدة مرات، حيث قام بالعديد من الإصلاحات في المنطقة المحيطة بها وذلك بإعتبارها النواة التجارية لمدينة بوخارست، فقام سيونابول بإنشاء مجتمع من الحرفيين المهرة، وكنيسة رائعة بجوار القصر وكان المكان المناسب لتتويج الأمراء المتعاقبين.


شارك المقالة: