نبذة عن مدينة بيتش:
كانت المنطقة مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، حيث يرجع تاريخ أقدم الاكتشافات الأثرية إلى 6000 عام قبل العصر الروماني، كما كان يسكن المكان من قبل السلتيين، عندما كان غرب المجر مقاطعة تابعة إلى الإمبراطورية الرومانية وكانت تسمى بانونيا، كما ظهر اسم بيتش لأول مرة في أواخر القرن الحادي عشر، وتحتوي المدينة على ساحة رئيسية كبيرة بها مسجد محفوظ جيداً وهو غازي قاسم باشا، وهي الآن كنيسة روم كاثوليكية، وتم تجديد وترميم كاتدرائية المدينة، التي تأسست في عام 1009 في موقع كنيسة رومانية قديمة.
بيتش هي مدينة قديمة للتجارة والحرف اليدوية، وخلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر كانت أيضاً مركزاً رائعاً للدراسات الإنسانية، كما احتلها الأتراك من 1543 إلى 1686، وأول جامعة في المجر جامعة بيتش، التي أسسها لويس الأول عام 1367 وألغها الأتراك، ولكن تم تغيير اسمها إلى جامعة جانوس بانيونيوس في بيتش وأعيد افتتاحها في عام 1922.
تمتلك بيتش تراثاً غنياً منذ 150 عاماً من الاحتلال العثماني، كما كانت بيتش تاريخياً مدينة متعددة الأعراق، حيث اختلطت العديد من الثقافات، مما خلق بوتقة تنصهر فيها القيم المختلفة، وهي النتيجة الغنية ل 2000 عام من التاريخ، في عام 1998 مُنحت بيتس جائزة اليونسكو مدن من أجل السلام للحفاظ على الأقليات الثقافية، وكذلك لموقفها المتسامح والمساعد تجاه اللاجئين في الحروب اليوغوسلافية، أما في عام 2007 احتلت بيكس المركز الثالث، وفي عام 2008 كانت ثاني مدينة قابلة للعيش.
في عام 2010 تم اختيار بيتش لتكون عاصمة الثقافة الأوروبية إلى جانب إيسن وإسطنبول، وكان شعار المدينة هو المدينة بلا حدود، وبعد استلام اللقب بدأ التجديد الرئيسي في المدينة تم تجديد الأماكن العامة والشوارع والساحات والأحياء والمراكز الثقافية الجديدة وقاعة الحفلات الموسيقية ومكتبة ومركز جديد وحي ثقافي.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة بيتش:
الضريح المسيحي القديم:
تم التنقيب عن أنقاض المدينة الرومانية، ولكن ربما كان الاكتشاف الأكثر إقناعاً هو الضريح المسيحي القديم، حيث تم الكشف عن هذا الضريح في عام 1975 وهو الآن جزء من أحد مواقع التراث العالمي في اليونسكو، وهو أحد المعالم الأثرية العديدة التي تعود إلى القرن الرابع، مثل غيرها من المقابر الموجودة في بيتش.
كما تعتبر كنيسة المقبرة غير معتادة في هذه الفترة، حيث كانت تحتوي على مستويين، الجزء العلوي كغرفة تذكارية وسرداب للدفن، وتحتوي تلك الغرفة أدناه على ثلاثة توابيت رخامية وجدران مزينة بلوحات جدارية صمدت أمام اختبار الزمن، هذه أنماط زخرفية جزئياً، لكنها تُظهر أيضاً سقوط آدم وحواء وشجرة الحياة ودانيال في عرين الأسد.
مركز سيلا:
قبر آخر من أوائل المسيحية لا مثيل له، حيث تم اكتشاف هذه الكنيسة ذات القلاع السبعة بين أربعة وستة أمتار تحت الأرض. يبدو أن البناء قد توقف فجأة، ولا يوجد سجل لأي دفن يجري هنا، التي تحتوي على غرفة دفن القديس بطرس وبولس، والتي تحتوي على قبو مغطى بلوحات جدارية تُظهر بطرس وبولس وهما يشيران إلى حرف واحد فقط للمسيح، بالإضافة إلى حمامة نوح مع غصن زيتون، حيث يُلقى يونان في البحر وآدم وحواء في جنات عدن.
كاتدرائية بيتش:
ازدهرت كاتدرائية بيتش التي بُنيت على أسس كنيسة مسيحية مبكرة من القرن الرابع خلال فترة حكم بيتر أورسيولو في منتصف القرن الحادي عشر، كما يحتوي المبنى على العمارة القوطية وعصر النهضة والعمارة الرومانية الجديدة، بالإضافة إلى أثار من العصر العثماني عندما أصبحت مستودعاً، ويعود تاريخ معظم الواجهة إلى ترميم رومانيسكي جديد في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بناءً على خطط القرن الحادي عشر.
كما أن أقدم جزء من الكاتدرائية هو الكنيسة السفلية، حيث يوجد فيها تمثال من الرخام الأبيض لأسقف القرن التاسع عشر ناندور دولانسكي، الذي بدأ مشروع الترميم، أيضاً لا غنى عن الكنائس الصغيرة في الكاتدرائية، حيث توجد لوحات جدارية مؤثرة لكارولي لوتز وبرتالان سيكيلي، كما قام الأخير بطلاء جدران ماري وسانت مور بصور من لحظات شهيرة في التاريخ.
مسجد باشا قاسم:
هو تذكير صارخ في الاحتلال العثماني لبيتش لمدة 150 عاماً في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كما تم تشييد مكان العبادة هذا في عام 1580، وعلى الرغم من هدم مئذنته بعد عقود قليلة من استعادة آل هابسبورغ المدينة في بداية القرن الثامن عشر، وتم تحويل الهيكل الرئيسي المثمن للمسجد ببساطة إلى كنيسة كاثوليكية، حيث يحمل المبنى سمات العمارة العثمانية في الزخرفة الجصية و الأبلق متناوبة صفوف من الحجر الداكن الفاتح على أقواسه، بالإضافة إلى النقوش القرآنية الرائعة على الجدران، كما إن أواني الماء المقدستين هما حمامان سابقان لباشا بيكس الذي أقام في الجوار.
المتحف الأثري:
يقع المتحف الأثري في نصب تذكاري باروكي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر في ساحة سزيشيني، كما يوجد في الفناء شواهد وتوابيت تم العثور عليها من العديد من الحفريات الرومانية حول المدينة، وأحد المعروضات البارزة في صالات العرض هو مادونا، وهو معبود من العصر الحجري الحديث لامرأة عمرها حوالي 6000 عام، ويوجد العديد من القطع الأثرية من العصر البرونزي التي يعود تاريخها إلى 3000 عام وتم العثور عليها في مستوطنة على تل جاكاب ليست بعيدة، أيضاً هناك واحدة من أكثر القطع غرابة هي إناء من العصر البرونزي على شكل طائر من زوك.
الكنيس اليهودي:
نما المجتمع اليهودي في المدينة بشكل مطرد منذ القرن الثامن عشر، وبحلول الثلاثينيات كان عدد المصلين في هذا الكنيس 4000 شخص، ولكن بعد عمليات الترحيل والمحرقة التي تضاءلت إلى أقل من 300 في اليوم، الكنيس الذي يعود تاريخه إلى عام 1869 يجمع بين التصميم الكلاسيكي الحديث والتصميم المغاربي، ويُقرأ النقش الموجود على الواجهة فوق الساعة بيت الصلاة لجميع الأمم، وهو اقتباس من سفر إشعيا، وأحد ادعاءات شهرة المبنى هو أن أورغنه كان أول عمولة لشركة تصنيع الأرغن الرئيسية جوزيف أنجستر التي تم تركيبها في العام الذي اكتمل فيه الكنيس اليهودي في عام 1869، كما تحتوي هذه الأداة الرائعة على دليلين و 24 مسجلاً وأكثر من 1530 أنبوباً.
حمام باشا ميمي:
تم هدم حمام باشا ميمي عام 1880، وهو أقدم حمام تركي منذ فترة الإمبراطورية العثمانية باقٍ في بيتش، كما أن هناك يوجد معرض مصاحب للقطع الأثرية، ويقدم هذا المعرض معلومات حول أعمال التنقيب في حمام باشا ميمي، وكذلك إطلاع الزوار على المنتجعات التركية داخل المجر، على الرغم من استخدامه كمسكن على الطراز الباروكي بعد عام 1880، فقد تم التنقيب في هذا الموقع في السبعينيات، تم إعادة البناء الجزئي لمنطقة الحمام بالإضافة إلى جدران السبا التي أعيد بناؤها والتي يتم عرضها.