مدينة بيران في سلوفينيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة بيران:

في حقبة ما قبل الرومان كانت التلال في منطقة بيران مأهولة من قبل قبائل الهستري الإيليرية الذين كانوا مزارعين وصيادين، كما كانوا قراصنة قاموا بتعطيل التجارة الرومانية في شمال البحر الأدرياتيكي. تم دمج شبه جزيرة بيران في الإمبراطورية الرومانية في 178 و177 قبل الميلاد. دفع انهيار الإمبراطورية الرومانية من القرن الخامس الميلادي فصاعداً وتوغلات الآفار والسلاف في نهاية القرن السادس السكان الرومان إلى الانسحاب إلى مواقع يسهل الدفاع عنها مثل الجزر أو شبه الجزيرة.

وبحلول القرن السابع أصبحت تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وأصبحت بيران شديدة التحصين. على الرغم من الدفاعات غزا الفرنجة استريا عام 788 واستقر السلاف في المنطقة، وبحلول عام 952 أصبحت بيران جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. أقدم السجلات الموثوقة للمنطقة هي في القرن السابع ويرجع أصل اسم المدينة على الأرجح إلى الكلمة اليونانية بيروس، والتي تعني أحمر بسبب أحجار الذباب المحمر التي توجد عادة في منطقة المدينة.

بالإضافة إلى أن المدينة أصبحت تحت حكم جمهورية البندقية من عام 1283 إلى 1797، وكانت تحكم نفسها بشكل شبه ذاتي، ولكن بمساعدة العديد من المحليين النبلاء مع مندوب من البندقية، أما أواخر العصور الوسطى عملت على تصدي هجمات القراصنة والعديد من الأعداء، وفي عام 1558 أصيبت المدينة بوباء شديد أدى إلى مقتل الكثير من السكان، وفي العقود الأخيرة من حكم البندقية تعرضت المدينة إلى الانحطاط بسبب المنافسة مع ميناء ترييستي النمساوي القريب.

تأثرت بيران بشدة بجمهورية البندقية والنمسا والمجر، لذلك تختلف الأثار بشكل كبير عن تلك الموجودة في الأجزاء الداخلية من سلوفينيا، حيث شيدت أسوار بلدة بيران لحماية المدينة من الغارات الإمبراطورية العثمانية، ولا تزال أجزاء كثيرة من أسوار المدينة من عصور مختلفة، أما في وسط المدينة توجد الساحة القديمة مع نصب تذكاري ومنزل تاريخي الذي تم ذكره لأول مرة في عام 1384، وواحد من أقدم المباني في المدينة والقصر البلدي وعلى التل فوق المدينة توجد أكبر وأهم كنيسة وهي كنيسة القديس جورج وبالقرب منها دير فرنسيسكان.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة بيران:

قاعة المدينة:

تم بناؤه في موقع مبنى مجلس المدينة المصمم على الطراز الروماني القوطي من القرن الثالث عشر والذي بناه الفينيسيون. فقط ما تبقى اليوم من قاعة المدينة القديمة هو التمثال الحجري المحفور لأسد مجنح على واجهة قاعة المدينة يحمل كتاباً مفتوحاً، الكتاب المفتوح يعني السلام وحرب واحدة مغلقة.

منزل البندقية:

منزل البندقية هو واحد من أقدم المباني وأكثرها لفتا للانتباه في بيران، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، كما إنه مثال رائع للهندسة المعمارية والعمارة القوطية لمدينة البندقية ويضم شرفة قوطية جميلة، وهو مبنى أحمر جميل في ساحة تارتيني. ووفقاً للأسطورة تم بناء المبنى من قبل تاجر ثري من البندقية لعشيقته فتاة فقيرة من بيران، كان قد التقى بها خلال زيارته إلى بيران، وغني عن القول أن الجمهور لم يكن في ذلك الوقت مؤيداً لهذه العلاقة، وكان يثرثر عليها، لذلك حصل التاجر على نقش على واجهة المبنى باسم لاسا بور دير، مما يعني دعهم، ويشير إلى أنه لا يأبه بأحاديث الناس الذين استاءوا من علاقتهم.

بيت ترتيني:

هو أحد أقدم المنازل المحفوظة في ساحة تارتيني، وقد تم بناؤه في الأصل على الطراز القوطي وتم تجديده بلمسة كلاسيكية. كان المنزل هو المكان الذي ولد فيه عازف الكمان الشهير جوزيبي تارتيني، في الطابق الأول من المبنى توجد غرفة تارتيني التذكارية التي تضم ممتلكات تارتيني، بما في ذلك كمان تارتيني ومعروضات تصور حياة الفنان، كما يضم المبنى مكتب المجتمع الإيطالي وهو مكان للفعاليات الثقافية وورش العمل الفنية.

كنيسة القديس بطرس:

بجانب بيت ترتيني توجد كنيسة القديس بطرس التي تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي أقدم كنيسة في بيران. كما يوجد على الواجهة فوق المدخل لوحة تصور مشهد تسليم المفاتيح للقديس بطرس، أما التصميم الداخلي بسيط مع أعمال فنية مغطاة بالوردي والأبيض على السقف.

دير الفرنسيسكان:

توجد كنيسة القديس فرنسيس بجوار دير الفرنسيسكان، ويعود تاريخ كلاهما إلى عام 1301، كما تضم كنيسة القديس فرنسيس بعض اللوحات المهمة من القرنين السابع عشر والثامن عشر، أما الدير يحمل الأحداث الموسيقية لجو هادئ وصوتيات جيدة.

برج الجرس:

يعود تاريخ برج الجرس أو مبنى كاتدرائية سانت جورج إلى القرن السابع عشر ويسيطر على أفق المدينة، كما أن برج الجرس هو نسخة طبق الأصل من سان ماركو كامبانيل في البندقية إيطاليا، وهو شهادة على أوقات حكم البندقية، حيث يوفر التسلق إلى قمة البرج إطلالات رائعة على أسطح المنازل في مدينة بيران والامتداد الأزرق للبحر وراءها.

جدران بيران:

كانت مدينة بيران محاطة بجدران تحصينات يعود تاريخها إلى القرن السابع، ومعظمها محفوظ جيداً ولا يزال على حاله حتى الآن، أسوار المدينة على طول الساحل الجنوبي للمدينة مثيرة للإعجاب ويمكن رؤيتها من ساحة تارتيني أو أفضل بكثير من برج الجرس سانت جورج، كما يمكننا أيضاً تسلق هذه الجدران للحصول على بعض المناظر الرائعة للمدينة على طول ساحل البحر الأدرياتيكي، وكان الدخول إلى المدينة من خلال بوابات المدينة السبعة المحفوظة جيداً أيضاً، ويمكن استكشافها في نزهة حول المدينة.

الميدان القديم:

ساحة الأول من مايو كما تسمى أيضاً، وهي عبارة عن ساحة صغيرة تحيط بها المقاهي والمطاعم الجذابة وتعد الساحة أيضاً مكاناً للعديد من العروض الموسيقية والمسرحية التي تقام خلال أشهر الصيف. تم بناء الساحة في الأصل كخزان مياه بعد مشروع عام 1775، حيث يمكننا العثور على مواسير تربط أسطح المباني المحيطة بالصهريج في الساحة، كما يحيط بمدخل الساحة تمثالان استعاريان يمثلان القانون والعدالة.

من ساحة الأول من مايو هناك الأزقة الضيقة والمنازل المكدسة وجدران الحجر الجيري الخارجية ذات المظهر البالي، حيث تتناقض تماماً مع الداخل المليء بالراحة والرفاهية. وامتدت معظم المنازل على الأزقة لتشكل مداخل مقنطرة وهناك العديد من المقاهي ومحلات بيع التذاكر مخبأة في هذه الأزقة.

كنيسة سيدة الصحة:

تهيمن كنيسة سيدة الصحة المعروفة أيضاً باسم كنيسة القديس كليمنت على الساحة الواقعة في شبه الجزيرة، كما يوجد بالكنيسة منارة تسمى منارة بونتا، والتي تعمل أيضاً كبرج جرس الكنيسة. كنيسة سيدة الصحة يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر.

منارة بيران:

هي من أبرز المعالم الأثرية في المدينة وأهمها والوحيدة من نوعها، التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1874 ميلادي، حيث كانت جزءاً من أسوار المدينة، كما تتميز بوجود ممر دائري وتضم في الداخل ثلاثة غرف صغيرة، كانت تستخدم من قبل الحراس، وتم بناءها من الحجر الأثري، أما الآن فهي مفتوحة للزوار للتعرف على تاريخها والاستمتاع أيضاً بإطلالة ساحرة على الخليج والمنطقة المحيطة.

شارك المقالة: