مدينة ترير في ألمانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة ترير:

مدينة ترير من المدن القديمة في ألمانيا ومن أفخم المدن في الحضارة الألمانية وهي مدينة القرون الوسطى في جبال الألب، تم تصميمها من قبل الرومان في القرن الاول قبل الميلاد، حيث كانت مطرانية ترير تسيطر على الأرض من خلال الحدود الفرنسية على نهر الراين وكان لرئيس أساقفة ترير أهمية كبيرة بإعتبارهم أحد الناخبين السبعة من الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

مدينة ترير هذه المدينة الساحرة التي تتميز بالجمال تعد مكاناً جاذباً من قبل السياح من جميع أنحاء العالم وخاصةً الذين لهم  فضول لمعرفة تراث الحضارة الرومانية التاريخية، ترير كما أنها مكان ولادة الفيلسوف الألماني الكبير كارل ماركس، مدينة عريقة القدم شيدها الرومان 16 عاما قبل الميلاد، اذ تجمع المدينة عدداً من أقدم ما تركته الحضارة المذكورة على الاطلاق. ويعتبر كثير من المؤرخين أن ترير هي أقدم مدينة ألمانية على الإطلاق.

أين تقع مدينة ترير؟

مدينة ترير المدينة الغاية في الجمال التي تعتبر من رابع أكبر مدينة في ولاية راينلاند بالاتينات، حيث أن موقعها الجغرافي المهم التي جعلها مركز تجاري وإداري تقع في الجهة الجنوبية من ألمانيا. عدد سكّانها حسب إحصائيات عام 2016 حوالي 114.914 نسمة. وتقع المدينة عند ملتقى ثلاث دول، هي: ألمانيا، فرنسا، ولكسمبورغ في منطقة خضراء جميلة، وتقع في نفس الوقت عند منبع نهر الموزيل، حيث تقع جغرافياً حسب خطوط الطول والعرض على خط عرض 49.76 وخط طول 6.64، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 141م.

مدينة ترير التي تعتبر من أهم المدن في ألمانيا التي تمثل الحضارة الألمانية، حيث أنها تشهد الكثير من المهرجانات الكبيرة، كما أن المدينة لها طابع رياضي مميز من خلال إقامة عدد من سباق رالي السيارات منذ عام 2000، ضمن مقاطعة راينلاند-بفالز التي عاصمتها مدينة ماينز وعلى الضفة اليمنى من نهر موسيل، وتحيط بالمدينة العديد من السفوح الجبلية كجبال موسيل، وإيفل، وهنسرك، شرق الحدود مع لوكسمبورغ مباشرة.

تاريخ مدينة ترير:

مدينة ترير هذه المدينة الرومانية الجميلة التي لها تاريخ قديم وعريق، حيث أنها تحتوي على الكثير من الأثار الرومانية، وحسب التاريخ المسجل من القرن الثاني عشر حيث تم تأسيس المدينة من قبل أمير يسمى تربيتا من أشور ويقال أن والدي تربيتا هم نينوس وهو ملك آشوري أسطوري اخترعها الإغريق والأم وهي زوجة نينوس السابقة لسميراميس كانت مجهولة وكانت سميراميس قد سيطرت على المملكة بعد وفاة نينوس وإضطرت إلى نفي تربيتا وتخبط كثيرًا في أوروبا قبل أن يستقر في ترير ويقال أن جسده حرق في بيترسبرج.

كما كانت ترير مقر إقامة الإمبراطور الروماني ومسقط رأس القديس أمبروز. كما أنها لعبت دورًا مهمًا في التاريخ منذ العصر الروماني، إذ تضم العديد من الأثار الرومانية، وقد أُسست في أغسطس عام 15 قبل الميلاد، كما أنها أصبحت عاصمة لمقاطعة بيليكيا الرومانية، ثم أصبحت عاصمة لمقاطعة الغال التي عُرفت فيما بعد باسم تريفيري. وفي القرن الرابع أصبحت ترير واحدة من أكبر خمس مدن معرفة في العالم وكان يبلغ عدد سكانها 75000 وربما وصل إلى 100000، وقد تم توثيق البوابة السوداء منذ هذا العصر.

خلال حكم الإمبراطورية الرومانية وصل عدد سكانها حوالي الخمسين ألف نسمة، كما أصبحت في عهدهم مركزًا تجاريًا رئيسيًا، وقد كان النبيذ من أكبر منتجاتهم التجارية، كما كانت المدينة مقرًا لإقامة الأباطرة الغربيين منذ عام 1959م إلى أن سيطر عليها الفرنجة. خضعت المدينة لحكم الأساقفة خلال القرن الرابع الميلادي، وقد ازدهرت في عهدهم كمركز تجاري وثقافي، وكانت مقرًا لجامعة منذ عام 1473م حتى احتلها الفرنسيون في عام 1797م، كما كان رئيس الأساقفة في المدينة من العلمانيين، وقد تنازل عنها لفرنسا رسميًا في عام 1801م بعد عقد معاهدة لونيفيل.

كما مُنحت المدينة في مؤتمر فيينا الذي عقد في عام 1815م إلى روسيا، وحُددت أراضيها من نهر الراين إلى نهر ناسو، وفي عام 1866م انتقلت المدينة إلى روسيا، إلا أنها خضعت لحكم الأساقفة مرة أخرى في عام 1821م، كما احتلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، وتعرضت لأضرار كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية. فترة العصر الحجري الحديث تمثل المرحلة الأولى لوجود الإنسان في المنطقة حول مدينة ترير، وشهدت المدينة ازدهاراً كبيراً في مختلف المجالات، في عهد القائد الروماني يوليوس قيصر الذي حكم المدينة في الفترة من 58-50 ق.م.

عمل الرومان على بناء مدينة ترير الجديدة وكانت تعرف بمدينة أوغوستا. حيث أنها كانت المقر الأساسي للكثير من القادة الومانيين وكان يطلق عليها اسم روما الثانية. كما أن التاريخ المسجل يتحدث عن إخضاع الإمبراطورية الرومانية لتريفري في القرن الأول قبل الميلاد وإنشاء أوغسطا تريفيرورم، وقد تميزت باسمها عن باقي مدن الإمبراطورية لتكريمها لأول إمبراطور أوغسطس، وأصبحت المدينة فيما بعد عاصمة لمحافظة بيلجيس جاول بعد إصلاحات دقلديانوس.

مدينة ترير بسورها الضخم الذي تم إنشاءه عام 180 عمل على حمايتها من الأعداء ولكنه سقط عدة مرات خلال الحروب. في القرن الخامس، وكانت ترير تحت الحكم الفرنجي وأصبح الحكم كاثوليكيًا، أحبط هذا من قبل الفايكنج الذين احتلوا المدينة ودمروا العديد من الكنائس والدير مُنهين هذه الفترة من التاريخ. وبالقرب من الحدود الفرنسية كانت لأثار حرب الثلاثين عامًا أثار قاسية على المدينة، وقد تولّى الفرنسيون كامل المنطقة ووصل نابليون إليها عام 1804. وفي عام 1818 ولد كارل ماركس في ترير. وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت المدينة حامية فرنسية، والحرب العالمية الثانية أسفرت عن مزيد من الدمار، ومع ذلك نجا الكثير من المدينة من كل هذا.

وصف مدينة ترير الألمانية:

مدينة ترير التي تتميز بأنها أقدم المدن الألمانية، مدينة ترير هذه المدينة الرومانية الجميلة التي لها تاريخ قديم وعريق، حيث أنها تحتوي على الكثير من الأثار الرومانية وحسب التاريخ المسجل من القرن الثاني عشر، كما تعد المدينة منطلق لجامعة ترير التي تم تصميمها في عام 1970م، كما أن موقعها المهم التي تجمع بين الطرق المائية والبرية والسكك الحديدية الموجودة عالحدود الألمانية، كما تعد الطريق التجارية للمناطق المحيطة بها، كما تعد صناعة المنتجات الغذائية والمنسوجات والأدوات الدقيقة بالإضافة إلى الخمور هي المنتجات الصناعية الرئيسية في المدينة.

بالإضافة إلى الأثار القديمة الموجودة في المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن 2م مثل بوابة تورا نيجرا المحصنة، وأيضاً الحمامات الرومانية التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن 4م التي تحتوي على مدرج رائع وغرفة عرش الأباطرة الرومان، والكاتدرائية التي تعود جميعها إلى القرن الرابع الميلادي، كما أنها تعد مقرًا لرأس القديس أمبروسيوس الذي نشأ على يده القديس أوغسطين، والفيسلوف السياسي والإشتراكي الألماني كار ماركس.

كما أن مدينة ترير التاريخية تحتوي على الكثير من الكنائس القديمة والمهمة التي يعود تاريخها إلى عام 1235م مثل كنيسة السيدة العذراء، بالإضافة إلى الكنائس التي يعود تاريخها إلى القرن 13 مثل كنيسة القديس غانغولف وكنيسة دير القديس ماتياس التي تعود إلى الفترة بين عامي 1127م و1160م، وغيرها العديد.


شارك المقالة: