مدينة دينانت في بلجيكا

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن مدينة دينانت:

هي مدينة تاريخية تقع بشكل مذهل على طول المنحدرات الحجرية الرائعة بالقرب من ملتقى نهري ميوز وليسي، كما استقرت منطقة دينانت منذ عصور ما قبل التاريخ، ويأتي اسم المدينة من الكلمة السلتية والتي تعني الوادي المقدس، لا سيما وأنها تعتبر القلب السياحي لمدينة والوني، حيث تعمل دينانت كمحور رئيسي لها، خلال الفترة الرومانية كانت منطقة كوندروز، حيث تقع دينانت أعلى كثافة لفيلات جالو رومان في بلجيكا، وأسس القديس ماتيرنوس أول أسقف لكولونيا وهو مصلى في دينانت في أوائل القرن الرابع.

قام الفرنجة بسك العملات المعدنية في دينانت منذ القرن السادس، وهو نشاط تمت متابعته جيداً في العصور الوسطى، وهي مسقط رأس القديس مونولف عام 549-597 الأسقف السابع لتونجيرين ماستريخت ومؤسس كنيسة لييج في دينانت ابن اللورد المحلي المسمى رانداس.

في عام 870 قامت معاهدة ميرسن بتقسيم الدولة الكارولنجية بين تشارلز الأصلع من غرب فرانكس ولويس الألماني من شرق فرانكس، حيث قسمت دينانت إلى جزأين: أحدهما مخصص لمقاطعة نامور والآخر لأسقفية لييج، وسرعان ما أصبح أمير أسقفية، أما في عهد الإمبراطور أوتو الثالث (980-1002) تم إعفاء دينانت من أي ضريبة للسلع المباعة في الأسواق، كما تخصصت المدينة في إنتاج الأواني النحاسية المعروفة حتى يومنا هذا باسم العشاء، وأصبح صانعو النحاس من دينانت الأكثر شهرة في وادي ميوز.

نبذة عن تاريخ مدينة دينانت:

غزا الفايكنج الدنماركيون المنطقة ونهبها في القرن التاسع، مما دفع دينانت إلى رفع تحصيناته الأولى، حيث يرجع أقدم ذكر مكتوب للقلعة الموجودة على الجرف فوق المدينة إلى عام 1040، عندما أعاد نيتارد أمير أسقف لييج، كما منح الإمبراطور الروماني المقدس هنري الرابع (1050-1106) معظم الحقوق على دينانت إلى إمارة لييج، لكن مقاطعة نامور احتفظت ببعض هذه الحقوق.

على الرغم من صغر حجمها تتمتع دينانت بتاريخ حافل بالحيوية، كما كانت المدينة البؤرة الاستيطانية الجنوبية للرابطة الهانزية القوية والوحيدة في وادي ميوز، ولكن منذ انقسام الإمبراطورية الكارولنجية وعلى مدى 900 عام تالية كانت دينانت جيباً لأسقفية أمير لييج تقع في وسط ما أصبح لاحقاً بورغونديان، ثم هابسبورغ هولندا، وكان هذا الموقف الاستثنائي مصدر نزاعات لا حصر لها مع مركز نامور ومقاطعة دوقية لاحقاً لوكسمبورغ، لهذا السبب فإن منطقة دينانت بها حصون من القرون الوسطى أكثر من أي مكان آخر في البلدان المنخفضة.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة دينانت:

قلعة دينانت:

تعد قلعة دينانت الرائعة التي تقع فوق المدينة واحدة من أقوى القلاع في أوروبا، حيث يعود تاريخ بناءها إلى القرن الحادي عشر وتم بناءها لتكون حصن دفاعي عن المدينة، وتحتوي القلعة على حديقة مُدرّجة ذات تشكيل رائع وتعتبر من أكثر المواقع الطبيعية جمالاً في بلجيكا، وقد صُنفت باعتبارها واحدة من مواقع التراث الرئيسية في أوروبا، ومبنى القلعة مصمم على طراز عصر النهضة المعماري، وحدائق القلعة لها طابع رسمي وتاريخي رائع، وتعتبر القلعة نسخة مصغرة من قلعة فرساي في فرنسا.

كاتدرائية القديس أوبين:

تقع كاتدرائية القديس أوبين في وسط ساحة القديس أوبين، ويعود تاريخ هذا المبنى الكلاسيكي ذو القبة الفخمة إلى عام 1751-1767 وقد بناها قايتانو بايزوني من ميلانو في موقع كنيسة سابقة من القرن الحادي عشر، كما يوجد على اليمين متحف الأبرشية وخزانة الكاتدرائية، وتُعرض على الشاشة الأواني الليتورجية والأثواب والنحت وأعمال الصاغة، وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى مذبح محمول من القرن الثاني عشر من كونتات نامور مع زخرفة عاجية، وتاج ذخائر فيليب النبيل نامور الذي يقال إنه يحمل أشواكاً من تاج آلام المسيح، وكانت هدية من شقيق فيليب هنري القسطنطينية.

كنيسة نوتردام والخزينة:

تحتوي الخزينة على كنز من دير أويني، والذي استحوذ على الدير في عام 1818، كما كانت أرقى قطعه من عمل الصائغ باتر هوغو فون أوينييس الذي عاش في الدير خلال القرن الثالث عشر، حيث هناك قطعتان رائعتان من الإشادة الخاصة لا يجب أن تفوتهما: غلاف إنجيل عام 1230 من ترير مزين بأعمال المينا، وكأس جيل دي والكورت عام 1238.

تقع كنيسة نوتردام التابعة للدير إلى الشرق من الخزينة، كما تحتوي هذه الكنيسة الباروكية التي تم ترميمها بين عامي 1750 و 1756، على الأثار الجنائزية لكونت فيلهلم الأول وفيلهلم الثاني من نامور في سردابها.

قرية فوسيس لا فيل:

قرية فوسيس لا فيل على بعد 20 كيلومتراً غرب نامور، استوطنها في الأصل السلتيون وفي العصر الروماني كانت تسمى فوسا، كما أسس المبشر الأيرلندي فويلن ديراً هنا حوالي عام 650، تم تدميره في القرن العاشر، ومع ذلك في القرن الحادي عشر عندما تم جلب رفات القديس فويليان إلى هنا، تم البدء ببناء كنيسة جديدة، حيث لم يبق من هذا سوى البرج والجوقة والقبو، وهو الأقدم في بلجيكا، كما أعيد بناء ما تبقى من كنيسة القديس فويليان في القرن الثامن عشر.

قلعة فرانك واريت:

بالقرب من بلدة فرانك واريت على بعد 13 كيلومتراً شمال شرق نامور، تقف القلعة المهيبة التي تحمل نفس الاسم والتي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، ولكنها امتدت إلى حد كبير في القرن الثامن عشر على طراز لويس الخامس عشر، كما تم تجميع المباني حول فناء داخلي يتم الوصول إليه عبر جسر متحرك، وتوجد الغرف المفروشة بشكل فاخر المليئة بمفروشات بروكسل الجميلة والخزف النادر واللوحات الهولندية الفلمنكية، كما توجد خارج القلعة حدائق واسعة، بما في ذلك حديقة فرنسية تم إنشاؤها لأول مرة في القرن السابع عشر وحديقة إنجليزية من القرن الثامن عشر.

شاتو دي سبونتين:

عبارة عن قلعة رائعة ذات خندق مائي وواحدة من أفضل القلاع الأثرية في المدينة، كما تم بناء القلعة في موقع يعود إلى القرن الثاني عشر، امتد إلى قلعة محصنة في القرن الرابع عشر وأعيد بناؤه على طراز عصر النهضة في القرن السادس عشر، أما في عام 1622 تمت إضافة أماكن العمل المجاورة للفناء، حيث توجد نوافير جميلة من الحديد المطاوع من القرن التاسع عشر، كما تقع في وادي بالقرب من بلدة سبونتين الصغيرة على بعد 11 كيلومتراً شمال دينانت.

كنيسة السيدة العذراء:

هي من أبرز المعالم الأثرية في المدينة والتي تتميز بموقعها، حيث أنها تتطل مباشرة علي نهر الميز ويوجد خلفها منحدرات صخرية تشكل أجمل المناظر، ويعود بنائها إلى القرن الثالث في العصر الروماني، ولكن قد تحطمت وانهارت كاملة وتم بنائها ثانية في القرن السادس عشر على شكل جديد يمثل فيها فن العمارة القوطية فنجدها من الخارج لها قبة مرتفعة مستديرة، بالإضافة إلى الأيقونات القديمة والتماثيل الصغيرة التي تملؤها.

كهف هان:

هو من الكهوف الرائعة التي توجد في المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري وبداية الخليقة، وفيه سوف تري الصخور المتراكمة بعوامل تعرية السنين، كما يمثل رؤية ممتعة في تخيلك كيف كان يعيش البدائي القديم في ذلك المكان المظلم فذلك المكان يوسع نطاق الفكر وخاصة للأطفال.


شارك المقالة: