مدينة سكاريا في تركيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة سكاريا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة تركيا، وتعد المدينة من أجمل المدن في الدولة، حيث تقع في الشمال الغربي من تركيا، وتقع المدينة على مسافة 305 كيلومترات عن العاصمة أنقرة، حيث يسيطر موقع المدينة الواقع على ساحل البحر الأسود وجزيرة مرمرة على الطقس، حيث يعتبر الطقس معتدلاً رطبًا وممطرًا، ويكون الطقس حار في فصل الصيف، ومناسب للسياحة، وفي فصل الشتاء يكون الجو ممطرًا وباردًا.

مدينة سكاريا

الأرض الممتدة نحو ساحل البحر الأسود، على جانبي النهر المسمى نفسه الذي يصب في هذا البحر هي مدينة سكاريا، التي تقع في وسطها سهل أدابازاري الخصب، ويبدو هذا المرج الواسع في وسط المنطقة وكأنه جزيرة محاطة بفروع الأنهار المغذية، وفي هذه المقاطعة المليئة بالجمال الطبيعي يوجد موقع ساحر لبحيرة سبانجا، على بعد 5 كيلومترات جنوب (Adapazari)، وإذا توقفت عند غابة (Arifiye) في المقاطعة، والتي تعد مكانًا رائعًا للراحة، فمن الممكن أن ترى المناظر الطبيعية الجميلة لبحيرة (Sapanca)، وإلى جانب الإطلالة البانورامية يوفر هذا المكان فرصًا لممارسة الرياضات المائية ويمتلك مرافق إقامة راقية.

إلى الشمال يقع منتجع (Karasu) وهو منتجع سياحي جذاب آخر، على بعد 67 كيلومترًا من (Adapazari)، وتقع هنا الشواطئ الرملية الذهبية على طول ساحل البحر الأسود، وهي منطقة عطلة رائعة بها العديد من المؤسسات السياحية، و(Akyazi) على مسافة 29 كيلومترًا هو مركز علاج حراري متميز للعديد من الأمراض، إلى جانب ينابيع (Tarakli) الحرارية، حيث تمتد الخلفية التاريخية لمدينة سكاريا إلى عام 378 قبل الميلاد، ومن أهم الآثار الموجودة هنا جسر جستنيان التاريخي (بش كوبرو) الذي بناه الإمبراطور البيزنطي جستنيان في عام 533 ميلادي، حيث يبلغ طوله 429 مترًا ويحتوي على ثمانية جسور مقوسة وهو مشهد مثير للاهتمام لمحبي التاريخ.

في 17 من شهر أغسطس في عام 1999 ميلادي، في الساعة 03:02 صباحًا بالتوقيت المحلي، ضرب زلزال مدمر (7.4 على مقياس ريختر) مدينة سكاريا عندما كان الناس نائمين وقتل الآلاف من المواطنين تاركين أكثر من 50.000 بلا مأوى، ومدينة ازمير ومدينة يالوفا ومدينة بورصة ومدينة بولو ومدينة اسطنبول كان بين المدن الأخرى التي تضررت من هذا الزلزال.

المعالم السياحية في مدينة سكاريا

اكتسبت مدينة سكاريا ومدينة أدابازاري أهمية كبيرة في عصر الإمبراطورية العثمانية بسبب موقعها المهم على طريق الحرير التاريخي، ناهيك عن الآثار البيزنطية التي لا تزال قائمة حتى الآن مثل المعابد البيزنطية والرومانية، بالإضافة إلى الآثار العثمانية، حيث يعود تاريخها إلى عصر العمارة معمار سنان، ومن هذه الآثار نذكر:

جسر بايزيد الثاني

إنه جسر مصنوع من أحجار كبيرة مقطوعة تم بناؤه فوق نهر (Sakarya) في الجزء الذي يربط بين منطقة (Alifuatpaşa) ومنطقة (Geyve)، حيث بني الجسر على طراز القوس المألوف تمامًا مثل الجسور الأخرى التي يعود تاريخها إلى بداية الإمبراطورية العثمانية، حيث يعود وقت بنائه إلى عهد السلطان بايزيد الأول عام 1495 ميلادي.

جسر جستنيانوس جستنيانوس كوبرسو

يعود هذا الجسر إلى عصر الإمبراطور البيزنطي جستنيانوس (558-560 م)، والآن يبلغ عمر الجسر حوالي 15 قرنًا، ويعتبر من أقدم وأطول الجسور التاريخية في تاريخ المنطقة، حيث تم بناؤه من الحجر المقطوع وتم بناؤه على أساس نظام الجسر المقوس، وهذا الجسر لا يزال يعمل حتى يومنا هذا، ويبلغ طول الجسر أكثر من 365 مترًا ويتكون من 12 قوسًا و 7 أحزمة حجرية، وتم بناؤه باستخدام قواعد حجرية ضخمة يمكنها تحمل تدفق المياه وكذلك الأحمال التي تمر فوقه، ويمر نهر سكاريا تحت الجسر حيث يمتد النهر من جبال أفيون ويتدفق إلى البحر الأسود.

قلعة هارمانتيب

هي قلعة بيزنطية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد بناها البيزنطيون فوق نهر سكاريا لصد فتوحات الأتراك، ولا تزال أنقاض القلعة شامخة بأبوابها الخمسة وأبراجها وجدرانها التي يبلغ سمكها حوالي مترين وارتفاعها ما بين 8 إلى 10 أمتار.

متحف سكاريا

تم بناء هذا المتحف في عام 1993 ميلادي ليكون شاهداً على تاريخ المدينة بما تحتويه من آثارها الهامة التي تعود إلى العصر البيزنطي والروماني، وسجل ثقافي اجتماعي وحياتي للأجناس البشرية التي عاشت في هذه المنطقة عبر التاريخ.

 أكارلار لونجوزو

بحيرة أكارلار هي واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في تركيا وتغطي مساحة تبلغ 15،62 كيلومترًا مربعًا مما يخلق مناظر طبيعية خلابة وبيئة مناسبة للعديد من النباتات والكائنات الحية، حيث تجف البحيرة في فصل الصيف مما يخلق فرصة لتحويل أرضها إلى أرض خصبة للزراعة، ثم تتشكل البحيرة مرة أخرى في فصل الشتاء، ويعيش في هذه المحمية الرائعة العديد من الحيوانات والطيور الرائعة مثل الفرانكولين والبط البري، بالإضافة إلى أسماك المياه العذبة، وتضم بحيرة أكارلار أكثر من 2300 نوع من النباتات الرائعة مثل البنفسج المائي وزنبق الماء بألوانها المختلفة، أيضا هناك جولات في البحيرة باستخدام القوارب والدراجات المائية.

هضبة ديكمان

تقع هضبة ديكمان داخل الحدود الإدارية لمنطقة هندك التابعة لمدينة سكاريا التركية، وتقع الهضبة على بعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة من (Hendek) ولديها أعلى تل في (Sakarya) بارتفاع 1722 مترًا فوق مستوى سطح البحر، حيث تقام مهرجانات موسم الصيف كل عام، وتتميز الهضبة بمناظرها الخلابة ومناظرها الريفية الرائعة.

كاراسو

تقع على شاطئ بطول 28 كيلومترًا على البحر الأسود مع إطلالة رائعة على البحر، وتتميز منطقة كاراسو ببيئة بحرية رائعة وتشتهر بمناطق الجذب الطبيعية والسياحية الرائعة بما في ذلك مستنقع (Acalar) والغابات الكثيفة والجدول والوادي، والمياه المعدنية التي تعتبر من أبرد المناطق في الصيف ويزورها السائحون لقضاء وقت ممتع في وادي الهواء النقي، بالإضافة إلى بحيرة كوكوك بوجاز التي تشتهر بأجوائها الهادئة وقوارب الصيد والجولات السياحية، وكذلك مصب نهر سكاريا ومطاعمه المختلفة عند نقطة التقائه بالبحر الأسود.

هضبة سيرديفان

من التلال التي عرفت في تركيا بين محبو رياضة القفز بالمظلات، حيث تُعرف هذه الهضبة بأنها من أفضل مناطق القفز بالمظلات في تركيا بسبب رياحها المستقرة التي تهب من جانب البحر الأسود، مما يخلق وضعاً مثالياً لعدة ساعات من القفز بالمظلات، وتطل (Serdivan Plateau) على محيط أخضر جميل والعديد من القرى الريفية الممتعة، مما أكسبها شعبية إضافية.

جغرافية مدينة سكاريا

تقع المدينة في الشمال الغربي من العاصمة التركية أنقرة، وتحدها من الغرب محافظة كوجالي التي تقع بجوار ولاية اسطنبول الكبرى، وشرقاً بمحافظتي دوزجي وبولو، وجنوباً بمحافظتي بيلجيك، وبورصة ومن الشمال، وتطل على شواطئ البحر الأسود الجميلة، حيث تبلغ المسافة بين مدينة إسطنبول ومدينة سكاريا حوالي 153 كم والمسافة بينها وبين العاصمة التركية أنقرة 302 كم.

تبلغ المساحة الإجمالية في المدينة في تركيا نحو ما يقارب 4878 كيلومترًا مربعًا، مما يعني أنها أصغر قليلاً من محافظة إسطنبول، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 1،029،650 نسمة ومتوسط ​​الكثافة السكانية 211 شخصًا لكل كيلومتر مربع، وفقًا للإحصاءات الواردة من مديرية السكان والمواطنة في المدينة في بداية عام 2020 ميلادي، ويعد نسبة 60٪ من سكان المدينة يعيشون في المدن و40٪ منهم يقيمون في القرى ويعملون في الزراعة مما يوفر مصدر دخل جيد للسكان ويزيد من النمو الاقتصادي للمدينة.

يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة في المدينة نحو 19.3 درجة صيفًا في شهر يوليو وهو أكثر الشهور دفئًا، بينما يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة في المدينة خلال شهر يناير وهو أبرد شهر في السنة حوالي -3.6 درجة مئوية، ويتراوح معدل هطول الأمطار بين 37 ملم في شهر مارس، أكثر الشهور جفافًا خلال العام و73 ملمًا في شهر يونيو أكثر شهور السنة أمطارًا، وتتمتع المناطق الساحلية المطلة في المدينة على البحر الأسود بمناخ صيفي لطيف، كما هو الحال في معظم مدن الضفة الجنوبية.

المصدر: ولادة أوروبا الحديثةتاريخ أوروبا لنورمان ديفيزملخص تاريخ أوروباكتاب تاريخ البطريق في أوروبا


شارك المقالة: