نبذه عن مدينة غدانسك:
غدانسك هي مدينة ساحلية في شمال بولندا على ساحل بحر البلطيق، شكّل تاريخ المدينة الغني والمضطرب في كثير من الأحيان المتأثر بقرون من التجارة الخارجية وشد الحبل بين بولندا وألمانيا تراثها الغني والمتميز، مما جعل غدانسك إلى حد ما حالة شاذة مقارنة بالمدن البولندية الأخرى، هذا التاريخ والتراث هو ما يجعل غدانسك مدينة رائعة تستحق الزيارة مع العديد من الأشياء التي يمكن رؤيتها والقيام بها، حيث أنها مدينة متعددة الأوجه ذات ماضي مثير للإهتمام وهندسة معمارية غير عادية.
تأسست مدينة غدانسك على يد دوق بولندي ميسكو الأول في القرن العاشر في عام 997، ومنذ ذلك الحين نمت المستوطنة لتصبح مدينة تجارية غنية وقوية نظراً لموقعها الاستراتيجي بين شمال وغرب أوروبا وعلاقاتها بالرابطة الهانزية، وتحالف من النقابات التجارية المؤثرة ومدنها التجارية في ألمانيا وهولندا ومنطقة البلطيق، كما شهدت المدينة قروناً من الصراع بين الألمان والبولنديين الذي استمر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مع فترات قصيرة من الحكم الذاتي خلال حملة نابليون وبعد الحرب العالمية الأولى، وخلال الحرب العالمية الثانية تم تدمير حوالي 90٪ من المدينة.
كانت غدانسك جزءاً من أبرشية فواتسوافيك البولندية، كما هو مذكور في المرسوم البابوي لعام 1148 تم منحها الاستقلال البلدي في عام 1260 وتم تطويرها كمركز تجاري، أما في عام 1308 استولى الفرسان التوتونيون على المدينة التي سيطروا عليها حتى عام 1466 عندما استعاد ملك بولندا كازيمير الرابع المنطقة بعد حرب استمرت 13 عاماً، وبعد أن منح الملك الحكم الذاتي المحلي امتناناً لولائه توسعت غدانسك بشكل كبير ووصلت إلى ذروتها خلال عصر النهضة باعتبارها أكثر الموانئ ازدهاراً على بحر البلطيق.
تعتبر المدينة من أقدم المدن في بولندا وبذلك فهي تتمتع بتاريخ عريق جرت على أرضها الكثير من الأحداث التاريخية، وهي مدينة غنية بالمعالم الأثرية والمباني التاريخية القديمة، كما أوقفت الحروب السويدية في القرنين السابع عشر والثامن عشر النمو الاقتصادي للمدينة وبدأت في التراجع، وفي عام 1772 استولت بروسيا على غدانسك، مما أدى إلى تفكك سريع للتجارة عبر الميناء.
وفي عام 1793 تم دمجها كجزء من بروسيا، حيث منحها نابليون الأول امتيازات مدينة حرة في عام 1807، لكن انفصالها الإقليمي عن بولندا نتيجة لإنشاء ممر بروسي على البحر دمر اقتصادها، كما ناشد غدانسك إعادة التوحيد مع بولندا عام (1813-1814)، ولكن عندما قسم مؤتمر فيينا بدلاً من ذلك بولندا بين روسيا والنمسا وبروسيا، انضمت المدينة إلى مقاطعة غرب بروسيا وأصبحت غدانسك صناعية إلى حد ما لكنها فشلت في استعادة مكانتها كميناء تجاري عظيم على بحر البلطيق.
أما في عام 1919 إلى عام 1939، حصلت مرة أخرى على وضع مدينة حرة بموجب معاهدة فرساي، مع وجود حكم إداري لبولندا عليها، ومع ذلك فإن الجمعية التشريعية في غدانسك والتي كانت ذات تكوين ألماني، وازدهرت غدانسك وزادت السيطرة الألمانية على غدانسك، كما تعرضت غدانسك لأضرار جسيمة خلال الحرب وأعيدت إلى بولندا في مارس 1945، والآن أعيد بناؤها بالكامل.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة غدانسك:
كنيسة القديسة ماري:
هي كنيسة كاثوليكية رومانية، ويقال إن بازيليك رفع السيدة العذراء مريم هي أكبر كنيسة من الطوب في العالم، كما تم تشييدها على مرحلتين بدأت في عام 1343 وانتهت عام 1502، وتحتوي الكنيسة على العديد من الأعمال الهامة لفن العصور الوسطى والباروكية، وهي تشمل حجر بيتا من عام 1410 تقريباً، ونسخة من كتاب القيامة الأخيرة لهانز مملينج وساعة فلكية من النصف الثاني من القرن الخامس عشر بناها هانز دورنجر على مدار 7 سنوات.
كما يبلغ طول الكنيسة 344 قدماً، بما في ذلك أسوار البرج، وترتفع الأقبية 95 قدماً فوق مستوى الأرض، كما يبلغ ارتفاع البرج الرئيسي الصلب 255 قدماً ويتوج بصالة عرض، حيث يمكننا الاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة.
البوابة الذهبية زوتا براما:
هي من أجمل المعالم الأثرية في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1612، وتم إعادة طلاؤها وتجديدها عدة مرات على مر القرون، كما تقع البوابة في أعلى شارع لونج ستريت إلى جانب محطة القطار، ومن الجدير بالذكر أن البوابة بها أرقام على كلا الجانبين تهدف إلى تمثيل صفات المواطن المثالي للمدينة.
كاتدرائية أوليوا:
هي واحدة من المباني القديمة التي يعود تاريخها إلى العصر الباروكي، والتي تبعد قليلاً عن وسط المدينة، كما تشتهر هذه الكاتدرائية ببرجيها التوأمين ومذابحها التي يوجد منها 23 مذابح، وهي ذات قيمة عالية داخل الكنيسة الكاثوليكية وهي في الأساس من العصر الروكوكو، حيث تم تشييدها جزئياً من الرخام، حيث توجد في منطقة أوليوا وهي واحدة من أقدم أحياء مدينة غدانسك.
رافعة غدانسك:
شارع سانت ماري:
الطاحونة الكبرى:
نافورة نبتون:
كنيسة سانت كاترين:
متحف تاريخ غدانسك:
هو من أهم المتاحف في المدينة، حيث يوجد في أحد المباني القوطية القديمة، كما يتميز بوجود العديد من القطع الأثرية والتاريخية التي تحاكي تاريخ المدينة، بالإضافة إلى اللوحات والمعروضات التي تعرض تاريخ المدينة منذ تأسيسها ولغاية وقتنا الحالي.