نبذة عن مدينة غرونوبل
مدينة غرونوبل هي واحدة من المدن التي تقع في دولة فرنسا في قارة أوروبا، حيث تعد المدينة هي عاصمة مقاطعة إيزير في منطقة أوفيرني رون آلب في الربع الجنوبي الشرقي من فرنسا، وتعد العاصمة السابقة لدوفين قبل الثورة أصبحت المدينة الآن المدينة رقم 16 من حيث عدد السكان في فرنسا، حيث يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن 160.000 نسمة (لكن تكتلها يضم أكثر من 500.000).
وتقع في “حوض” عند التقاء نهرين دراك وإيزير على هضبة متوسط الارتفاع (200 إلى 600 متر) كانت تحمي ذات يوم نهرًا جليديًا وتحدها وتحميها كتل من (Vercors) إلى الغرب من شارتروز إلى الشمال و(Taillefer) إلى الجنوب الشرقي وسلسلة (Belledonne)، مما يمنحها مناخًا معتدلًا نوعًا ما، يطلق عليها أحيانًا عاصمة جبال الألب كونها الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الكتلة الصخرية قبل إنسبروك في النمسا.
عاصمة مقاطعة دوفين تحت حكم ألبون من القرن الحادي عشر تم ضم كيان مستقل للإمبراطورية الألمانية المقدسة لمدينة غرونوبل ومنطقتها إلى فرنسا في عام 1349 ميلادي وأصبحت مقاطعة تابعة لمملكة فرنسا ذات قيمة كبيرة، لدرجة أن ابنها صاحب السيادة الأكبر يحمل لقب ” دوفين “، وتعتبر مدينة عسكرية قوية، حيث تطورت أيضًا حول صناعة صناعة القفازات (القرن الثامن عشر) والفحم الأبيض (القرن التاسع عشر) ولكن في القرن العشرين أصبحت مدينة غرونوبل واحدة من المراكز الرئيسية للبحث العلمي وتقنيات الأخبار.
في النصف الثاني من القرن العشرين أصبحت المدينة مختبراً من حيث تخطيط المدن و “سياسة المدينة”، ومع تراث ثري قبل الفوز في نهاية المطاف بقمم القريبة، حيث إنها منطقة لا تفوت في السياحة، حيث تحيي العديد من الأحداث الثقافية العام في مدينة غرونوبل.
جولة في مدينة غرونوبل
كما عاصمة جبال الألب و دوفين والمدينة الجامعية يعد مركز العلوم ومدينة الرسمية للفنون والثقافة مدينة غرونوبل لديه قائمة طويلة من الأصول، ومن بين معالمها المدينة القديمة المليئة بالساحات الحيوية والقصور وممرات التسوق الخلابة التي تصطف على جانبيها المنازل القديمة، متاحف لا حصر لها تحتوي على مجموعات غنية والاسترخاء في المنتزهات والحدائق مثل منتزه (Paul Mistral) و(Jardin des Plantes) (الحديقة النباتية) ومنتزه (Île Verte) وإطلالته البانورامية الخلابة على الجبال المحيطة من حصن لا باستيل.
في المركز التاريخي لا تفوت فرصة زيارة ساحة (Saint-André) للمشاة التي تصطف على جانبيها تراسات المقاهي وتطل عليها الواجهات الرائعة من الطراز القوطي وعصر النهضة في مبنى البرلمان القديم في (Dauphiné)؛ وفندق (Hôtel de Lesdiguières) وقصر مقابل (Jardin de Ville) الساحر، حيث تنمو أشجار عمرها مائة عام؛ وساحة جرينيت وهي محور الحياة في مدينة غرونوبل مع المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي.
(aux Herbes) وهي ساحة بها قاعة سوق مغطاة قليلاً حيث يقام السوق كل صباح ما عدا يوم الاثنين؛ و(Place Notre-Dame) الكاتدرائية التي تعود للقرن الثالث عشر ومتحف قصر الأسقف القديم (Musée de l’Ancien Évêché) ونافورة الطلبات الثلاثة (Fontaine des Trois Ordres) والتي تحيي ذكرى أحداث عام 1788 ميلادي التي أدت إلى الثورة الفرنسية.
من حيث الثقافة تقدم مدينة غرونوبل مجموعة كبيرة من المتاحف والمعارض المؤقتة والترفيه بما في ذلك متحف غرونوبل ومجموعاته الفخمة من الفن القديم والحديث والمتحف الأثري ومتحف التاريخ الطبيعي والمركز الوطني للفن المعاصر ومتحف دوفينوي ومتحف قصر الأسقف القديم ومتحف (Stendhal) ومتحف (Isère Resistance and Deportation) ومتحف (Grenoble Automaton)، وهي مجموعة من الأماكن الشيقة لإرضاء مجموعة متنوعة من الأذواق.
السياحة في مدينة غرونوبل
تم اكتشاف مدينة غرونوبل ويمكن زيارتها سيرًا على الأقدام (عبر العديد من المسارات الموضوعية أو العامة) ولكن أيضًا بالدراجة (أكثر من 300 كيلومتر من مسارات الدراجات) أو بالتلفريك أو الكبائن التي تربط المركز بحصن الباستيل، في البلدة القديمة تعد (Place Grenette) النابضة بالحياة (حيث كان سوق الحبوب قائمًا) نقطة انطلاق جيدة قبل اتخاذ (Grand Rue) (على محور الطريق الروماني القديم) والانضمام إلى ساحة (Saint-André)، حيث يوجد تمثال لـ (Chevalier Bayard) يقع على بعد خطوات قليلة من (Café de la Table Ronde) وهو ثاني أقدم مقهى في فرنسا، في مكان قريب من قصر برلمان دوفيني الذي يعود تاريخ أقدم أجزائه إلى القرن الخامس عشر يستحق إلقاء نظرة على واجهته حيث تمزج عدة أنماط.
ثم نمر عبر (Place aux Herbes) (السوق) والفندق القديم في (Lesdiguières) والذي كان طويلاً قاعة مدينة (Grenoble)، وعلى طول شوارع المركز تشهد العديد من القصور الخاصة القديمة على الماضي البرلماني والبرجوازي للمدينة مثل منزل بيير بوشر (السادس عشر) حيث يجمع الديكور بين عصر النهضة والعمارة القوطية.
برج الجزيرة وهو عبارة عن قاعة المدينة السابقة التي تعود إلى القرن الرابع عشر أو المدرسة الثانوية (Stendhal) كلية اليسوعيين السابقة التي بنيت في القرن السابع عشر، يضم ساعة شمسية على شكل لوحة جدارية مساحتها 100 متر مربع يعود تاريخها إلى 1673 ميلادي، وتعد مناطق مدينة غرونوبل التي بنيت في القرن التاسع عشر أثناء التطور الصناعي للمدينة تحتوي أيضًا على مباني مختارة وهي المحافظة والجامعة السابقة أو القاعات ومكان سانت كلير على طراز قاعات باريس.
من حيث التراث الديني يعود تاريخ كاتدرائية نوتردام المجاورة لكنيسة سانت هوغز والمتاخمة للقصر الأسقفي إلى القرن الثاني عشر، الجوقة ذات الطراز القوطي اللامع رائعة، ومن الجدير بالمشاهدة أيضًا كنيسة سانت أندريه الجماعية ذات الطراز القوطي والتي تضم ضريحًا مخصصًا لشيفالييه بايارد منذ عام 1822 ميلادي، وأخيرًا تم الحفاظ على العديد من الأديرة السابقة (Minimes أو Bernardines of Sainte-Cécile) وتحويلها إلى أماكن ثقافية.
لا يزال الماضي العسكري لمدينة غرونوبل حيا، المثال الأبرز هو حصن الباستيل الذي يسيطر على المدينة (مع بعض الأجزاء التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر)، بشكل عام لا تزال العديد من آثار التحصينات القديمة مرئية، وبدءًا من متحف غرونوبل المعروف أيضًا باسم الفنون الجميلة (مجموعات تغطي جميع الفترات من العصور القديمة إلى الوقت الحاضر) خاصة في القرن العشرين، كما أن المركز الوطني للفن المعاصر (المعروف باسم Le Magasin) ومركز الباستيل للفنون منفتحان جدًا على الفنانين المرئيين اليوم.
تاريخيا يعد متحف دوفينوي (الفنون والتقاليد الشعبية) والمتحف الأثري ومتحف (Ancien Bishopric)، كما سيتم ذكر متحف قوات الجبال ومتحف المقاومة في إيزير، الذي يستحضر المآسي البطولية لفركورز، وسيكون متحف التاريخ الطبيعي (الذي تأسس في القرن الثامن عشر) ومتحف العلوم الطبية ومركز الثقافة العلمية التقنية والصناعية الذي تم افتتاحه في عام 1979 ميلادي موضع اهتمام عامة الناس.