مدينة فاس في المغرب

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة فاس:

كانت فاس واحدة من أربع مدن إمبراطورية مغربية وعاصمة تاريخية ومركزاً اقتصادياً وثقافياً. وقد تراجعت تحت الحماية الفرنسية عام 1912 عندما أصبحت الرباط العاصمة الإدارية، أما بعد الحرب العالمية الثانية تحولت المصالح الاقتصادية الفرنسية إلى الدار البيضاء. يعود سبب بروز مدينة فاس جزئياً إلى موقعها عند ملتقى محورين جغرافيين طريق شرق غرب من ساحل المحيط الأطلسي باتجاه الجزائر ويتجه شرقاً. والطريق بين الشمال والجنوب من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الصحراء.

كما شجعت وفرة المياه من نهر فاس بالإضافة إلى العديد من الينابيع القريبة والموارد الغنية والسهول المحيطة المنتجة. وتأسست فاس عام 789 ميلادي على الضفة اليمنى لنهر فاس من قبل إدريس بن عبد الله الذي توفي قبل أن يتم تطوير بلدته. بعد عشرين عاماً أسس إدريس الثاني ابن إدريس بلدة أخرى على الضفة اليسرى للنهر. كما تلقى السكان البربر والعرب في فاس تدفقاً حيوياً للسكان في أوائل القرن التاسع عندما وصل لاجئون من الأندلس إسبانيا، الآن في عام 818 واستقروا على الضفة اليمنى.

استقرت عائلات من القيروان على الضفة اليسرى حوالي عام 825. كما اتحد الجانبان المتنافسان للمدينة تحت حكم سلالة المرابطين التي جعلت مراكش عاصمتها. عندما تولى المرينيون حوالي 1258-1465 السلطة أصبحت فاس عاصمتهم وظلت مركز الحياة السياسية المغربية، حتى عندما جعل مولاي إسماعيل مكناس عاصمته ثم تحت الحماية الفرنسية. أدى التحول بعد الحرب العالمية الثانية من المنتجات التقليدية والجلود والمنسوجات والحرف اليدوية إلى تعدين الفوسفات وتصدير المنتجات الزراعية إلى تقليل الأهمية الاقتصادية لفاس.

كان لمدينة فاس الحديثة سلفان: فاس البالي والمدينة العربية القديمة في وادي النهر، وفاس الجديد المجمع الإداري الذي بناه المرينيون، والذي يضم القصر الملكي ومجمع عسكري والحي اليهودي وحي تجاري يقع على تلال خارج الأسوار إلى الغرب. أما المدينة الثالثة مدينة فاس الحديثة التي تم بناؤها على الطراز الأوروبي إلى الجنوب الغربي من فاس الجديد وتمتد ضواحيها إلى الأراضي الزراعية المحيطة.

أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة فاس:

مدرسة أبو عنانية:

تم بناءها بين عامي 1350 و1357 من قبل السلطان ميرينايد بو عنان، كما تعد المدرسة واحدة من المباني الدينية القليلة في المدينة التي قد يدخلها غير المسلمين، وهي جوهرة معمارية فخمة وواحدة من أروع المباني في المغرب. حتى الستينيات كانت لا تزال المدرسة عاملة، وقد أعادت جهود الترميم منذ ذلك الوقت جمالها الأصلي، أما الأعمال الخشبية المنحوتة والزخرفة الجصية رائعة ويتم تكريم الحرفيين المغاربة فيها.

مدرسة العطارين:

تم بناء المدرسة في عام 1325 وهي مثال آخر على العمارة الجميلة، حيث تم بناءها من قبل أبو سعيد، كما تتميز بالفناء الرائع للزخرفة المعقدة من هذه الفترة مع أعمال بلاط الزليج المتقنة والمنحوتات المصنوعة من خشب الأرز، كما يتكون الطابق العلوي من مجموعة من الزنازين التي كانت في السابق موطناً للطلاب الذين يدرسون علم اللاهوت في مسجد القرويين، والذي كان سابقاً أحد أوائل الجامعات في العالم. أما الصعود إلى السطح يمكننا الاستمتاع بإطلالات رائعة على السقف المزين بالبلاط ذو اللون الأخضر الذي يمثل مسجد القرويين نفسه.

فاس البالي:

هي منطقة المدينة القديمة وأقدم أحياء المدينة ويُعتقد أنها أكبر مدينة ما زالت سليمة في العالم، أما البوابة الرئيسية للمنطقة هي باب بوجلود، وعندما نقترب من هذه البوابة القديمة الكبيرة يمكننا الاستمتاع بإطلالات رائعة على المعلم الشهير في الحي، وهي مئذنة مدرسة بو عنانية التي تقع بعد بوابة باب بوجلود مباشرة. أما داخل أسوارها تنقسم الشوارع المتجولة إلى منطقتين مختلفتين بشكل واضح مقسومة على نهر متعرج.

الضفة اليسرى هي موطن لأكثر المعالم التاريخية وأغلبية أسواق التسوق، في حين أن الضفة اليمنى قد تكون قاسية، ولكنها مليئة بالحياة المحلية والأزقة الفاتنة، وتحتوي الضفة اليمنى أيضاً على بعض المباني المثيرة للاهتمام للبحث عنها بما في ذلك مسجد الأندلس، الذي تم بناؤه عام 1321 ويشتهر بمئذنته البارزة ذات اللونين الأخضر والأبيض، والتي تعود في الواقع إلى القرن العاشر.

برج نورد ومقابر ميرينيد:

فوق التل شديد الانحدار خارج أسوار المدينة مباشرةً إلى منطقة برج نورد هنا سنجد قلعة من القرن السادس عشر، وهي موطناً لمتحف أسلحة تاريخية قديمة، كما تتضمن مجموعة الأسلحة بعض القطع النادرة للغاية التي تمثل مستودع أسلحة من جميع أنحاء العالم، حيث توجد مجموعة متناثرة من المقابر المرصوفة بالحجارة الذهبية، على الرغم من أن المقابر في حالة دمار كبيرة اليوم فنحن هنا للاستمتاع بالمناظر التي تطل على منطقة المدينة القديمة المحاطة بأسوار بأكملها وتصل إلى التلال الخضراء خلفها.

مسجد القرويين:

بُني المسجد في عام 857 بعد الميلاد من قبل مهاجرين تونسيين من مدينة القيروان المقدسة، وكان أحد أكثر الجامعات تميزاً في العصور الوسطى. أما اليوم من خلال وظيفته كمسجد عامل فهو واحد من أكبر مراكز العبادة في المغرب، مع قاعة للصلاة يمكن أن تستوعب 20.000، كما أن المكتبة هي واحدة من أقدم المكتبات الموجودة في العالم، وتحتوي على أكثر من 30000 كتاب، ومن بين المجموعة مصحف من القرن التاسع.

أتارين ميدرسا:

تم بناء هذا النصب التاريخي للمدينة في عهد السلطان مرينيد أبو سعيد عثمان في القرن الرابع عشر، وقد تم تجديده مؤخراً بمبادرة من الملك محمد السادس، وذلك بفضل برنامج ترميم المعالم التاريخية في مدينة فاس. كانت هذه المدينة تضم في ذلك الوقت طلاباً من جامعة القرويين، ويمكننا أن نكتشف خلال الزيارة مسبحاً مخصصاً للوضوء. هذه المدينة الملونة والمضيئة هي جزء من الفن المعماري في ميرينيد.


شارك المقالة: