مدينة فولدا في ألمانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة فولدا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة ألمانيا في قارة أوروبا، حيث تقع مدينة فولدا على بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة من مدينة فرانكفورت الصاخبة، وهي بلدة هادئة غارقة في السحر التاريخي، وتكمن جاذبية مدينة فولدا في هندستها المعمارية الجميلة، والتي تضم كاتدرائية جميلة ذات برجين وقصر وكنائس ودير، وتتمتع مدينة فولدا أيضًا بمناطق جذب وافرة لضمان عدم شعور الصغار بالتجاهل أيضًا.

مدينة فولدا

تقع مدينة فولدا في ولاية هيسن، وقد دربت مدينة فولدا المبشرين الذين حولوا ألمانيا الحديثة إلى المسيحية، وفي وقت لاحق في القرنين السابع عشر والثامن عشر، خضعت المدينة لعملية تطوير وتحديث في جميع مجالاتها، واكتسبت بعضًا من أجمل العمارة الباروكية في أوروبا، وهي الآن عبارة عن مركز نقل ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى موقعها في قلب ألمانيا، حيث تقع مدينة فولدا تقريبًا في وسط ألمانيا الحديثة في مقاطعة هيسن، وهي موطن لـ 68500 شخص و 7600 طالب في جامعة العلوم التطبيقية بالمدينة، وتشمل المعالم البارزة (Stadtschloss) الأنيقة التي تعود للقرن الثامن عشر وكاتدرائية فولدا والتي تتوج جوهرًا تاريخيًا جذابًا.

أكاديميًا، تدور الحياة في مدينة فولدا حول جامعة فولدا للعلوم التطبيقية (HF)، حيث تأسست في عام 1974 ميلادي، وتمنح الجامعة درجتي البكالوريوس والماجستير بالإضافة إلى الدكتوراه، والمؤهلات العلمية وتعد متخصصة في علوم الكمبيوتر وإدارة الأعمال وتكنولوجيا الأغذية والتمريض والعمل الاجتماعي، إنها جامعة تميل إلى تلبية الاقتصاد القائم على الخدمات في مدينة فولدا، والرعاية التدريبية والمهنيين التربويين فضلاً عن مديري الأعمال.

المدينة نفسها نابضة بالحياة ومتواضعة، مع مشهد موسيقى حي نابض بالحياة، وهي ليست بعيدة جدًا عن مدن هيس المزدهرة مثل فرانكفورت أم ماين، لذا فإن الآفاق جيدة لأولئك الذين يرغبون في دخول قطاعي التمويل أو تكنولوجيا المعلومات، كما أن (HF) مناسبة تمامًا للطلاب الدوليين، حيث يوجد بها 1250 طالبًا من الخارج، ودرجات في اللغة الإنجليزية، وخدمات مهنية خاصة للزوار الدوليين.

تاريخ مدينة فولدا

يعود تاريخ مدينة فولدا إلى منتصف القرن الثامن، عندما أسس راهب يُدعى ستورميوس ديرًا بينديكتين هنا، ولطالما كانت للمدينة علاقة وثيقة بالكنيسة الكاثوليكية ولا تزال مقرًا للأسقف أمر رؤساء رؤساء الكنيسة وأمراء الكنيسة الذين عاشوا هنا ببناء المباني الباروكية التي تشتهر بها مدينة فولدا، وفي المقام الأول الكاتدرائية دوم سانت سالفاتور أونيفاتيوس، التي بُنيت بين عامي 1704 و1712 ميلادي، وقبر القديس بونيفاس المبشر والأسقف من القرن الثامن الذي يُنسب إليه الفضل في جلب المسيحية إلى ألمانيا موجود هنا وهو مكان للحج.

عبر الشارع يوجد (Stadtschloss) المقر السابق لرؤساء الدير، وبُني في أوائل القرن الثامن عشر في موقع قصر سابق، وهو اليوم قاعة المدينة والمتحف، وتم تزيين الجزء الداخلي الفخم على طراز الباروك والروكوكو، وهناك ثلاث قاعات ذات أهمية خاصة، وهي القاعة الإمبراطورية وقاعة الأمراء وقاعة المرايا.

بجانب (Stadtschloss) توجد حديقة الإقامة الواسعة، وهي مكان رائع لراحة الأقدام المرهقة أو للنزهة، وتم استخدام هذا البرتقال الباروكي في الحفلات الصيفية وحفلات الاستقبال ولتخزين أشجار الليمون والبرتقال في الحديقة في فصل الشتاء، ومن هنا جاء اسمه.

السياحة في مدينة فولدا

كاتدرائية فولدا

كاتدرائية فولدا هي جوهرة التاج في أفق مدينة فولدا، وهذه الكاتدرائية التي تعود إلى أوائل القرن الثامن عشر هي مكان الراحة الأخير للقديس بونيفاس، أحد رواد المسيحية في ألمانيا ورئيس أساقفة ماينس، ويمكن استكشاف أبراجها المزدوجة التي يبلغ ارتفاعها 65 مترًا (213 قدمًا)، والمنحوتات الأكبر من العمر والأعمدة الضخمة وباب البوابة المزخرفة والمسلات من الحجر الرملي والجهاز الموسيقي الذي يعود إلى العصور الوسطى والذي يُطلق عليه اسم العجلة الذهبية.

كنيسة القديس ميخائيل

تم بناء كنيسة القديس ميخائيل بين عامي 820 و822 ميلادي، مما يجعلها أقدم كنيسة القيامة في ألمانيا، وحتى اليوم يمكن للزوار مشاهدة القاعة الأصلية والقبو، على الرغم من توسيع وتجديد باقي الكنيسة ذات الطراز المعماري الكارولنجاني (ما قبل الرومانسيك) في القرون اللاحقة، ويتميز الجزء الداخلي من الكنيسة بلوحات جدارية جميلة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر.

Stadtschloss

كان قصر (Stadtschloss) الباروكي (قصر المدينة) الذي يعود إلى أوائل القرن الثامن عشر مقرًا لرؤساء دير فولدا والأساقفة الأمراء، اليوم يمكن للزوار المشي في الغرف التاريخية المحفوظة في حالة شبه أصلية ومزينة بلوحات ومنحوتات جميلة، والجزء الأكثر شعبية في هذا القصر هو قاعة المرايا لالتقاط الأنفاس (Spiegelkabinett)، المجهزة بمئات من المرايا اللامعة بأحجام مختلفة، ويقع القصر وسط حدائق مورقة مليئة بالمنحوتات.

متحف فونديراو

يضم متحف (Vonderau) متحفًا للتاريخ الاجتماعي، فضلاً عن القبة السماوية الراقية، وفي القبة السماوية ينطلق الزائرون في رحلة رائعة عبر الكون الغامض ويحصلون على فرصة للتأمل في العلاقة بين البشر والكون بمساعدة أحدث تقنيات المحاكاة، ومن ناحية أخرى يتتبع متحف التاريخ تطور فولدا من العصر الحجري إلى العصر الحديث، بمساعدة القطع الأثرية التاريخية والأشياء الأثرية والمعارض التفاعلية.

شلوس فاسانيري

على الرغم من أنه ليس من الناحية الفنية في مدينة فولدا، إلا أن (Schloss Fasanerie) يقع على بعد أميال قليلة فقط، ولا بد من زيارته لروعته المطلقة، حيث تم بناؤه في القرن الثامن عشر كمقر صيفي ملكي، واليوم يرحب قصر الباروك بالزوار للقيام بجولة في 60 غرفة عرض فخمة، إن كنز القطع الخزفية التي لا تقدر بثمن في القصر، فضلاً عن حدائقه الخضراء التي تحظى بجاذبية خاصة للزوار، وبالإضافة إلى ذلك يستضيف القصر فعاليات ثقافية استثنائية بشكل منتظم، بالإضافة إلى جولات خاصة مصممة للضيوف الصغار.

كيندر أكاديمي

تسعى (Kinder-Akademie) وراء قلوب الضيوف الصغار الفضولية، حيث يقوم هذا المتحف بتدريس مفاهيم العلوم والفن والثقافة والتكنولوجيا من خلال المعارض التفاعلية ويشجع على التجريب والاستكشاف، ونجم الجذب في هذا المتحف هو التجول الذي لا مثيل له في أوروبا، وعلاوة على ذلك ينظم المتحف ورش عمل ومعارض مؤقتة بشكل دوري.

كلوستر فراونبيرج

تم بناء (Kloster Frauenberg) في عام 1623 ميلادي، ويتمتع بموقع خلاب على أحد تلال فولدا السبعة، وسط المساحات الخضراء المورقة، ويستحق دير العصر الباروكي المتأخر الزيارة بسبب تصميمه الداخلي المزخرف المبهج وللمناظر المستمرة للمدينة التي يطل عليها من شرفته، وفي الحدائق المحيطة يقوم الرهبان بزراعة منتجاتهم الخاصة.

متحف دويتشيس فيويرفير

يعد متحف دويتشز فيويرفير (متحف لواء الإطفاء الألماني) مصدر عجب لا نهاية له لكل من الضيوف الصغار والكبار، حيث يعرض المتحف المخصص لتاريخ مكافحة الحرائق، المعدات الأصلية من عصر النهضة حتى العصر الحديث، والزوار مدعوون لاستكشاف التصميمات الداخلية للعديد من المعارض وتجربة أيديهم في مضخة المياه، وتم تصميم بعض المعارض التفاعلية خصيصًا مع وضع الضيوف الصغار في الاعتبار.

المصدر: ولادة أوروبا الحديثةتاريخ أوروبا لنورمان ديفيزملخص تاريخ أوروباكتاب تاريخ البطريق في أوروبا


شارك المقالة: