مدينة كارذيتسا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة اليونان، حيث تمت إضافة منطقة مدينة كارذيتسا مؤخرًا نسبيًا في قائمة أفضل الوجهات السياحية في اليونان، حيث جلبت المناظر الطبيعية الجبلية لسلسلة جبال (Agrafa) والنظام البيئي لبحيرة (Plastiras) جنبًا إلى جنب مع تطوير المرافق السياحية للإقامة مع العديد من الفنادق والمعاشات والفنادق البوتيك المبنية حديثًا الشهرة والزائرين إلى منطقة مدينة كارذيتسا على مدار السنة.
مدينة كارذيتسا
مدينة كارذيتسا هي إحدى المقاطعات الأربع التي تشكل منطقة ثيساليا، وعلى الجانب الغربي توجد جبال (Agrafa وPindos) التي توفر مناظر طبيعية خلابة، وعلى الجانب الآخر توجد وديان خصبة، حيث تجري العديد من الأنهار عبر المحافظة وتسقي الوادي، ومثل العديد من المناطق الأخرى في البر الرئيسي لليونان، تعد مدينة كارذيتسا مكانًا جميلًا، حيث تهيمن الجبال العالية والغابات على المناظر الطبيعية، وتزدهر الطبيعة والنباتات في المنطقة خلال فصل الربيع، حيث تملأ مجموعات جميلة من الألوان المنظر، مما يخلق مكانًا استثنائيًا ومثاليًا لقضاء عطلات هادئة ومريحة، وعلاوة على ذلك بحيرة بلاستيراسالتي تقع في وادي (Agrafa Massif) الرائع ترحب بالزوار، وتقدم فنادق مصممة لتندمج مع البيئة وتلك مجهزة لإرضاء حتى العملاء الأكثر تطلبًا.
تضم مدينة كارذيتسا الكثير من الأماكن التاريخية، كما أن مدينة كارذيتسا نفسها تستحق المشاهدة، إنها مدينة حديثة صغيرة ومركز تعليمي مهم، والسوق المركزي في الهواء الطلق حيوي ويوفر مكانًا للقاء سكان المدينة والقرى المجاورة، وتعد المدينة أيضًا قاعدة ممتازة يمكن للزوار من خلالها الخروج واستكشاف بعض المناطق الأخرى في ثيساليا، فضلاً عن مناطق إبيروس في الغرب ووسط اليونان في الجنوب، حيث تم بناؤها بالقرب من رافد نهر (Peneus)، في منطقة مثالية للاتصال التجاري بين السهل والمنطقة الجبلية، وهذا هو أحد أسباب جمع وتوزيع منتجات ثيساليا الريفية (القطن والقمح ومنتجات تربية الماشية).
بفضل ساحتيها الكبيرتين والمنتزه الضخم ومناطق المشاة الجميلة، تمنح مدينة كارذيتسا لزوارها الفرصة للتجول في جميع أنحاء المدينة بالدراجة (لديها شبكة واسعة من شوارع الدراجات) والاستمتاع بجمالها، وفي عام 1821 ميلادي قضى وباء الطاعون على سكان المدينة، وبدأ إحياؤها بعد التحرير من الأتراك في عام 1881 ميلادي، حيث كانت مدينة كارذيتسا أول مدينة حرة في أوروبا بعد انسحاب الجيش الإيطالي في شهر مارس من عام 1943 ميلادي أثناء الحرب العالمية الثانية، وتم تحريرها النهائي من الجيش الألماني في شهر سبتمبر من عام 1944 ميلادي.
تاريخ مدينة كارذيتسا
وفقًا للنتائج من المحتمل أن تكون مدينة كارذيتسا مأهولة منذ 6000 قبل الميلاد بسبب موقعها الجغرافي، فقد كانت نقطة التقاء السكان والثقافات، وكانت المنطقة إحدى مقاطعات (Thessaliotida) القديمة، وفي وقت لاحق أصبحت مدينة كارذيتسا جزءًا من مملكة مقدونيا والإمبراطورية الرومانية، وخلال فترة الإمبراطورية البيزنطية تعرضت المنطقة للعديد من الهجمات، واليوم لم يتبق سوى بعض المباني في ذلك الوقت، خاصة الكنائس والأديرة بالإضافة إلى قلعة الفناري البيزنطية المهمة.
منذ القرن الخامس عشر انتقلت الإمبراطورية العثمانية إلى أراضي تسالي الخصبة واستغلوها حتى عام 1881 ميلادي عندما تم تحريرها أخيرًا بموجب معاهدة ثيساليا، حيث ازدهر الاقتصاد والزراعة خلال تلك الفترة خاصة بعد التوزيع العادل للأراضي بين المزارعين وأصحاب الأرض، حيث تأثرت مدينة كارذيتسا لاحقًا بالحرب العالمية الثانية وكانت مشاركتها في المقاومة كبيرة، وكانت عاصمة المحافظة أول مدينة أوروبية يتم إطلاقها، عندما انتهت الحرب، وبدأت الهجرة في الخمسينيات وأضيف بناء بحيرة بلاستيراس.
جولة في مدينة كارذيتسا
تحتل مدينة كارذيتسا الجزء الجنوبي الغربي من ثيساليا، وهي منطقة غنية بالغابات البكر والمناطق المائية والمواقع الأثرية والقرى ذات العمارة التقليدية والمدن القديمة والقلاع البيزنطية والأديرة والكنائس القديمة، ومنها نصب بيزنطي ممتاز تطل قلعة (Fanari) على المنطقة من سفح جبل (Agrafa)، في حين أن أديرة (Panagia Pelekiti وKoroni) بالقرب من بحيرة (Plastira وSpilia in Argithea وOur Lady’s Dormition) في رنتينا هي قطع غير متغيرة من التاريخ الحي.
بصفتها مركزًا في المنطقة الأوسع كانت مدينة كارذيتسا مفترق طرق للعديد من الشعوب والثقافات، حيث سلطت الحفريات الضوء على المستوطنات القديمة والمدن والتحصينات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ (6000 قبل الميلاد)، بالإضافة إلى المقابر التي تم العثور عليها في مواقع (Kedros وPaliouri وAgioi Theodoroi)، وسلاسل جبال بيندوس التي تمتد على طول الطريق القديم الذي كان يربط في يوم من الأيام غرب ثيساليا بمناطق إبيروس في الشمال تخلق مناظر طبيعية جبلية رائعة تخيف الزوار.
تستضيف مدينة كارذيتسا مزيجًا من النباتات التي تنتج مجموعة متنوعة من النظم البيئية، والتي تتميز بأنواع الأشجار والأدغال (غابات البلوط وغابات الصنوبر وغابات النهر)، حيث يمتد “البحر الأخضر” الهائل لسهل ثيساساليان شمال شرق البلاد ويمر عبر روافد نهر بينيوس، وتجمع مدينة كارذيتسا بين سحر القديم ووسائل الراحة الجديدة، وهي مركز إداري واقتصادي وتجاري وثقافي مهم، مع الساحات الكبيرة والممرات المائية والكثير من المساحات الخضراء، حيث يعد السوق البلدي في مدينة كارذيتسا أحد المعالم الثقافية المحمية من قبل اليونسكو.
تعد بحيرة (Plastiras) الاصطناعية مع متاهة (Agrafa) الجبلية في الخلفية، قطب جذب لآلاف الزوار كل عام، وهي تجربة رائعة بفضل جمالها الطبيعي والمعالم الفريدة التي تحيط بها، ويعتبر المزيج المتناغم من التاريخ والتقاليد والعمارة والآثار الدينية والتاريخ الطبيعي مفاجأة سارة للزوار، حيث تصلح المنحدرات الجبلية للقيام برحلات قصيرة أو طويلة بدرجات متفاوتة من الصعوبة، وتوجد ساحات للرياضات الجوية في قمم تمبلا وكريونيري داخل منطقة البحيرة، وكذلك في (Mouzaki وEllinopyrgo وAgios Georgios)، ويعد ركوب الدراجات في الجبال تحديًا جديدًا للزوار، فضلاً عن الدراجات المائية والزوارق التي يمكن العثور عليها على شواطئ البحيرة.
تقام المهرجانات والاحتفالات في كل قرية مرة واحدة على الأقل سنويًا، مثل الاحتفالات الدينية المخصصة في الغالب للقديسين المحليين، فضلاً عن مهرجانات النبيذ مع الكثير من الرقص التقليدي والطعام والنبيذ، حيث أصبحت بحيرة بلاستيراس محور الأحداث الثقافية خلال فصل الصيف، وتضم فنانين مشهورين يؤدون في بيئة شاعرية تحت ضوء القمر، وأثناء تواجدك في مدينة كارذيتسا، ينبغي للمرء أن يجرب فطائر الخضار المحلية مثل “بلاستوس” و “باتسينا” اللذيذ.