مدينة كركوك في العراق

اقرأ في هذا المقال


لطالما كانت كركوك عبر التاريخ واحدة من أهم المدن من الناحيتين السياسية والاقتصادية، بعد أن قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني إجراء استفتاء على استقلال جنوب كردستان أصبحت كركوك مرة أخرى تحت اهتمام القوى الدولية والإقليمية.

كانت كركوك مركز الاهتمام الدولي خلال الحرب العالمية الأولى كما هي اليوم، مصير المدينة مرتبط بوفرة مصادرها الجوفية وخاصة النفط، أصبحت المدينة ساحة عمليات للجهات الفاعلة الدولية بقيادة تركيا وإيران والعراق بعد قرار الاستفتاء.

تاريخ مدينة كركوك:

تأسست المدينة من قبل السومريين في الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت مأهولة من قبل الحوري الذين تعرفهم بعض المصادر على أنهم الأكراد البدائيين في 1000 قبل الميلاد وأصبحت مركزًا مهمًا في أوقات إمبراطورية بابل، هناك العديد من القصص حول مصدر اسم كركوك، تقول بعض المصادر إن كلمة “كركوك” مشتقة من كلمة “كركوك” التي تعني “عمل جيد” في اللغة السومرية.

وبحسب المؤرخ العراقي توفيق وهبي، فإن الآشوريين أطلقوا على مدينة كير (القلعة) – هوك (مائلة) باللغة الآشورية، بينما يقول الكاتب محتسم سلاي إن كركوك أطلق عليها نصيرة (بيت اللهيم) اسم “كركسا”.

سميت كركوك بـ “أربكسا” التي تعني “مدينة الآلهة” و “إيلاني” من قبل حري عام 1000 قبل الميلاد، في ذلك الوقت كان مركز المدينة عبارة عن منطقة “نوزو” بالقرب من بلدة ليلان الحالية، تحت حكم جوتي كان مركز المدينة يقع بالقرب من حي أريف اليوم.

موقع مدينة كركوك:

تقع كركوك في شمال العراق 165 م 265 كم شمال غرب بغداد. أصل اسم كركوك هو الآشوري، كركوك مشتق من الاسم الآشوري (كرخة د- بيت سلوخ) مما يعني المدينة المحاصرة بسور، المدينة الحالية كركوك تقف في موقع المدينة الآشورية القديمة تسمى أريكسا الذي كان قائما في الألفية قبل الميلاد، وقد وصلت المدينة أهمية كبيرة في القرن العاشر قبل الميلاد تحت حكم الآشوريين.

كما يتجمع الجزء الأقدم من المدينة حول قلعة مبنية على جبل قديم، تحتوي كركوك على حقول نفطية تمثل 13٪ من احتياطيات العراق المؤكدة، تمثل المنطقة المحيطة بكركوك ما يصل إلى 40٪ من إنتاج النفط العراقي و70٪ من إنتاجه من الغاز الطبيعي، العوامل التي تساهم في جعل “ملكية” كركوك موضع خلاف.

التركيبة السكانية لمدينة كركوك:

كركوك هي المدينة الأكثر تنوعًا عرقيًا في العراق، بين عامي 1979 و2003 اقتلع نظام صدام حسين أكثر من 100.000 كردي (بعض التقديرات تقول 200.000) في محاولة لـ “تعريب” المدينة، يطالب الأكراد بادعاء تاريخي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما كانوا كما يؤكدون يشكلون ثلاثة أرباع سكان محافظة كركوك، ومع ذلك أظهر إحصاء عام 1957 أن التركمان يسيطرون على مدينة كركوك ويشكلون 37٪ من السكان، بينما يشكل الأكراد 33٪ والعرب 22٪ والمسيحيون 1٪، وكشف ذلك الإحصاء أن النسب السكانية في محافظة كركوك كانت على النحو التالي: الأكراد 48٪ التركمان 21٪ العرب 28٪ والمسيحيون أقل من 1٪، وتجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر تشير إلى أن إحصاء عام 1957 أظهر أن الأكراد كانوا يشكلون الأغلبية.

اقتصاد مدينة كركوك:

توجد الآلاف من آبار النفط في مناطق باي حسن وهافانا وبابا قرقور وغاز شمال، تسيطر قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني على منطقة باي حسن، بينما يسيطر الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني على منطقة هافانا معًا، كما يتقاسم الاتحاد الوطني الكردستاني السيطرة على غازي سيمال وبابا كركور مع الحكومة المركزية العراقية.

وبحسب البيانات التي قدمتها وزارة النفط العراقية، فإن كركوك تنتج 530 ألف برميل من النفط يومياً، ويباع النفط عبر خط أنابيب كركوك – جيهان إلى تركيا بواسطة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولم يتم الكشف عن تفاصيل اتفاقيات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا.

يُرسل النفط المستخرج من غاز شمال إلى المصافي داخل العراق ويباع للعالم في الغالب عبر ميناء البصرة، وفقا للمؤرخ العراقي سلاي خلال الحملة على أرض بابل الإسكندر الأكبر مرت عبر كركوك عام 321 قبل الميلاد، ذكر المؤرخون المقدونيون في ذلك الوقت وجود حقول النفط في المنطقة.

خلال الصراع بين جنوب كردستان والعراق أظهر نظام صدام حسين تصميمًا هائلاً للدفاع عن كركوك، لأن النفط الذي وفرته كركوك كان الوقود الذي احتاجه صدام لإدارة حملته ضد الأكراد وشعوب العراق الأخرى.

بعد سقوط صدام عام 2003 أضفى الدستور العراقي لعام 2005 الشرعية على الهيكل الفيدرالي لكردستان الجنوبية لكن كركوك استُبعدت، الشيء الإيجابي الوحيد في هذا الوقت هو المادة 140 من الدستور العراقي، وفتحت المادة 140 الطريق أمام الأكراد الذين تم إبعادهم قسراً من كركوك لتغيير التركيبة السكانية للمدينة والعودة إلى منازلهم، وافقت الحكومة العراقية والإدارة الكردية على إجراء استفتاء بعد عامين.

قلعة كركوك:

تقع قلعة كركوك في وسط مدينة كركوك وتعتبر من أقدم أجزاء المدينة الحضرية، يعتقد بعض المؤرخين أن جوتيين هم الذين بنوا القلعة على أساس لوح مسماري قديم ويمكن القول أن هذه المستوطنة العالية التي تسمى الآن قلعة كركوك اشتهرت منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد باسم “قلعة من مدينة بني شيلوة “.

بينما يعتقد مؤرخون آخرون أن هذه القلعة بنيت في عهد الملك الآشوري” آشور نصربال الثاني “بين 850 و884 قبل الميلاد، تم بناء قلعة كركوك في الأصل على تل مستدير يرتفع حوالي 120 قدمًا من السهول المحيطة، ويطل على مجرى نهر صغير يعرف باسم نهر الخصا، تعتبر هذه القلعة في حد ذاتها مدينة متكاملة، حيث تضم العديد من المباني التراثية القديمة.

وتنقسم القلعة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

  •  محلية الميدان الواقعة في الشمال.
  • يطلق على منطقة القلعة الواقعة في الوسط منطقة “أغاليق” لذلك سميت بهذا الاسم نسبة لسكن قيادات الانكشارية هناك.
  • سمي حي الحمام الذي يقع في الجنوب بهذا الاسم لوجود حمام كبير فيه ولا يعرف تاريخ بنائه بالضبط.

للقلعة أربعة مداخل رئيسية:

  • الباب الحجري أو الباب الرئيسي مع المصاطب ويتصل هذا المدخل بالجسر الحجري بدرج متدرج.
  • باب الطوب (طوب قابو) وهو من البوابات الأربعة الرئيسية الواقعة على الواجهة الغربية لقلعة كركوك ويطل على نهر خاص صو، وهو البوابة الوحيدة المتبقية من البوابات الأربعة الرئيسية، وهو البوابة الوحيدة المتبقية من البوابات الرئيسية الأربعة، الوحيد الذي تم الحفاظ عليه بشكله الحالي ويعود إلى أكثر من 150 عامًا وتتميز بأقواسها المدببة الشكل نصف الدائري وقبتها شبه البيضاوية مبنية من الحجر والجص ويبلغ ارتفاع البوابة من الداخل 7 م، طول المدخل 4 م وعرضه 3 م.
  •  بوابة السبع بنات مطلة على (جوت قهوة – المقهى المزدوج).
  • باب الحلوجية: مطل على سوق بائعي الحلويات.

أبرز المعالم الأثرية والتاريخية العمرانية لقلعة كركوك هي:

  • سوق القيصرية.
  • الجامع الكبير.
  • جامع العريان.
  • مسجد النبي دانيال.
  • الكنيسة الكلدانية.
  • القبة الخضراء.
  • البيوت التراثية.

شارك المقالة: