مدينة كوكبان

اقرأ في هذا المقال


مدينة كوكبان:

عندما نعود بالزمن للوراء حوالي عشرات القرون، فإنّنا نتكلم عن مدينة الجمال الساحر (كوكبان)، برائحتها الأثرية ووفرة جمالها الطبيعي المبهر. التي تقع في الجهة الشرقية من مدينة المحويت في وطن الحضارة (اليمن العظيم) على بعد حوالي (76 كم) منها. وعند سفح الجبل، تقع طخار، التي ترتفع حوالي (2800 متر) فوق مستوى سطح البحر، في مدينة كوكبان.

تحتضن هويتها الثقافية المليئة بالأسرار والعجائب، ومتجرها الثقافي الفريد، كعوامل جعلتها وجهة للزوار وهواة الفن والشعر، ومصدر للإبداع، حيث استمد العديد من الفنانين والكتاب والشعراء من مصدره الذي لا ينضب.

23 غارة على مدينة كوكبان:

في ثلاث السنوات الماضية، شهدت مدينة شبام كوكبان قرابة (23 غارة) بسبب الحروب الداخلية التي شهدتها اليمن في تلك الأيام وما زالت. وبحسب المصادر المحلية قامت بالتحدث مع بعض المواقع الإخبارية أنّ الغارات الجوية استهدفت مئات المواقع الأثرية. من بينها مكونات المدينة، منها القلعة، بوابة المدينة، حصن المخير، بركة المدينة القديمة، سمسرة المرزيم، الأسوار العالية المحيطة بالمدينة، ومئات المنازل القديمة داخلها. مكون المدينة من الشهرة العلمية والفنية والأدبية.

التدمير المنهجي للتراث البشري لمدينة كوكبان:

من ناحية ورأي ومنظور المهندس محمد يحيى إبراهيم (مدير فرع الهيئة العامة للآثار بمحافظة المحويت)، أنّ صمت المنظمات الدولية المعنية بشأن استهداف طائرات للمواقع الأثرية والتاريخية الغنية مدن المحويت، وتدمير المنشآت والمرافق السياحية جريمة حرب ضد اليمن وتاريخه، حضارته، وتراثه الإنساني. ودعا المنظمات الدولية المعنية إلى اتخاذ موقف جاد حيال ما وصفه بـ “جرائم التدمير المنهجي للمدن والمواقع التاريخية والأثرية باعتبارها من التراث الإنساني العالمي”.

شهود عيان على تاريخ مدينة كوكبان:

ما جعل مدينة شبام كوكبان أكثر أهمية هي كونها جمعت بين جمال الطبيعة وعطر التاريخ، وهي تعبر مدينة سياحية جميلة يزورها الناس للراحة والاستجمام والهروب من صخب المدينة وضجيجها، لذلك يفضل الكثير من الناس للاستجمام، حيث تتميز بالهواء النقي وكذلك كونها مكانًا لعشاق السياحة التاريخية ومحبي التاريخ والآثار.

حيث تتميز هذه المدينة عن العديد من المدن اليمنية الأخرى بأنها تحكي جزءًا من تاريخ اليمن من خلال العصور، من خلال ما تحتويه من شواهد وآثار قديمة وإسلامية، كثير منها باقٍ حتى يومنا هذا تمثل شاهد عيان يروي بصدق قصة ذلك الشخص الذي نحت الصخرة بأصابعه وكتب تاريخه بأحرف من نور.

تراث وعائلات فنية بمدينة كوكبان:

اشتهر سكان كوكبان بحبهم للفن والغناء، حتى قيل أنّه قد لا يوجد أي بيت من كوكبان لا يحتوي على عود، لذلك أنتج كوكبان العديد من الشعراء من عائلة شرف الدين، والعديد من الفنانين الغناء الذين تأتي قائمتهم على رأس الفنان الكبير محمد حمود الحارثي التي تضم أكثر من 200 أغنية، ومن أغانيها: (سقسك يققبان العز، روضة بلادي، يا حصن وادي النعيم)، كما توجد الأسرة الفنية العريقة لعائلة الأخفش التي أنجبت العديد من الفنانين الكبار، ومن أبرزهم حاليًا عبد الرحمن الأخفش.

مدينة شبام كوكبان في المراجع التاريخية:

جغرافياً تبعد عن صنعاء (45 كيلو مترًا)، ويحدها من الجهة الشمالية مديرية ثلا، ومن الجهة الجنوبية الحمى الداخلية وبني مطر، ومن الشرق منطقة ثلا مناطق همدان وبني مطر. ومن الغرب قضاء طويلة. يرجع تاريخ تأسيسها إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد، وكان أول ظهور لها في نقش النصر بعلامة (RES 3945) الذي كتبه “كرب الوتر بن ذمار بن علي”، مكرب سابا في القرن السابع قبل الميلاد.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن كوكبان كانت معقلاً لعاصمة الدولة اليافارية “شبام” في القرن الثالث الهجري. في القرن السادس الهجري جعلها الإمام المنصور عبد الله بن حمزة عاصمته. في القرن التاسع الهجري، عين الإمام شرف الدين ابنه شمس الدين أميرًا على كوكبان، وجعلها المطهر شرف الدين حصنًا محصنًا خلال معاركه الحربية ضد الأتراك.

وصف قلعة كوكبان:

بروايات قالها أهالي المنطقة، اتخذت قلعة كوكبان اسمها، لكونها وجدت في المدينة التي تم إقامة بنائها على قمة (سفح الجبل)، التي يتواجد بها قصرين شاهقين تم بنائهم من (الأحجار الكريمة، ومرصعان بالعقيق والفضةوالمرجان والياقوت).

مما جعلها تتألق في الليل في منافسة شديدة مع النجوم المعلقة في السماء، مما جعل هذين القصرين يبدوان كنجوم مثل الكواكب الأخرى. أما المؤرخ اليمني الشهير الحسن بن أحمد الحمداني، فإنّ سبب تسمية مدينة كوكبان بهذا الاسم يعود إلى (كوكبان بن ذي سفل بن عقيال بن زرعه)، أحد ملوك حمير العظام.

الموقع الفريد والمميز لمدينة كوكبان، وطرازها المعماري، وخضرة قيعانها على طول المنظر البشري البصري، ومعالمها التاريخية العظيمة ومآثرها، كل هذا وغيرها جعلت من كوكب بلانيت من أهم وأبرز المعالم السياحية التي يجذبها سياح تحرص الجنسيات المختلفة على زيارتها للاستمتاع بهوائها النقي وجمالها الساحر.

باختصار هي تلك المدينة التي تصافح الغيوم في النهار وتحتضن القمر ليلاً، حكاية مدينة معلقة في كبد السماء، عروس مطرزة بالعقيق والياقوت، وهي قصة مدينة يبدو أنها قلعة حرب، أو قلعة ضيقة جدًا، ولا تزال شاهدًا حيًا على جانب من تاريخ وحضارة اليمن السعيد.

المصدر: ‘Why is the world so quiet?’ Yemen suffers its own cruel losses, far from Aleppo.Take A Look At This Photo From Kawkaban, Yemen, Because It Doesn’t Exist Any MoreUP ABOVE TO KAWKABAN, A MOUNTAIN TOWN OF YEMENKawkabanShibam-Kawkaban, Yemen


شارك المقالة: