نبذة تاريخية عن مدينة لوكسمبورغ:
يعود تاريخ أقدم بقايا بشرية تم العثور عليها في لوكسمبورغ الحالية إلى حوالي 5140 قبل الميلاد، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن الأشخاص الذين سكنوا المنطقة لأول مرة، وسكنت قبيلتان بلجيكيتان وهما تريفيري وميديوماتريسي البلاد من حوالي 450 قبل الميلاد حتى الفتح الروماني عام 53 قبل الميلاد، كما كان احتلال الفرنجة للبلاد في القرن الخامس الميلادي بمثابة بداية العصور الوسطى في المنطقة، ولعب سانت ويليبرورد دوراً مهماً جداً في تنصير المنطقة في أواخر القرن السابع.
شكلت المنطقة على التوالي جزءاً من مملكة الفرنجة في أوستراسيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة تحت حكم شارلمان ولويس الأول، ثم مملكة لوثارينجيا، كما أصبحت لوكسمبورغ كياناً مستقلاً في عام 963 عندما استبدل سيغفريد كونت دي آردن أراضيه بقلعة رومانية صغيرة، ولكنها ذات موقع استراتيجي تقع على طول نهر ألزيت وأصبحت هذه القلعة مهد لوكسمبورغ واسمها مشتق من اسم القلعة.
وسع خلفاء سيجفريد ممتلكاتهم من خلال الفتوحات والمعاهدات والزواج والميراث، أما في حوالي عام 1060 أصبح كونراد المتحدر من سيغفريد أول من حصل على لقب كونت لوكسمبورغ، وكانت حفيدة كونراد الكونتيسة إرميسيندي حاكمة بارزة أصبح حفيدها هنري الرابع إمبراطوراً رومانياً مقدساً باسم هنري السابع في عام 1308، واستمرت سلالة لوكسمبورغ هذه على العرش الإمبراطوري في عهد تشارلز الرابع وفينسيسلاس وسيغيسموند.
وفي عام 1354 جعل الإمبراطور تشارلز الرابع المقاطعة دوقية، أما في عام 1443 أُجبرت إليزابيث جورليتس دوقة لوكسمبورغ وابنة أخت الإمبراطور الروماني المقدس سيغيسموند على التنازل عن الدوقية لفيليب الثالث دوق بورغوندي، كما انتقلت دوقية لوكسمبورغ إلى آل هابسبورغ في عام 1477.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة لوكسمبورغ:
نصب الذكرى:
تم افتتاح النصب التذكاري للذكرى المعروف أيضاً باسم (G Flle Fra) في عام 1923 كنصب تذكاري مخصص لجميع المواطنين الذين تطوعوا خلال الحرب العالمية الأولى. وهو يقف على شكل مسلة بطول 21 متراً تقع في ساحة الدستور ويتميز بتمثال من البرونز للمعبد الذي يحمل إكليل من الزهور، حيث إنه إلهة النصر اليونانية الذي يطلق عليه نايكي، كما أن هناك شخصيتان أخريان في أسفل المسلة تمثلان جنود لوكسمبورغ، أحدهما ميت والآخر حزين على مواطنه، وينقل هذا النصب التذكاري الأكثر شعبية بقوة الشعور بالحزن والفقدان الذي شعر به شعب المدينة خلال الحرب، بينما لا يزال يمثل الحرية التي ترتفع من خلال البؤس والألم. إنه نصب آسر ومثير للتفكير يمكن زيارته أثناء التواجد في المدينة.
تمثال الفروسية لوليام الثاني:
يقع هذا التمثال البرونزي لتمثال الفروسية لوليام الثاني في الساحة الرئيسية للمدينة، وقد تم تشييده تكريماً للدوق الأكبر ويليام الثاني ملك ناسو أورانج، حيث أن شخصية الركوب في ويليام الثاني هي عمل للنحات الفرنسي أنتونين ميرسي، وتمثال الحصان لفيكتور بيتر، كما تعرض قاعدة هذا النصب القديم في المدينة شعار النبالة لمنزل أورانج ناسو ولوكسمبورغ، وهو تمثال مهيب لا يمكننا تفويته.
نصب جوته التذكاري:
نصب تذكاري للشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون جوته، هذا النصب التذكاري في مدينة لوكسمبورغ لمحبي أعمال جوته الأدبية والبحث عن الهندسة المعمارية الرائعة في بيئة مذهلة. كما تم تشييده في عام 1935، وتم تصميمه تكريماً لفترة إقامة جوته القصيرة في المنطقة، ويتميز بتصميم معقد بالإضافة إلى أجمل النقوش المزخرفة، وهما من إبداعات النحات اللوكسمبورغاني ألبرت كراتزنبرج. ويقع هذا النصب التذكاري المهم في لوكسمبورغ على نتوء بوك في مونتي دي كلاوسن، ويوفر أروع الإطلالات على المدينة.
لامبرت ريدوبت:
يعتبر لامبرت ريدوبت أحد أبرز المعالم الأثرية في المدينة، ويعتبر الهياكل الدفاعية القليلة المتبقية في تحصينات المدينة الأصلية، كما تم بناء هذا النصب الثقافي في عام 1685، وكان جزءاً من حصن أكبر بكثير، وهو خماسي الشكل ويتكون من طابقين وصالات. حيث تم تجديد الاكتشافات الأثرية الهامة التي قام بها لامبرت ريدوبت بين عامي 1835 و1836، وقد تضاعفت خلال عمليات التنقيب الأخيرة، حيث تم اكتشاف بقايا حقول الألغام القديمة، وهو الآن مرتفع كواحد من أهم المواقع من نوعها في أوروبا.
شاليهات بوك:
مع ثغرات المدافع والتحصينات منحدر بوك في المدينة هو المكان الذي ستجد فيه مدخل شاليهات بوك، وهي شبكة بطول 21 كيلومتراً من الممرات تحت الأرض المنحوتة من الصخور الصلبة، وقادرة على إيواء آلاف المدافعين في هذا النصب الشهير، بالإضافة إلى العديد المعالم الأخرى التي يعود تاريخ معظمها إلى حكم الإمبراطورية الإسبانية في عام 1644.
أما اليوم يمكن استكشاف الكثير من هذه التحصينات الرائعة سيراً على الأقدام، بينما تتوفر الجولات المصحوبة بمرشدين المنظمة لمن يرغبون في معرفة المزيد عن تاريخ الأنفاق الرائع. على هضبة بلوك التي اكتشفت نفسها في عام 1963 توجد أطلال قلعة أثرية والثكنات القديمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والأبراج الكبيرة وبقايا جدار وينسيسلاس التي يعود تاريخها إلى عام 1390.
قصر جراند دوكال:
يعد من أجمل المعالم في المدينة الذي يجب مشاهدته، وهو عبارة عن قصر رائع من عصر النهضة يعود تاريخه إلى عام 1572، وهو بمثابة المقر الرسمي للعاهل الحاكم في البلاد. كما تم بناء هذا النصب التذكاري الجميل في المدينة كقاعة المدينة الأصلية في عام 1572 الذي خدمته حتى عام 1795، وتحول في النهاية إلى استخدامه الحالي باعتباره قصر جراند دوكال في عام 1890، ويشمل أبرز معالمه التصميم الداخلي الفخم والمفروش بأناقة، بما في ذلك الغرف الاحتفالية المستخدمة في المناسبات الهامة مثل زيارات الشخصيات الأجنبية البارزة.
أسوار الكورنيش:
وقد أطلق عليها اسم أجمل شرفة في أوروبا، وهي شاهقة فوق المدينة القديمة في وادي النهر أدناه، كما أن هناك بوابة جروند الكبيرة التي يعود تاريخها إلى عام 1632، وتكشف أسوارها عن العديد من المنازل والملاجئ الأرستقراطية، بالإضافة إلى الدير القديم للدومينيكان وكنيسة القديس ميخائيل الذي يعود تاريخها إلى عام 987 م، كما يوجد في ضاحية جروند نفسها مجموعة كبيرة من المباني مع الكنيسة ودير نيومونستر القديم، وهو معروف بآرغن يعود تاريخه إلى عام 1720، ودير ليموج من القرن السابع عشر وعذراء سوداء من القرن الرابع عشر، وتم تأسيس هذا النصب القديم في لوكسمبورغ من قبل الإمبراطور هنري السابع في عام 1309.
ساحة غيوم الثاني:
هي أحد أكبر المساحات المفتوحة في المدينة، وهو الموقع السابق لدير فرنسيسكان الذي تم تحويله منذ ذلك الحين إلى منطقة للمشاة. أما في وسط هذا النصب القديم يوجد تمثال الفروسية لوليام الثاني الذي كان ملك هولندا ودوق لوكسمبورغ الأكبر، إنه أيضاً المكان الذي ستجد فيه قاعة المدينة الجميلة التي تعود إلى العصور الوسطى، بالإضافة إلى منزل رافيل الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر. أما المعالم البارزة الأخرى هي البرج الإسباني بمناظره الرائعة لضاحية بفافينثال وثكنات الفرسان القديمة في فوبان، التي يسيطر عليها أيضاً فورت ثونجن والمعروفة باسم الجوز الثلاثة التي تزين كل من أبراجها الثلاثة.
قلعة فياندين:
قلعة فياندين أو شاتو دي فياندين هي قلعة خلابة من القرون الوسطى بدأت في القرن الحادي عشر، كما لم تكتمل قلعة فياندين إلا في القرن الرابع عشر وأصبحت موطناً للتهم والكونتيسات المحلية، ومن المثير للاهتمام أن موقع قلعة فياندين له تاريخ يعود إلى العصر الروماني عندما كان موقع القلعة أو كاستيلوم. في حين أن العديد من جوانب قلعة فياندين التي شوهدت اليوم تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، فقد كان هذا الموقع الرائع موضوعاً لتجديدات واسعة النطاق في القرن العشرين.
الحي القديم التاريخي:
الحي القديم التاريخي الذي تم تصنيفه كموقع تراث عالمي في اليونسكو في عام 1994، وقد ضمنت التحصينات القديمة للمدينة مكانتها كواحدة من أهم مدن أوروبا. كانت القلعة منيعة للغاية فقد أطلق عليها اسم جبل طارق الشمال، وعلى الرغم من تدمير القلعة القديمة بين عامي 1867 و1883، إلا أنها بارزة في الحي القديم واضح في كل مكان.
أما اليوم أفسحت التحصينات القديمة المجال للحدائق المبنية بشكل جميل، بينما تصطف شوارعها المرصوفة بالحصى بالمنازل والمباني القديمة الساحرة. إنه مكان رائع لقضاء بضع ساعات في الاستكشاف، وأنت تعبر جسورها العديدة بما في ذلك جسر أدولف المذهل الذي يُعتبر معلماً في المدينة واجتياز أزقته العديدة.