مسجد بادشاهي الأثري في باكستان

اقرأ في هذا المقال


“Badshahi Mosque” ويعتبر خامس أكبر مسجد في العالم، حيث يعد إحدى أهم المعالم الأثرية في باكستان، والذي يتميز بجماله وأناقته وحجمه الكبير، كما يلخص الإنجازات الثقافية المغولية مثل المناصب التذكارية الأخرى في مدينة لاهور.

تاريخ بناء مسجد بادشاهي

تم بناء مسجد بادشاهي عام 1671م في أواخر العصر المغولي، تحت إشراف مظفر حسين (فدائي خان كوكا)، صهر أورنجزيب وحاكم لاهور، حيث كان من المخطط في الأصل أن يكون ذخائراً؛ للحفاظ على خصلة من شعر النبي، حيث يتأثر حجمه الكبير بمسجد جاما في دلهي الذي بناه شاه جهان والد أورنجزيب.

ويعتبر مخطط مسجد بادشاهي في الأساس مربعاً بمساحة 170 متراً من كل جانب، ونظراً لأنه تم بناء الطرف الشمالي للمسجد على طول حافة نهر رافي، لم يكن من الممكن تثبيت بوابة شمالية مثل تلك المستخدمة في مسجد الجامع، ولم يتم إنشاء بوابة جنوبية للحفاظ على التناسق العام.

أما داخل الفناء، تتميز قاعة الصلاة بأربع مآذن تردد صدى المآذن الأربعة في كل ركن من أركان محيط المسجد، وكان بروز المسجد في الرؤية الإمبراطورية لدرجة أنه تم تشييده على بعد بضع مئات من الأمتار إلى الغرب من حصن لاهور، وأضيف إلى الحصن بوابة خاصة مواجهة للمسجد وسميت باب الأمجيري، وتم استخدام المساحة الواقعة، بينهما (حديقة Hazuri Bagh المستقبلية)؛ كأرض عرض حيث يراجع أورنجزيب قواته ورجاله، كما يبدو أن حديقة “Hazuri Bagh” في مستوى أدنى من المسجد حيث تم بناؤه على قاعدة ستة أمتار للمساعدة في منع الفيضانات.

لم يكن أداء المسجد جيداً خلال حكم رانجيت سينغ (مهراجا إمبراطورية السيخ)، وعندما سيطر رانجيت سينغ على لاهور في عام 1799م؛ تم استخدام فناء المسجد كإسطبل واحتلت الحجرات (الخلايا) المحيطة بمحيطه من قبل جنوده، كما استخدم رانجيت سينغ بنفسه حازوري باغ المجاور باعتباره ديوانه الملكي الرسمي، وعندما زار ويليام موركروفت الإنجليزي لاهور في عام 1820م، سجل أن المسجد يستخدم كميدان تمرين لمشاة سيباهي، وبعد عشرين عاماً، ضرب زلزال متوسط ​​منطقة لاهور وانهارت الأبراج الرخامية الرقيقة في قمم كل مئذنة، وتم استخدام الأبراج المفتوحة كمدافع رشاشة بعد عام عندما احتل شير سينغ ابن رانجيت سينغ المسجد، لقصف قلعة لاهور خلال الحرب الأهلية للسيخ.

وبعد أن سيطر البريطانيون على لاهور عام 1846م، استمروا في استخدام مسجد بادشاهي كحاميةٍ عسكرية، ولم يكن حتى عام 1852م، أن أنشئ البريطانيون هيئة مسجد بادشاهي للإشراف على ترميم المسجد، بحيث يمكن إعادته للمسلمين كمكانٍ للعبادة، وعلى الرغم من إجراء الإصلاحات، لم تبدأ الإصلاحات الشاملة حتى عام 1939م تحت إشراف المهندس المعماري نواب زين يار جانغ بهادور، واستمرت الإصلاحات حتى عام 1960م، واكتملت بتكلفة 4.8 مليون روبية.

المعالم الأثرية في مسجد بادشاهي

يعتبر مسجد بادشاهي إحدى أهم المعالم الأثرية في باكستان، حيث كان معروفاً ببساطة حجمه الاستثنائي والذي كان مرئياً على بعد عشرة أميال تقريباً، ويعتبر المسجد عرضاً للذوق الرائع والجرأة للإمبراطور في ذلك الوقت، وقد تم تصميم كل من الداخل والخارج بشكلٍ فريد للغاية، حيث يعزز الزخرفة الغنية بالجص الزخرفي (منباتكاري) والألواح بلمسة جدارية من الداخل من المسجد والمنحوتات الحجرية جنباً إلى جنب مع البطانة الرخامية على الحجر الرملي الأحمر، خاصةً الزخارف على شكل اللوتي بنقشٍ غامق، مما يضفي جمالاً على المظهر الخارجي.

وتم العثور على أربعة مآذن مثمنة الأضلاع من ثلاثة طوابق يبلغ ارتفاعها 196 قدماً في الزوايا الأربع للمسجد التي تعلوها مظلة من الرخام، وعند إضاءته في المساء، يوفر مسجد بادشاهي منظراً لا يفوت أبداً، خاصةً في الوقت الحاضر عندما يمكن تجربة ذلك أثناء الاستمتاع ببعض الأطعمة عالية الجودة في شارع الطعام الجديد الذي يوفر إطلالة خلابة ومذهلة على المسجد.

ونظراً لأن باكستان أصبحت الوجهة السياحية الأولى لعام 2020 وفقاً لمسافر “Conde Nast”، فإن عامل الجذب الوحيد في البلاد ليس سلاسلها الجبلية المذهلة ولكن مدينة لاهور التاريخية تعد بتقديم تجربة عالمية في عصر موغال، وعند زيارة مسجد بادشاهي، سيشاهد الزائر أكثر من مجرد منطقة للصلاة؛ فالمكان مليء بالأماكن الرائعة، وفي الوقت الحاضر، الكثير من العرائس والعرسان يتبعون العادات الدينية المتمثلة في الحصول على نيكة (عقد الزواج في الإسلام) في المسجد، حيث ستوفر زيارته تجربةً لا تنسى.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: