مسجد وزير خان الأثري في باكستان

اقرأ في هذا المقال


“Wazir Khan Mosque” ويعتبر إحدى المعالم التاريخية الدينية المهمة في مدينة لاهور في باكستان، حيث يعد إحدى أكثر المساجد التي تعود إلى القرن السابع عشر زخارفاً وتعقيداً، والذي حافظ على مكانته كموقعٍ رئيسي للعبادة في المدينة القديمة.

تاريخ بناء مسجد وزير خان

تم بناء مسجد وزير خان من قبل حاكم البنجاب خلال القرن السابع عشر عام 1634م، والذي ينحدر من أصول متواضعة في بلدة شينيوت في منطقة جانغ في البنجاب، ودرس الطب في عهد حكيم الداوي، وعينه البلاط المغولي كطبيبٍ شخصي للأمير كورام، شاه جيهان المستقبلي، حيث كان الأمير الشاب مأخوذاً بكفاءة الأنصاري لدرجة أنه منحه لقب وزير خان عام 1620م، وحصل وزير خان على قطعة أرض كبيرة في لاهور تحدها بوابة دلهي من الشرق وقلعة لاهور من الغرب، وأسس المسجد الذي يحمل اسمه الآن على موقع قبر سيد محمد إسحاق.

اكتمل بناء المسجد عام 1641م؛ من أجل إحاطة قبر ميران بادشاه، وهو قديس صوفي محترم يقع قبره الآن في فناء المسجد، حيث يشتهر المسجد بأعماله المعقدة من بلاط القيشاني المعروف باسم كاشي كاري، بالإضافة إلى أسطحه الداخلية المزينة بالكامل تقريباً بلوحات جدارية متقنة من العصر المغولي، وتم تزيين الجزء الداخلي للمسجد بشكل غني باللوحات الجدارية، بينما تم تزيين الجزء الخارجي من المسجد ببذخ مع أعمال بلاط كاشي كاري المعقدة على الطراز الفارسي.

حل مسجد وزير خان محل مسجد مريم زماني القديم باعتباره المسجد الرئيسي في لاهور للمصلين في صلاة الجمعة، وكان مسجد وزير خان جزءاً من مجمع أكبر يضم صفاً من المتاجر المخصصة تقليدياً للخطاطين والمجلدين، وساحة البلدة أمام المدخل الرئيسي للمسجد.

المعالم الأثرية في مسجد وزير خان

يعتبر مسجد وزير خان إحدى أهم المعالم الدينية في باكستان، حيث تم إدراجه على انه آثار التراث المحمي لقسم الآثار في البنجاب، وفي عام 1993م، تمت إضافته إلى موقع التراث العالمي لليونسكو، تم بناء المسجد على قاعدة مرتفعة، مع فتح البوابة الرئيسية على وزير خان تشوك، ويبلغ محيطه الخارجي حوالي 85 متراً في 48 متراً، مع محورٍ طويل موازٍ لشاهي جوزارجاه، تم بناؤه بالطوب المرصوف من الجير الكنكر.

السمة المعمارية المميزة للمسجد هي استخدام المآذن في كل ركن من أركانه الأربعة، وهي المرة الأولى التي تم فيها استخدام مثل هذا التصميم في لاهور، أما قاعة الصلاة الرئيسية فهي مزينةً بشكلٍ غني باللوحات الجدارية المغولية، حيث يبلغ طولها حوالي 130 قدماً وعرضها 42 قدماً، وهي مقسمةً إلى خمسة أقسام مصطفة في ممرٍ طويل واحد يمتد من الشمال إلى الجنوب.

ويعلو القسم الأوسط من قاعة الصلاة قبة يبلغ ارتفاعها 31 قدماً ويبلغ قطرها 23 قدماً ترتكز على أربعة أقواس تشكل سرادقاً مربعاً، وهو شكل معماري فارسي يُعرف باسم “شار طق”، أما الحجرات المتبقية في قاعة الصلاة تعلوها قبة يبلغ ارتفاعها 21 قدماً ويبلغ قطرها 19 قدماً، وهي مبنية بأسلوب مشابه لطراز سلالة لودي السابقة.

ومن السمات الغريبة للمسجد دمج 22 متجراً في مخططه الأرضي، حيث تقع هذه المتاجر على جانبي قاعة المدخل، وتشكل سوقاً به ممر مرصوف بالطوب بينهما، وتمتد هذه المنطقة التجارية شرقاً إلى ما وراء المسجد إلى تشوك وزير خان (ميدان وزير خان)، الذي لا يزال حياً تجارياً نابضاً بالحياة حتى يومنا هذا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: