نهر جيحون

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر جيحون؟

إن جيحون أو آموداريا هو نهر موجود في آسيا، حيث يصل طوله إلى 2.525 كيلومتر تقريباً، وقد كان يعرف في القدم باسم (أوكسوس)، كما كان يعرف عند العرب باسم جيحون، فإنه يتشكل من التقاء كل من نهر فخش ونهر باندج الذين ينبعان من جبال بامير في آسيا الوسطى، وقد قام بعبوره الفاتح قتيبة بن مسلم بجيشه إبان الفتوحات الإسلامية.
فإن النهر تمت معرفته على أنه الحد الذي يفصل بين كل من أفغانستان وطاجكستان وأوزبكستان، ويقوم بصب مياهه داخل الساحل الجنوبي لبحر أرال، حيث يتشكل عند مصبه دلتا يصل طولها إلى 145 كم تقريباً، وأهم الروافد التي تأتيه من الشمال كل من فاكش، كافيرني غان، سرخان، أمَّا روافده من الجهة الجنوبية فهو نهر كوندوز.

جغرافية نهر جيحون:

يعتبر نهر جيحون من أكبر الأنهار التي توجد في آسيا الوسطى، وإن جيحون هي التسمية العربية لهذا النهر، الذي كان في القدم يعرف باسم أكسوس (Oxus)، وفي الوقت الحاضر يعرف باسم (أموداريا)، حيث أنه بجانب نهر سيحون (سيرداريا) بطوله، ولكن تصريفه يصل إلى أكثر من ضعفي تصريف نهر سيحون.
كما إن منبع نهر جيحون يأتي من الجبال المرتفعة في كل من طاجكستان وأفغانستان الشمالية، من ارتفاع 2900 م تقريباً، ويصل النهر في مجراه المرتفع (عقدة بامير) متجهاً في البداية غرباً ومن ثم جنوباً، مشكلاً حداً لها من الجنوب، ليتجه بعدها غرباً على طول الحدود الأفغانية الطاجيكية.
كما أن النهر لا يعرف باسم جيحون إلا بعد التقاء الرافد النهري الذي اسمه (بيندذه) بالنهر الذي يأتي من الشمال، حيث يعرف باسم فاخش (Vakhsh) الذي يكون بداية النهر الأساسي الأولى، وبعد أن يترك النهر الأراضي المرتفعة عند بلدة كيركي، حيث أنه ينحرف باتجاه الشمال الغربي متدفقاً في واديه عبر صحراء واسعة من الأراضي المنخفضة الطورانية حتى مصبه في بحر آرال.
ويشكل النهر في المنطقة المنخفضة حداً بين صحراء (قره قوم) من الجهة الغربية وصحراء (قيزيل قوم) في الجهة الشرقية، وإن دلتا النهر التي كوَّنها النهر في منطقة صبيبه عبر تاريخه هي دلتا واسعة وطويلة، حيث أنها تقسم إلى قسمين: قسم علوي ويبدأ قبل مصبه بحوالي 282 كم، وقسم منخفض ويبدأ قبل المصب بحواي 160 كم، وفي الدلتا المنخفضة يتشعب النهر إلى عدة فروع.
ويصل الطول الكلي للنهر من منبعه إلى مصبه حوالي 2525 كم تقريباً، نصفه تقريباً في المنطقة الجبلية، كما تصل مساحة حوضه إلى حوالي 461 ألف كيلومتر مربع، وكان النهر في العصور القديمة يتدفق إلى منخفض ساري ـ كاميش، وهو منخفض كبير جاف، موقعه إلى الغرب من الدلتا العليا، أما اليوم فينتهي في بحر آرال.
وجزء من مياه المنخفض القديم كان يصب مياهه في قناة أوزبوي غرباً إلى بحر قزوين، لينتهي فيه قرب سواحل مدينة كراسنوفودسك، وقد جفت القناة منذ 2000 سنة مضت تقريباً، ويقسم النهر هيدرولوجياً إلى وحدتين: الأولى تشكل منطقة التغذية، ممثلة في المنطقة الجبلية التي تصرف مياهها عبر مجموعة من الروافد.
ومن روافد النهر المهمة التي توجد في أراضي الطاجيكية هي: (جونت، بارتنج، فاخش، كافيرنجن، سورخانداريا)، أمَّا رافداه الأساسيان الموجودان في الجهة الجنوبية من الأراضي الأفغانية هما كل من  كوكشا، كوندوز، وإن خمسة وأربعون بالمئة من منطقة التغذية تقع في أفغانستان التي تزوده بحوالي ثلث مياهه، والوحدة الثانية هي منطقة التلاشي الممثلة في الأراضي الطورانية التي يعبرها دون أن يتلقى أي رافد، ويفقد من مياهه الكثير بالتبخر والتسرب والري.
وإن معدل التصريف السنوي للنهر من حوضه الأعلى يصل إلى حوالي 64 مليون متر مكعب، كما تنخفض إلى حوالي 38 مليون متر مكعب عند بلدة نوكوس (رأس الدلتا)، وتشكل حوالي 51 مليون متر مكعب عند كيركي الواقعة على بعد 800 كيلومتر من المصب، كما يتلقى حوالي 60% من مياهه في أربعة شهور من شهر أيار إلى شهر آب، وتغذيته الرئيسية تكون من المياه الذائبة من الغطاءات الثلجية الجبلية، لذا يكون تصريفه الأعلى خلال فصل الصيف، وخاصة في شهر تموز.
وقد قاموا باستغلال مياه النهر في أعمال الري منذ زمن قديم، وبالأخص في منطقة دلتاه وفي قطاعه الأوسط، وفي عام 1962 ميلادي، نفذت قناة قره قوم المائية إلى مدينة عشق آباد بطول يصل 800 كيلومتر تقريباً، من أجل أن تروي مساحات واسعة من أراضي الصحراء، وقد تزايد استهلاك مياه النهر خلال الأربعين سنة الماضية، ممَّا جعل نصيب ما يصل بحر آرال في حالة تناقص ملحوظ.


شارك المقالة: