أمثال عالمية عن التكبر:
ما هو مفهوم التكبر؟ وما الأسباب التي تقود إليه؟ وكيف يظهر التكبر على الشخص؟ الأمثال العالمية التي تمحور حديثها حول موضوع التكبر، تلك الأمور التي سوف نقدمها لكم في هذا المقال.
عُرف التكبر من قِبل اللغويين في معاجم اللغة على أنه أحد صفات الغطرسة والتفوق التي تظهر على الشخص من خلال أقواله وتصرفاته وأفعاله والافتراضات التي يقوم بها والادعاءات التي يشير إليها، حيث يكمن شعور داخله بأنه كل ما ينطق به هو الكلام السليم والصحيح.
والتكبر هو المعاندة لآراء الآخرين، ورفض الشخص قبول قول الحق من شخص آخر، حيث يولد التكبر لدى الفرد نزعة داخلية تدل على حبه للعظمة التي تتسلط على الناس وتسيطر عليهم، فتجعله إنسان لا يوافق إلا هواه ولا يميل إلا لطبعه فقط.
وهناك العديد من الأسباب التي تقود الفرد إلى الشعور بالتكبر منها ما يكون محققه الشخص من إنجازات عظيمة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يحققون إنجازات لم يصل إلى تحقيقها أحد من قبله، مما يحققون فيها نجاحات عالية تميزهم عن غيرهم، مما يدفع بهم هذا النجاح إلى التكبر والتباهي أمام من هم حوله وأمام المجتمع الذي يقطنه.
وهناك فئات من الناس تلجأ إلى استخدام أسلوب التكبر كدرع يدافع به عن ذاته، فيعبر الشخص عن مدى احترامه لذاته وتقديرها بالتكبر والاستعلاء؛ ويعود السبب في ذلك إلى انعدام الثقة وإخفاء النقص الذي يشعر به ويعاني منه، وآخرين يستخدمون أسلوب التكبر لغاية لفت انتباه الآخرين إليهم، وإليكم بعض الأمثال العالمية التي تمحور حديثها حول موضوع التكبر.
1. أنا متكبر وأنت متكبر من سينقل الرماد إذاً (I am proud, and you are proud, and who shall bear the ashes round):
أشار المثل الإنجليزي في مضمونه إلى موضوع التكبر، حيث بين لما للتكبر من انعكاسات سلبية على حياة الفرد الشخصية، فالإنسان المتكبر لا يوعز بنفسه إلى القيام بأعماله وإتمامها، وقد أوضح الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أنّ الإنسان إذا تكبر عن القيام بأعماله الضرورية التي تعتمد على حياة الشخصية، فإن الحياة سوف تتعطل، كما يسبب العديد من الأضرار التي تعود عليه على المجتمع من حوله.
2. أنفخ صدرك بالهواء تلد ريحاً (Blow your chest with air, give birth to a wind):
يعود أصل المثل إلى دولة إسبانيا، حيث خرج من الشعب الإسباني لمخاطبة كافة الأفراد في مختلف المجتمعات الدولية؛ وذلك من أجل تقديم الحكمة والعبرة، حيث أشار المثل الإسباني إلى التكبر، فهو من أسوأ الصفات التي يمكن أن تولد داخل الفرد؛ وذلك لما لها من نتائج سلبية تنعكس على حياة الفرد، إذ يجد الإنسان نفسه مع مرور الزمن لم يحقق أي شيء في حياته، إنما بقي متكبر بذاته ومستعلياً بها عن كافة الأمور الحياتية، فتجده لم يحقق أي إنجازات أو نجاحات أو طموحات.
وقد أوضح الحكماء والفلاسفة من خلال بيان للمعنى الضمني المثل الإسباني أنّ الإنسان الذي يبقى على الدوام ينفخ في نفسه ويتكبر ويستعلي بها، فإنه في النهاية لا يلد إلا هواء فارغ لا جدوى منه ولا استفادة.
3. الكبر يورث البغض (pride bequeathed hatred):
يعود أصل المثل المذكور إلى دولة فرنسا، حيث أول ما خرج كان على لسان الكاتب والفيلسوف والناقد الفرنسي (فولتير)، ثم بعد ذلك انتشر بين الشعب الفرنسي، وبدأوا بتداوله داخل مجتمعهم بمثابة مثل يحمل حكمة عظيمة، ثم بعد ذلك أخذ الحكماء المثل الفرنسي وترجموه إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك حتى يساهموا في انتشار المثل بين كافة الأطياف والمجتمعات العالمية، وتقديم الحكمة الجلية التي يتضمنها، والتي تتمثل في النهي عن التكبر.
حيث أرفقوا الحكماء والفقهاء بالمثل الفرنسي شرح لمضمونه والمقصود منه، فقد أوضحوا للناس أن استخدام أسلوب التكبر بين الناس والمجتمع هو ما يورث البغضة والكره والضغينة بين أفراد المجتمع الواحد، كما يعمل عل قطع العلاقات الاجتماعية وهذا ما نهت عنه كافة الأديان السماوية في كتبها.
4. الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل (Pride and admiration take away the virtues and earn vices):
يعود أصل المثل إلى دولة بريطانيا العظمى، حيث كان أول خرج عن لسان الرائد في الشعر البريطاني (جورج بايرون)، ونظراً لوجود الحكمة والموعظة في المثل البريطاني، قام الحكماء بأخذ المثل وترجمته وبيان مضمونه، فقد أوضح من خلال مضمون المثل البريطاني أنّ التكبر يسلب من الإنسان الأخلاق والفضائل الحميدة التي ولد عليه بالفطرة، وتكسبه الرذائل والأخلاق السيئة.