الأمثال الشعبية يقوم الناس بتناقلها في حياتهم اليومية، إذ إنها تعكس ثقافة المجتمعات التي أتت منها، والشعوب العربية من أكثر الشعوب التي تنتشر فيها الأمثال الشعبية والحكم المأثورة، والتي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد، غير أن الأغلب لا يعرف ما هي قصة الأصلية التي قيل فيها ذلك المثل الشعبي، الذي يستخدمه في مختلف المواقف الحياتية.
قصة مثل بعد خراب مالطا:
هذا المثل الذي يشيع كثيرًا على ألسنة الناس، تدور أحداث قصته، بعد خراب مدينة مالطا في القديم، وذلك بعد أن جاء الاحتلال الفرنسي إلى مدينة مالطا، ودمر المدينة حتى أنه أتى على الأخضر واليابس فيها، وتحولت المدينة التي كانت مثالًا في الجمال والازدهار خرابة بالفعل، لا تشفع ولا تنفع، وبعد مدة من ذلك الاحتلال الغاشم، تم تحرير مالطا من ذلك الاحتلال، غير أن ذلك كان بعد خرابها، فجاءت الجملة القائلة: “بعد خراب مالطا”، وجرت على الألسنة حتى صارت مثلًا مشهورًا شائعًا، يُضرب في مواقف معينة مشابهة كما سيرد في قصة المثل.
ما هو السبب الذي قيل فيه مثل بعد خراب مالطا؟
إن مثل ومقولة بعد خراب مالطا، التي نسمعها ويرددها الناس كثيرًا، والمقصود والمغزى وراء استخدام هذه العبارة التي راحت مثلًا، أنها تقال عندما توجد هناك محاولة للإصلاح غير أنه لا فائدة تُرجى منها، أو حين تكون محاولات للإصلاح قد أتت في وقت متأخر جدًّا، وبالعودة إلى قصة خراب مالطا، إذ إنه عندما احتل الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابارت جزيرة مالطا، وذلك في عام 1798ميلادية، وعلى الرغم من قصر مدة الاحتلال الفرنسي لها، والذي استمر عامين فقط، غير أنهم تركوها خرابًا وأحدثوا فيها دمارًا شاملًا، بعد أن قاموا بسرقتها ونهبها وتدميرها، كما قاموا بهدم قصورها وكنائسها، لدرجة أنهم قاموا بإجبار سكانها على الهرب لينجوا بحياتهم، إلى جزيرة صقلية.
عاد أهل مالطا إلى مدينتهم بعد أن حررها جيش الإنجليز من ذلك الاحتلال الغاشم، في عام 1800 ميلادية، تحت قيادة القائد الإنجليزي “السير ألكسندر بول”، غير أن ذلك حدث بعد أن أصبحت خرابًا موحشة بالفعل، “أي بعد خراب مالطا، تم تحريرها”، وقد تداولت الألسنة تلك الجملة، بعد خراب مالطا، حتى أصبحت مثلًا مشهورًا متداولًا حتى يومنا هذا.