ما هو أصل مثل من شابه أباه فما ظلم

اقرأ في هذا المقال


المثل الشعبي كنز من الحكمة المتراكمة عبر الأجيال، يحمل في طياته قصصًا وحكايات تعكس تجارب الشعوب وتراثها. من بين هذه الأمثال التي نرددها يوميًا، نجد مثل “من شابه أباه فما ظلم” الذي يثير الفضول حول أصله ومعناه.

من شابه أباه فما ظلم

هذا المثل المشهور الذي هو بين أيدينا، والذي يردده العرب بشكل كبير في مجالسهم ويقدمونه ويضربونه حين يرون أن تصرفات الأبناء وسلوكياتهم تسير على نفس نهج وسلوك آبائهم، فما قصته؟

قصة مثل من شابه أباه فما ظلم

يُروى أنه كان هناك رجل منذ قديم الزمن، وكان عنده ولد صغير، وقد دفع خوف الأب على ولده من الانجراف مع الهوى، فقرر وضعه في إحدى حجرات المنزل، وأغلق دونه الأبواب، وعزم ألا يخرجه من هذه الحجرة مدى الحياة، فكانت أمّه تأتيه بالطعام والشراب وتطعمه، ومن بعد ذلك تخرج وتغلق الباب.

مضت الأيام وكبر الصبي، وقد بلغ مبلغ الرجال، وفي أحد الأيام، وحين أدخلت الأم الطعام وأغلقت الباب وخرجت كما هي العادة، نسيت أن تغلق الباب جيدًا، فخرج الولد من غرفته، ووجد أمه جالسة وأمامها فتاة من فتيات الجيران تمشط لها شعرها، فلما رآها شعر بالتعجب الشديد منها، إذ إنه لم يرَ في حياته أحدًا إلا أباه وأمّه، فسألها ابنها ما هذا يا أمي؟، فأجابته كذبًا: إنها رأس ذئب حتى تخيفه، عاد الولد إلى حجرته، ولما جاء أبوه، ودخل عليه وجده ينشد قائلًا: “الذيب ماله قذلة هلهلية، ولا له ثمان مفلجات معاذيب، والذيب ما تمشطه بالعنبرية، لا واهني من مرقده في حشا الذيب”.

حين سمع الوالد إنشاد ابنه، علم أن الهوى قد أصابه وأراد أن يرسله إلى شيخ القرية حتى يقوم بتعليمه، وبالفعل ذهب الولد إلى شيخ القرية، وحينها سأله الشيخ: هل تعلم حروف الهجاء، فقال له الولد: نعم، لقد علمني أبي كل حروف الهجاء، فقال له قل ألف قال: “ألف وليف الروح قبل أمس زرناه، غرو يسلي عن جميع المعاني”، قال قل باء فقال: “والباء بقلبي شيد القصر مبناه، وادعى مباني غيرهم مرمهاني”، قال قل تاء فقال: “التاء تراني كل ما وحيت طرياه، افزلو حلو الكرى قد غشـاني”، قال قل ثاء، فقال: “الثاء ثلوم القلب محد بيرفاه، إلا أن خلي من عذابه سقاني”، فسأله الشيخ من علمك كل هذا؟، وأجابه علمني أبي، فعلم الشيخ أن أباه هو السبب فيما حدث لأبنه، وقال: “من شابه أباه فما ظلم”، ومنذ ذلك الوقت صارت المقولة مثلًا يُضرب حين يتشابه الأبناء مع الآباء في السلوك والتصرفات.

معنى مثل من شابه أباه فما ظلم

father-1383159_640-300x200

1. المعنى الحرفي والمجازي لمثل من شابه أباه فما ظلم

  •  المعنى الحرفي للمثل

يشير المثل إلى أنّه من الطبيعي أن يتشابه الابن مع والده في صفاته وأخلاقه وسلوكه. فإذا كان الأب شخصًا طيبًا وصالحًا، فمن المرجح أن يكون الابن كذلك.

  • المعنى المجازي للمثل

يُستخدم المثل أحيانًا للتعبير عن فكرة أنّ الأبناء يتعلمون من آبائهم، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. فالأب هو قدوة للابن، وسلوكه يؤثر بشكل كبير على سلوك الابن.

2. أمثلة على استخدام المثل

  • يُقال المثل عندما يُلاحظ أنّ الابن يشبه والده في صفة حميدة، مثل الكرم أو الصدق.
  • يُقال المثل أيضًا عندما يُلاحظ أنّ الابن يتبع خطى والده في مهنة أو مسار حياة معين.

3. المناقشة حول صحة مثل من شابه أباه فما ظلم

يُعدّ المثل صحيحًا في كثير من الحالات، ولكن هناك بعض الاستثناءات، فليس كل الأبناء يتشابهون مع آبائهم:

  • تأثير العوامل الأخرى: تلعب العوامل الأخرى دورًا هامًا في تكوين شخصية الابن، مثل البيئة والمدرسة والأصدقاء.
  • الاختيارات الشخصية: يمتلك كل شخص حرية اختيار مساره في الحياة، بغض النظر عن سلوك والده.

4. نصائح للآباء للتعامل مع أبنائهم

  • كن قدوة حسنة لأبنائك.
  • تواصل مع أبنائك.
  • شجع أبنائك على التفكير بشكل مستقل.

يشير المثل إلى أنّه من الطبيعي أن يتشابه الابن مع والده في صفاته وأخلاقه وسلوكه، فإذا كان الأب شخصًا طيبًا وصالحًا، فمن المرجح أن يكون الابن كذلك.


شارك المقالة: