التفكير النظري في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


 التفكير النظري في علم الاجتماع:

أولاً: طرح في علم الاجتماع، والعلوم الاجتماعية عامة، منظورات عديدة ومقاربات نظرية متنوعة، وخلافاً لمجالات العلوم الطبيعية، فإن العلوم الاجتماعية تواجه مصاعب عديدة في تعاملها مع المشكلات المركبة العويصة أحياناً في تعاملها مع أنماط السلوك المجتمعي المتغيرة على الدوام.

ثانياً: تقدم لنا أطروحة فيبر حول تأثير البيورتانية على تنامي الاقتصادات الحديثة مثالاً مفيداً للتدليل على أهمية الجانب التنظيري في البحث الاجتماعي، ولا تزال أفكار فيبر مثيرة للجدل، غير أن المفاهيم التي طرحها قد شقت سبلاً جديدة في علم الاجتماع، وحفزت على قيام المزيد من الدراسات الاجتماعية في مراحل لاحقة.

ثالثاً: يشير التعارض في وجهات النظر المختلفة إلى عدد من المآزق النظرية التي لا تزال قائمة حتى الآن في علم الاجتماع المعاصر، وتتجلى إحدى هذه الاشكاليات المهمة في العلاقة القائمة بين الفعل البشري من وجهة والبنية الاجتماعية من جهة أخرى، فهل نحن صنّاع المجتمع أم من صنائعه، وقد لا يكون الخيار بين هذين البديلين عصياً كما يبدو في ظاهر الأمر، غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في كيفية الربط بين هذين الجانبين في الحياة الاجتماعية.

رابعاً: يتجلى مأزق علم الاجتماع درجة التناغم والانسجام في المجتمع، أو مستوى العلاقة الصراعية بين مكوناته وشرائحه، وليس من المتعذر تجسير هذه الفجوة بين هذين الموقفين النظريين المتعارضين، غير أن علينا أن نبين التداخل الممكن بين الاتجاهات النظرية الإجماعية والصراعية، ومن الممكن الإفادة من مفهومي الأيديولوجيا والسلطة للقيام بهذه المهمة.

خامساً: يتمثل السجال في أوساط علم الاجتماع في تحليل التنمية الاجتماعية الحديثة، هل ستتخذ مسارات التغير في العالم الحديث المسار الرأسمالي لتحقيق التنمية الاقتصادية، أم ستؤثر في هذه المسيرة عوامل أخرى، بما فيها الحوافز غير الاقتصادية؟ وتتأثر المواقف التي يجري تبنيها في المناقشات الدائرة حول هذا الموضوع إلى حد بعيد بالمعتقدات السياسية والتوجهات التي يحملها علماء الاجتماع.

سادساً: عند تناول القضايا المتصلة بالتنمية الاجتماعية، يحاول المنظرون المحدثون أن يتجاوزوا الأطروحات التي عرضها كارل ماركس فيبر، وينكر منظرو ما بعد الحداثة إمكانية وضع نظريات عامة عن التاريخ أو المجتمع على الإطلاق، ويرى بورديار أن وسائل الإعلام والاتصال الإلكترونية قد دمرت علاقتنا بالماضي، وخلقت عالماً تتولد فيه المعاني من تدفق الصور لا من الواقع الفعلي المستقر.


شارك المقالة: