لا شك في أن العلاقات الأسرية هي أعلى وأقدس العلاقات على وجه الأرض من البذرة بين فردين من خلال الزواج ثم الأفراد المتكاثرون إلى الأقارب والأصهار من كلا الطرفين كما هو الحال مثل الشجرة تمتد الأوراق ليحتمي بها المجتمع ولكن هذه المؤسسة المهمة حدث لها تغيرات اجتماعية مع مرور الوقت.
أثر التغير الاجتماعي على التفكك الأسري:
من الصعب حساب العوامل التي تؤدي إلى مشكلة تفكك الأسرة، بسبب كثرة عددها وحقيقة تداخل أكثر من سبب في تربيتهم ولكن من أهم العوامل نذكرها:
الأب الغائب الحاضر، ويمثله رب الأسرة الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل ولديه صور متعددة أهمها أن رجل الأعمال منغمس في عمله فيقضي معظم وقته ليلاً ونهاراً في الاجتماعات والرحلات والحفلات العامة والخاصة ولايجد وقتًا لعائلته فتبدأ الزوجة بالشكوى وتشعر بهذا الغياب وتشعر أن الزوج الذي يحلم بمشاركتها في أحداث الحياة اليومية يتبخر يومًا بعد يوم وكذلك الزوج الذي يعتني بأصدقائه ويفعلها بمجرد عودته من العمل على حساب الأسرة ويمنع الزوجة والأولاد من الجلوس معه أو الخروج معه.
الأم الحاضرة غائبة، ومما سبق ذكره عن الزوج يمكننا أن نجد ما هو مناسب للمرأة التي تتجاوز مسؤولياتها الأسرية بمختلف الاهتمامات اللقاءات مع الأصدقاء والخروج الدائم من السوق للضرورة وغير الضرورية مما يمنع الزوج والأبناء من متابعة هذه الأم وعدم الوفاء بالتزاماتها الزوجية المطلوبة منها.
صراع الأدوار تضارب الأدوار يعني التنافس بين الزوج والزوجة ليأخذ كل منهما مكان الآخر وهذا يؤدي إلى تكرار الصراع على كل قضية صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية مما يمهد الطريق لحدوث تفكك الأسرة.
ثورة الاتصالات الحديثة ويتم يالنظر إلى وسائل الاتصال الحديثة على أنها أحد أسباب تفكك الأسرة في المجتمعات المعاصرة على الرغم من المزايا التي قد تتمتع بها عندما يقوم الناس بالكتابة عن عائلاتهم عليها.
الخدم، هم مجموعة عمل حدثت في المجتمعات أخذوا منها العديد من الأدوار التي كان يقوم بها الأب والأم في الماضي مثل الطبخ والنظافة وتربية الأطفال من جميع الجوانب، فهم يذهبون إلى المدرسة أو متابعة دراستهم أو الاعتناء بهم يحتاجون إلى رعاية ولطف ومراقبة صحتهم وهذا ينتج عنه علاقة نفسية حميمة بين الأطفال ومن يقدم لهم الخدمات.
الوضع الاقتصادي للأسرة، غالبًا ما يلعب الوضع الاقتصادي للأسرة دورًا كبيرًا في تصدعها على جانبي الأغنياء والفقراء حتى لو كان الثاني هو الأكثر لتلبية احتياجاتها، فيقع في معركة ممنوعة للحصول على المال أو يدفع بعض أفراد أسرته طرقًا سيئة للحصول على المزيد من المال فتكون النتيجة تفكك الأسرة.
آثار التفكك الأسري على المجتمع والأسرة:
آثار التفكك على الأفراد: أول ضحايا تفكك الأسرة هم أفراد الأسرة المفككة يواجه الزوج والزوجة العديد من المشاكل الناتجة عن تفكك أسرهما إنهم محبطون ويعانون من خيبة أمل، وتنخفض عوامل الانسجام والصحة العقلية أخطر الآثار هي تلك الخاصة بأطفال الأسرة المفككة خاصة إذا كانوا صغارًا وأول المشاكل التي يواجهونها هي فقدان المأوى الذي يواجهونه، تم لم شمل الأسرة، وهنا يتم التشتيت حيث يعيش الأطفال أو بعضهم مع أحد الوالدين والآخرين مع الوالد الآخر.
آثار الانفصال على علاقة الزوجين بالآخرين: يؤدي التفكك الأسري إلى اضطرابات وتفكك في علاقة الزوجين وبالآخرين وخاصة الأقارب، إذا كانت هناك علاقة بين عائلات الزوجين فغالباً ما يتأثر ذلك ولسوء الحظ سلبًا بما يحدث للزوجين فيحدث القطيع بين العائلتين.
تأثيرات التفكك على نشر الإنحراف: في بعض الحالات يؤدي الانفصال عن الأسرة إلى خلق ظروف للجريمة بين أفراد الأسرة وخاصة الأولاد والبنين والبنات، عندما تنفصل الأسرة عن بعضها البعض فإنها تخلق إحساسًا بعدم الأمان الاجتماعي وضعفًا في قدرة الفرد على التعامل مع المشكلات.
أثر التفكك على قيم المجتمع وثقافته: يؤدي تفكك الأسرة إلى خلل في كثير من القيم التي يسعى المجتمع إلى ترسيخها في عقول وسلوكيات أفرادها ، مثل: العلاقة والرحمة والتعاون والتسامح ومساعدة المحتاجين ودعم حالات الطوارئ وغيرها من القيم الإيجابية المهمة لتماسك المجتمع وبقائه.
لا شك في أن تفكك الأسرة الذي يشير إليه علماء النفس الاجتماعي بـ “الشقاق الأسري”، يُنظر إليه على أنه أحد أخطر الظواهر الاجتماعية في مفهومها الاجتماعي فقدان أحد الوالدين أو كليهما، الطلاق أو العنف المنزلي المستمر الذي اتخذ أبعاده الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والأمنية السياسية.
مع التبدلات والتغيرات الاجتماعية والتقلبات الاقتصادية والتحديات الثقافية التي يحظى بها مجتمعنا اليوم بسبب مستويات التحديث والمعاصرة، لقد ألقوا بظلالهم على بناء الأسرة والوظائف التربوية والنفسية والثقافية والاجتماعية، وبالتالي زادت معدلات انتشار الوباء الاجتماعي ومؤشراته الجريمة والمخدرات وتأخر المدرسة.