متى وقعت أحداث ثورة أدرنة؟
كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة تدعم مرشحًا على العرش خلال حرب أهليّة في مملكة إيميريتي في جورجيا، قرّر الباب العالي إرسال جيش ليكون فعّالاً في المنطقة، ومع ذلك، فقد تأخرت رواتب أفراد الجيش وتمردت الوحدة الفرعيّة للإنكشاريّة المسؤولة عن الخدمات اللوجستيّة، المسماة (Cebeci)، في (17) يوليو (1703) مطالبة بدفع كامل المبلغ قبل العمليّة.
اندلع حدث أدرنة، المعروف أيضًا باسم ثورة (1703)، في القسطنطينيّة، اندلعت هذه الثورة بين الإنكشاريين “الذين اشتكوا من تأخر الرواتب، ومن غياب السلطان“، على الرغم من أنّ الثورة بدأت مع الإنكشاريّة، إلا أنها سرعان ما نمت لتشمل المدنيين والجنود من ذوي الرتب الدنيا والحرفيين وكذلك أعضاء العلماء.
أصيبت هذه الجماعات بالإحباط بسبب محاولة السلطان إخفاء فقدان الشرعيّة السياسيّة وصعود شيخ الإسلام فيض الله أفندي، بدعم من وحدات الجيش الأخرى وكذلك بعض مواطني القسطنطينيّة ومعظم العلماء (الزعماء الدينيين)، نهب المتمردون منازل كبار المسؤولين الحكوميّين وبدأوا في السيطرة على العاصمة لعدة أسابيع.
على الرغم من أنهم أرسلوا مجموعة من الممثلين إلى أدرنة، إلا أنّ فيض الله أفندي سجنهم، حيث أثار هذا المتمردين وبدأوا في مسيرة إلى أدرنة، كما أعلن السلطان خلعه فيض الله أفندي، ولكن بعد فوات الأوان قرر المتمردون خلع السلطان مصطفى الثاني.
حاول السلطان تشكيل خط دفاع في ضواحي أدرنة، لكن حتى جنود السلطان انضموا إلى المتمردين، “تمّ تجنب المواجهة العسكريّة خارج أدرنة لأنّ الموالين للإمبرياليّة، ومعظمهم من الجنود المجندين من ريف البلقان، هجروا مصطفى وانضموا إلى صفوف القسطنطينيّة.”
ما هي مطالب المتمردين في أحداث أدرنة؟
تمّ التعبير عن مطالب المتمردين من قبل العلماء من خلال قضاة القاضي الذين كانوا “التمثيل الأكثر اتساقًا للحكم العثماني في المقاطعات”، طرح القاضي أربعة أسئلة والإجابة عليها بخصوص الوضع المطروح، الأول يتعلق بإهمال مصطفى الثاني لـ “ثقته” في رعاية رعاياه “السماح للظلم” أثناء ذهابه للصيد وإهدار الخزينة العامة.
والثانية شرعت حق المجتمع المسلم في الوقوف في وجه حاكم ظالم، وأدان الثالث أولئك الذين انحازوا إلى الحاكم الظالم، واتهم الرابع مصطفى الثاني، بالتنازل عن ولايته بقبول معاهدات السلام والتنازل عن الكثير من الأراضي للقوى المسيحيّة.
أعلن قضاء القاضي بشكل أساسي أنّ مصطفى الثاني غير لائق للسلطنة، ويسمّى هذا النمط من الأحكام القضائيّة الإسلامية “فتفاً”، في (22) أغسطس (1703) ، أُطيح بمصطفى الثاني، وأصبح أخوه السلطان أحمد الثالث السلطان الجديد.
وقتل المتمردون فيض الله أفندي، على الرغم من استبدال مصطفى الثاني بالسلطان أحمد الثالث، استمرت الثورة في القسطنطينيّة، استمر العنف لثلاثة أسباب إشكالية: “الافتقار إلى الانضباط والسيطرة على الفوضى والدمار، انحلال وحدة المتمردين وسط تنافس على موازين القوى”.
وأخيرًا المنافسة على هدايا التتويج، وهي المكافأة التقليديّة لبيعة الإنكشاري لسلطان جديد، “كان هذا المطلب الأخير وسيلة يمارس من خلالها الإنكشاريون سيطرة مُباشرة على السلطان”، وكان الإنكشاريّون يؤكدون بشكل أساسي على قدرتهم على إزالة سلطان من السلطة أو إعادة سلطان جديد، عندما انتهى العنف، “كان حفل الاستسلام الذي أقسم به الإنكشاريّون الولاء للسلطان الجديد لفتة مسرحية تخفي القوة الحقيقية للجيش للسيطرة على الأحداث في عاصمة الإمبراطوريّة العثمانيّة“.