أسس التصنيف القرابي

اقرأ في هذا المقال


توجد القرابة في كل شعب وكل مجتمع اعتادو وجود أنماط القرابة فيه، بحيث أنه تختلف المصطلحات عند الشعوب باختلاف الثقافات مثل الأب، الأم، الابن، والبنت ولا تَعني دائماً نفس المدلول عند جميع الشعوب.
ولا شك فى أن هذا خطأ، فكثير من مصطلحات القرابة تشير إلى فئات قرابية مختلفة، مثل مصطلحات: العم والعمة، والأخ والأخت، وابن العم، والواقع أن نظم تصنيف القرابة تختلف اختلاف كلي من مجتمع لآخر. إن تصنيف القرابة يتم حسب أسس التصنيف المحددة تحديداً دقيقاً.

أسس التصنيف:

١- أول الأسس التي أوجدها كروبر فنلاحظ على نظام القرابة فى المجتمعات الغربية أن جميع مصطلحات القرابة ما عدا مصطلح ابن أو بنت العم تقتصر على جيل واحد فقط: فمصطلحات الأب والأم والعمة أو الخالة، تنصب على جيل الوالدين. أما مصطلح الأخ والأخت فينصبان على جيل الشخص نفسه، ومصطلحات الابن والبنت وابن الأخ أو ابن الأخت، وبنت الأخ أو بنت الأخت فلا تتعدى جيل الشخص نفسه.
٢- الأساس الثاني فى تصنيف كروبر هو الذى يهتم بتصنيف الأقارب من نفس الجيل تبعاً لفروق العمر. كذلك يميز الشخص بناء على العمر ويصنف العائلة فيها إلى إخوة أو أخوات كبار، وأخوات صغار.
٣- أساس التصنيف الثالث عند كروبر فيتضمن الفروق بين الأقارب الخطيين (المباشرين)، والأقارب المجانبين (غير المباشرين). فالأقارب الخطيون هم أولئك الذين يرتبطون ببعضهم فى خط واحد، وهكذا يعتبر الآباء والأبناء في مجتمعنا أقارب خطيين.
أما الأقارب المجانبون فهم أولئك الذين يرتبطون بشكل غير مباشر من خلال أحد الأقارب الذي يصل بين الخطيين. وهكذا يعتبر العم أو الخال فى مجتمعنا قريب مجانب، لأنه إما أن يكون أخ للأب أو أخ للأم، كذلك يعتبر أبناء وبنات العم أو الخال أقارب مجانبين، لأنهم يرتبطون بالشخص بصلة قرابة غير مباشرة، لأنهم أبناء أخوة الأم أو أبناء أخوة الأب.
ومن الواضح فى مجتمعنا أنه يتم التمييز بين الأقارب الخطيين والأقارب المجانبين فى جيل الشخص نفسه، وكذلك فى جيل الوالدين، وفى الجيل التالي أيضاً.
٤- الأساس الرابع عند كروبر يرتبط باختلاف نوع القريب (ذكر أو أنثى). ويبدو هذا الفرق واضحاً فى نظام القرابة فى مجتمعنا فى التمييز بين الأب والأم، والعمة والعم والخالة والخال، والأخ والأخت، وابن الأخ، وبنت الأخ.
٥- ويشمل خامس أساس للتصنيف عند كروبر الفروق فى نوع المتكلم نفسه (الذى يخاطب أقاربه)، ففي نظام القرابة فى مجتمعنا يستخدم الذكور والإناث نفس مصطلحات القرابة. ولكن هناك نظم قرابية أخرى عديدة تختلف فيها المصطلحات بالنسبة للمتكلم الذكر والأنثى.
٦- الأساس السادس عند كروبر يعتمد على الفروق في نوع القريب الذى يمثل همزة الوصل فى القرابة. وقد لاحظنا من قبل أن الأقارب المجانبين هم أولئك الذين يرتبطون بالشخص من خلال قريب معين. والملاحظ على نظام القرابة في المجتمعات الغربية وفي مجتمعات أخرى أن نوع القريب الذى يمثل همزة الوصل لا تترتب عليه أية نتيجة، فجميع أبناء أو بنات العم أو الخال يجتمعون تحت مصطلح الأقارب.
٧– أما الأساس السابع فيميز القرابة الدموية عن قرابة المصاهرة، فالقرابة الدموية تضم أولئك الذين ينتمون إلى أسرة الشخص نفسه وأسرة أجداده وأحفاده. أما قرابة المصاهرة فتضم أولئك الأقارب من خلال الزواج.
وتكاد كل المجتمعات تميز على نحو أو آخر بين القرابة الدموية وقرابة المصاهرة. ففي المجتمعات الغربية. نجد في مصطلحات الحمو والصهر، الحماة والأقارب نتيجة علاقة المصاهرة لا يتم تصنيفهم بنفس الطريقة، حيث نلاحظ مثلاً أن زوجات الأعمام والأخوال، وكذلك أزواج العمات والخالات يطلق عليهم مصطلح عمة وعم على التوالي، على الرغم من أنه لا تربطهم بالشخص المتكلم صلة قرابة دموية.
٨- وينصب الأساس الثامن لتصنيف القرابة على الفروق فى المكانة أو الظروف المعيشية للشخص الذي تقوم علاقة القرابة من خلاله. ويمكن أن نجد نموذجاً لذلك عند شعب الشيريكاهو الأباتشي. فعند أولئك الناس ينتقل الرجل ليعيش مع أسرة زوجته الذين تربطهم به علاقة مصاهرة. أما إذا توفيت زوجته، فإن علاقته تتغير من حيث أن يختتم عليه أن يتزوج أيا من أخوات أو بنات عمومة أرملته اللاتي لم يسبق لهن الزواج، ومن ثم يظل بين أفراد الأسرة التي انضم إليها بعد زواجه الأول.


شارك المقالة: