اقرأ في هذا المقال
- حكم الملك هنري الرابع لألمانيا
- ألمانيا في ظل حكم الملك هنري الرابع
- ألمانيا في ظل حكم الملك هنري الخامس
حكم الملك هنري الرابع لألمانيا
يعتبر الملك هنري الرابع أحد أبناء الملك هنري الثالث والذي يعود جذورها إلى ألمانيا، وكان جدوده من أقدم العائلات والأسر التي حكمت الإمبراطورية الرومانية المقدسة خلال فترة العصور الوسطى وكان لهم دور كبير في توسعة أراضيها، وامتد حكمهم لألمانيا فترة طويلة، وسوف نتحدث في هذا المقال عن حكم الملك هنري الرابع هنري الخامس لألمانيا ومدى تأثيرهم وسيطرتهم عليها.
ألمانيا في ظل حكم الملك هنري الرابع
تولى الملك هنري الرابع الحكم في ألمانيا والتي كانت في ذلك الوقت من أراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1084 ميلادي، وتميزت فترة حكمه بالقوة والسيطرة وتمكن من خوض حروب وصراعات كثيرة والتي حقق فيها انتصارات كبيرة وتمكن أيضاً خلال فترة حكمه بالصراعات بين البابوية للسيطرة على الحكم، كما حدث الحروب الأهلية للسيطرة على الحكم في ألمانيا وإيطاليا، ولم يستمر حكمه طويلاً، حيث تم إجباره في عام 1105 ميلادي التنازل عن الحكم.
يعتبر الملك هنري الرابع من بين ملوك ألمانيا الذين تميزوا بالذكاء والحنكة، فقد عُرف عنه قدرته على قيادة المعارك وتحقيق النصر، وتعود جذوره إلى مدينة غوسلار الساسكونية والتي تعتبر من أهم المدن التاريخية في ألمانيا، وعلى الرغم من الذكاء الذي تميز به إلا أنّه عُرف عنه سرعته في اتخاذ القرارات، الأمر الذي أوقعه هو وحكمه في الكثير من المشاكل والصعاب، وحسب أراء المؤرخين فإنه تولى الحكم بعد وفاة والده وهو في سن السادسة وكانت والدته هي الوصية عليه في إدارة أمور الإمبراطورية.
في بداية تولي الملك هنري الرابع الحكم أحيكت ضده الكثير من عمليات التحريض من قِبل الأساقفة الذين كانوا متخوفين من سيطرته على الكنيسة، فاجتمع البابوات واصدروا أمراً بعدم تدخل الملك في أمور الكنيسة ورفض القرارات العلمانية التي كان يصدرها، كما أصدروا قراراً برفض قرارات الإصلاح التي أصدرها ويمنع الملك من تقليد رجال الدين، الأمر الذي أدى إلى بداية الصراع بين الإمبراطورية الرومانية والبابوات، وكانت بداية تلك الصراعات هي بداية لزعزعة هنري الرابع من حكمه.
لم يهتم الملك هنري الرابع بالقرارات التي أصدرها البابوات وقام بتعيين الأساقفة في شمال إيطاليا، ليقوم البابا غريغوري بتهديده والطلب من عدم التدخل في أمور الكنيسة وإلا سوف يتم إزالته من الحكم، لكن الملك هنري الرابع قام بعقد اجتماع لأساقفة إيطاليا وطلب منهم رفض وجود البابا غريغوري في الكنيسة وطلب منهم التصويت ضده، ليقوم الأخر بالطلب من أمراء ألمانيا الموالين له الوقوف ضد الملك الرابع والطلب منه التنازل عن الحكم، لتصبح ألمانيا في ذلك الوقت عبارة عن مسرح للصراعات وأعمال الشغب.
بعد انتشار أعمال الشغب في الأراضي الألمانية ومطالبة الشعب بمحاكمة الملك هنري الرابع قام بالسفر إلى إيطاليا وطلب المغفرة واعترف بأنّ أعماله كانت نتيجة تسرعه وذهب إلى البابا وطلب المغفرة، أدى ذلك التصرف إلى غطرسة البابا غريغوري والذي بدأ بإصدار قرارات بإعدام بعض الأمراء؛ ممّا أدى إلى المطالبة بإزالته من مكانه وقام هو أيضاًُ بالهروب إلى روما، لتبقى الصراعات بعد ذلك قائمة بين الإمبراطورية والبابوات.
استمر حكم الملك هنري الرابع رغم الصراعات التي كانت قائمة، وخلال فترة حكمه تم اتهامه بالفسق والخروج عن القوانين المتبعة في الإمبراطورية والتي كانت من وجهة نظرهم خرقاً للقوانين والعادات الدينية، ومن بين القرارات التي أصدرها هي الدفاع عن المرأة والأطفال والفقراء والعمل على إصدار قوانين للتعامل مع الشعب الخارج عن القانون، فهو أراد من خلال تلك القرارات الإصلاح وكانت بنظر الإمبراطورية أموراً خارجة عن القانون وسوف تؤدي إلى هلاك الإمبراطورية، الأمر الذي أدى إلى وقوف الكثير ضده.
ألمانيا في ظل حكم الملك هنري الخامس
يعتبر الملك هنري الخامس ابن الملك هنري الرابع الذي تولى الحكم بعد والده، ليجد الإمبراطورية تعاني من الصراعات والحروب الأهلية وخاصة مع البابوية، لكنّها لم يتخذ خطى والده وقام بعقد السلام مع أعدائه، وعلى الرغم من عمليات الإصلاح التي قام بها بعد والده وسعيه إلى السلام وإيقاف الحروب الأهلية.
لكنّ حكمه لم يستمر طويلاً، حيث تم إقناع ابنه هنري الخامس من قِيل الأمراء بضرورة تنحي والده عن الحكم، وأقنعوه بأنّ والده لم يتمكن من إصلاح الإمبراطورية وأنه زاد فيها الفساد، ليقوم هنري الخامس بالاقتناع والثورة ضد والده وتولى الحكم.