إنَّ الابتكار الاجتماعي يزيد من تفعيل وتعظيم استغلال الموارد الموجودة في المجتمع، ويعطي المجتمع فرصة لطرح حلول لمواجهة التحديات والتعامل على أنَّهم جزء من الحلّ، قبل أنْ يكونوا جزء من المشكلة، لأنَّ أكثر الناس هم مَنْ أوجدوا هذه المشاكل أو يعيشون فيها وبالتالي هم الأقدر على حلّها.
أهمية الابتكار الاجتماعي:
الابتكار الاجتماعي هو الحلّ الأمثل والأفضل لهذا الزمن، ويجب فتح العقول في المجتمع على فكرة المواطنة والمشاركة في التنمية، لأنَّه يتعامل مع موارد المجتمع ومميزاته بطريقة نوعية وفنية، فهو لا يقوم على فكرة المعايير في التعرف على الموارد المحلية أو استغلالها، ولا يزيد ولا يُقلّل أي موارد وإنَّما يختار الموارد المناسبة للزمن والوقت المناسب، ويتم ذلك في ضوء رؤية متكاملة لعملية التطوير.
تزايد دور الابتكار الاجتماعي عام “2008م”، وذلك لمحاولة معالجة مشكلة الانكماش الاقتصادي الذي أدّى إلى الأزمة الاقتصادية، وقد تمَّ تطبيق الابتكار الاجتماعي في أمريكا والدول الأوروبية بشكل كبير وواضح، وعلى الرَّغم أنَّ الابتكار الاجتماعي لم يُنهي المشكلة بصورة كاملة إلّا أنَّ استخدام أدوات الابتكار الاجتماعي استطاع وضع الحلول لتقليل مخاطر هذه الأزمة، وجعلت أدوات الابتكار الاجتماعي الدول تشعر مع الحكومات بالمسؤولية الاجتماعية لتجاوز الأزمات وتقديم أفضل الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه المجتمع.
وقد بدأت الحكومات بتوجيه جميع القطاعات في المجتمع مثل الجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات الاقتصادية وذلك للمساعدة والمساهمة في الخروج من الأزمات بالفكر الواسع والابتكار ووسائل وطرق وحلول نوعية لمواجهة وتقليل الأزمات.
المشكلات التي يتمَّ حلّها عن طريق الابتكار الاجتماعي لا يكون حلّها من جهة واحدة، والتي تكون في الظاهر هي المعنية، ولكنْ يجب تكاثف وإشراك المجتمع بكافة قطاعاته في الحلّ، لأنَّ التنمية والتطوير يجب أن يكون شامل لجميع قطاعات المجتمع وجهاته، وذلك لتفعيل الحلول الابتكارية.
الحلول التي يقدمها الابتكار الاجتماعي عبارة عن حلول شمولية، حيث يكون كل أطراف المجتمع سواء حكومية أو أهلية، أو خبراء في القطاعات المتنوعة. أصبحت المجتمعات التي تستخدم الابتكار الاجتماعي قادرة على وصف المشكلة الحقيقية لا المشكلة الظاهرية، والتعرّف على الأطراف الحقيقيين في حلّها وكيفية تطبيقها وإشراك المجتمع فيها. وفي بعض الأحيان يُعبّر المجتمع عن مشكلة ظاهرية ويترك المشكلة الأكثر احتياج للحلّ؛ لأنَّها تكون خفية.
الابتكار الاجتماعي يحلّ المشكلات المعقدة والمتداخلة التي يصعب حلّها بالوسائل والطرق التقليدية، حيث أنَّ المعلومات والتكنولوجيا الحديثة ساعدت بشكل كبير في حلّها، وأصبحت الأفكار المبتكرَة طريقة ووسيلة فعّالة في هذا العصر لحلّ المشكلات.