أهمية العمل الخيري في الإسلام:
النظام الخيري في الإسلام قد يصل من حيث الموارد المالية، وتلبية حاجات حقوق الفرد، إلى أن يكون هو النظام الأول من أنظمة التنمية الرئيسية الثلاثة (النظام الحكومي، والنظام التجاري، والنظام الخاص، والنظام الخيري)، وذلك من حيث الترتيب؛ ﻷن الحضارة الإسلامية عبر التاريخ نتاج هذا النظام بل كان موقعه الإداري والتنموي قبل النظام الحكومي والنظام التجاري.
فالعمل الخيري هو النظام الثالث يضاف إلى النظام الخاص، ولكنه نظام مستقل تطوعي غير ربحي، متحرر من القيود التقليدية والمحددات التي تحكم تحركات ومساهمات النظامين الآخرين، وهو نظام مرشح ومدعو ﻷداء دور فعال في قيادة وإثراء التغيير، والتنمية الاجتماعية في تناسق كامل مع النظامين الآخرين، شريطة أن يكون تحرك مفرداته تحركاً واعياً، يصدر عن ثقافة ومعرفة وتخطيط علمي أصيل للإسهام في خدمة المجتمع.
إن تعاون قطاع العمل الخيري في العمل، لصالح المجتمع حقيقة مماثلة نعيشها حالياً كما عاشها آباؤنا بازدهار الحضارة الإسلامية، وترجموها بأشكال وصيغ راقية حتى بمقاييس العصر الحاضر، وكما تعيشها المجتمعات المتقدمة حالياً؛ وهي التي استطاعت تقنين أنشطة مؤسسات هذا القطاع وتنظيمها.